طموحات COP28.. الإمارات تردم الفجوة بين الشمال والجنوب
مع بدء العد التنازلي لمؤتمر الأطراف للمناخ COP28 يتطلع العالم لمحادثات غير تقليدية حول الحاجة الملحة لمكافحة تغير المناخ.
وحيث إن السياسات المناخية الحالية ذا فعالية منخفضة وتنفر الدول التي تُعتبر أساسية لمواجهة هذا التحدي العالمي، ووسط هذا الانقسام بين العالم الجنوبي والشمالي، تبرز دولة الإمارات العربية المتحدة كمرشح رئيسي لسد الفجوة.
- النبات يحتاج إلى ثاني أكسيد الكربون.. الحقيقة الكاذبة!
- "تاكاكيا" يتألم.. أقدم طحالب العالم بين أنياب المناخ
عزلة الدول النامية في مواجهة المناخ
لفت وزير خارجية المملكة المتحدة جيمس كليفرلي الانتباه إلى شعور الدول النامية بالعزلة عندما دعا مؤخرا إلى إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمنح الجنوب العالمي تمثيلاً أكبر، وحذر من الخطر الحقيقي الذي يمثله استبعاد الدول النامية من حيث استفزازها للابتعاد عن نظام التجارة العالمي.
حيث إن العالم النامي هو في نهاية المطاف المكان الذي ستنتصر فيه معركة تغير المناخ بأكملها أو تخسرها. إنه المكان الذي سيحدث فيه النمو الصافي للانبعاثات، مدفوعا بالنمو الاقتصادي والسكاني السريع. لذلك من الواضح أن هذه الدول تحتاج إلى مسار منخفض الانبعاثات للتنمية.
فإذا أردنا الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية. يجب أن يحدث هذا من خلال كبح الطلب العالمي على استهلاك الطاقة بطريقة لا تعيق النمو والتنمية، بدلاً من مجرد محاولة تحجيم إمدادات الطاقة فمثلًا خلال COP26 في غلاسكو تم إلغاء منصات العمل في صناعات النفط والغاز والنووية والفحم، والتي تنتج معًا 90٪ من الطاقة العالمية، ولم يُسمح لها حتى بأن تكون جزءا من المحادثات.
إلا أنه تجدر الإشارة إلى أنه لمتابعة أجندة صافي الصفر، فلن تتمكن الدول من الاستغناء عن النفط والغاز كليًا في الوقت الحالي على الأقل، وفي الواقع فإنه بالنظر إلى تقطع الطاقة المتجددة وتكلفة الطاقة النووية لخفض الانبعاثات من توليد الطاقة، نحتاج إلى الغاز الطبيعي كبديل أنظف لاستبدال الفحم أو مصادر الطاقة الأخرى الأكثر تلويثاً في البلدان النامية، حيث الطلب على الطاقة مرتفع ومتسارع.
ثلاثية الطاقة
يعود ذلك إلى ثلاثية الطاقة المتمثلة في القدرة على تحمل التكاليف والتوافر والاستدامة، من خلال إهمال أي من هذه الركائز فإننا نجازف بالانهيار الخطير، عندما يتم تجويع الاستثمار في الغاز، تتحمل الدول النامية وطأة صدمات أسعار الطاقة ونقص الإمدادات، وتضطر إلى اللجوء إلى حرق الفحم بسبب عدم وجود بديل ميسور التكلفة للطاقة الأساسية الثابتة.
ويكمن حل مشكلة تغير المناخ في اتخاذ قرارات أكثر شمولاً تضمن التمثيل العادل، كما يتطلب جهوداً حقيقية من الغرب لتلبية احتياجات الدول النامية، والوفاء بالتزامات تمويل المناخ وتقديم المساعدة الفنية.
بنك الكربون العالمي
يتمثل أحد الحلول في إنشاء مؤسسة عالمية جديدة، وبنك الكربون العالمي لتوجيه المساعدة الفنية والمعونة المناخية إلى الدول النامية، سيعطي بنك الكربون الأولوية للمبادرات التي تتناول الإنصاف العالمي والأثر الاجتماعي، مما يضمن أن العمل المناخي يفيد أولئك الذين هم في أمس الحاجة إليه، ويساعد على خلق انتقال أكثر عدلاً إلى اقتصاد منخفض الكربون.
هناك سياسة ضرورية أخرى تتمثل في إنشاء نظام عالمي لتسعير الكربون. هذا من شأنه أن يخلق حوافز اقتصادية لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من خلال دمج التكلفة الحقيقية للكربون في قرارات السوق. وهذا من شأنه أن يشجع على اعتماد تكنولوجيات أنظف، والاستثمار في الطاقة المتجددة وتنفيذ ممارسات كفاءة الطاقة، مع توليد إيرادات لتمويل المبادرات المستدامة.
الإمارات تسد الفجوة بين الشمال والجنوب
إن دولة الإمارات العربية المتحدة مرشح رئيسي كمستثمر رئيسي في جميع أشكال الطاقة، بما في ذلك مصادر الطاقة المتجددة، في 40 دولة، تمتلك دولة الإمارات الموارد، سواء من حيث التمويل أو إمدادات الطاقة الشمسية منخفضة التكلفة، لتعزيز تقنيات المستقبل.
وهي دولة رائدة عالميًا في الاستثمار في الطاقة الخضراء، وقد كشفت هذا الصيف عن خطط لاستثمار 54 مليار دولار في مصادر الطاقة المتجددة على مدى السنوات السبع المقبلة كجزء من الجهود للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050. كما أن موقعها الجغرافي يجعلها نقطة التقاء استراتيجية بين العالم الجنوبي والشمالي، حيث يعمل كمركز للتجارة والتمويل والدبلوماسية، مع روابط قوية مع كل من الدول المتقدمة والنامية.
وبالتالي، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة في وضع فريد لسد الفجوة بين الشمال والجنوب وتسهيل التأثير الإيجابي الكبير، لهذا السبب يبرز COP28 على أنه الأكثر شمولاً وفعالية حتى الآن، حيث يتطلع العالم لإنهاء عزلة الدول النامية ومنحها التمثيل والدعم الذي تستحقه، من خلال رؤية COP28 في دبي في وقت لاحق من هذا العام.
aXA6IDMuMTMzLjEwOC4xNzIg جزيرة ام اند امز