استئناف الإسقاط الجوي للمساعدات.. «طيور الخير» الإماراتية تعود إلى غزة

أعلن الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، السبت، استئناف عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات الإنسانية على غزة.
وكتب الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان عبر حسابه في "إكس": "لقد بلغت الأوضاع الإنسانية في غزة مرحلة حرجة وغير مسبوقة، وتواصل الإمارات العربية المتحدة تصدُّر الجهود الدولية الرامية إلى إيصال المساعدات المنقذة للحياة إلى الشعب الفلسطيني الشقيق".
وأضاف: "سنواصل إيصال الدعم الإغاثي إلى من هم في أمسّ الحاجة، برًّا و جوًّا وبحرًا، سنستأنف عمليات الإسقاط الجوي على الفور".
وتابع: "يبقى التزامنا بالتخفيف من المعاناة وتقديم الدعم راسخًا لا يتزعزع".
وتأتي تصريحات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في وقت تواصل فيه دولة الإمارات، عبر مختلف المبادرات الإنسانية، إرسال المساعدات الإغاثية والطبية العاجلة إلى قطاع غزة، للتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي يواجهها السكان.
وتعد الإمارات من أبرز الدول التي سارعت منذ بدء الأزمة إلى إنشاء جسر جوي وبحري لإغاثة المتضررين، بالإضافة إلى إطلاق عملية "طيور الخير"، التي تم خلالها تنفيذ عشرات عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات الغذائية والإغاثية على القطاع.
المساعدات الإماراتية إلى غزة.. برا وبحرا وجوا
يأتي هذا الإعلان فيما تتواصل جهود دولة الإمارات الإنسانية للتخفيف عن أهالي قطاع غزة، الذين يعيشون ظروفا مأساوية نتيجة الحرب والدمار.
طيور الخير.. شعاع الأمل في المناطق المعزولة
وكانت دولة الإمارات قد أطلقت عملية "طيور الخير" ضمن إطار "عملية الفارس الشهم 3" لدعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
ونفذت قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع الإماراتية خلال العملية 53 إسقاطا جويا للمساعدات الإنسانية والإغاثية في سماء غزة، قبل أن تستأنف اليوم.
وتستهدف العملية المناطق المعزولة التي يتعذر الوصول إليها بسبب الوضع الراهن في قطاع غزة.
وتسعى دولة الإمارات من خلال "عملية طيور الخير" إلى تخفيف معاناة الأشقاء الفلسطينيين ومساعدتهم على تجاوز الظروف الصعبة التي يمرون بها.
وبلغ إجمالي المساعدات التي تم إسقاطها منذ انطلاق عملية "طيور الخير" إلى 3623 طناً.
وتسهم المساعدات الإنسانية والإغاثية التي قدمتها الدولة في تخفيف معاناة المدنيين بالقطاع خاصة النساء والأطفال، حيث بادرت دولة الإمارات بتقديم المساعدات فور اندلاع الحرب في قطاع غزة.
سفن "خليفة" الإنسانية.. من موانئ الإمارات إلى غزة
وقبل 5 أيام وتحديدا، الاثنين 21 يوليو/تموز الجاري، أبحرت من ميناء خليفة "كيزاد" في أبوظبي، سفينة خليفة للمساعدات الإنسانية الثامنة ضمن عملية "الفارس الشهم 3".
اتجهت السفينة إلى ميناء العريش في جمهورية مصر العربية، تمهيداً لإدخال شحنتها من المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة.
وتُعد سفينة "خليفة" رقم 8 هي أكبر سفينة مساعدات إنسانية ترسلها دولة الإمارات حتى الآن، حيث تبلغ حمولتها الإجمالية 7166 طناً من المساعدات الغذائية والطبية والإغاثية المتنوعة.
وتشمل الحمولة 4372 طنا من المواد الغذائية، و1433 طنا من مواد الإيواء، و860 طنا من المواد الطبية، و501 طن من المواد الصحية، ليصل إجمالي المساعدات التي تم إرسالها إلى قطاع غزة 77.266 طن.
وتأتي هذه الخطوة امتداداً لسلسلة من المبادرات الإنسانية التي أطلقتها دولة الإمارات، ضمن عملية "الفارس الشهم 3"، والتي تجسد التزام الدولة الراسخ بنهجها الإنساني في مد يد العون للمحتاجين والمتضررين، بالتعاون مع مؤسساتها الخيرية والإنسانية.
القوافل البرية.. عشرات آلاف الأطنان لإغاثة غزة
وفي الخامس من يونيو/حزيران الماضي، أعلنت دولة الإمارات دخول قافلة مساعدات إنسانية جديدة إلى غزة في إطار جهودها المستمرة لدعم النازحين الفلسطينيين، والتخفيف من المعاناة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة.
وضمّت القافلة شاحنات محمّلة بـ1039 طنًا من المواد الغذائية والطحين، التي تغطي الاحتياجات الملحة لنحو مليون و300 ألف مستفيد.
وفي الخامس من يوليو/تموز، أعلنت دولة الإمارات دخول قافلة مساعدات إنسانية جديدة إلى غزة، ضمّت شاحنات محمّلة بـ1039 طنًا من المواد الغذائية والطحين، التي تغطي الاحتياجات الملحة لنحو مليون و300 ألف مستفيد.
وفي العاشر من يوليو/تموز الجاري، وصلت إلى قطاع غزة قافلة مساعدات إماراتية مكوّنة من 13 شاحنة.
وتحمل الشاحنات مواد غذائية مخصصة لتكيات الطعام في القطاع، ولوازم تشغيل المخابز التي تسهم في إنتاج الخبز للأهالي، بالإضافة إلى طرود الطفل التي تستهدف الأطفال الأكثر احتياجًا في ظل الظروف المعيشية الصعبة.
فرق إماراتية على الأرض في غزة
ميدانيا، تواصل دولة الإمارات تنفيذ أعمال صيانة آبار المياه الصالحة للاستخدام في وسط قطاع غزة.
ويأتي هذا المشروع الحيوي في وقت يعاني فيه سكان غزة من أزمة مياه حادّة، نتيجة تواصل الظروف الإنسانية الصعبة ودمار البنية التحتية، إذ باتت المياه الصالحة للاستخدام احتياجا ملحا لا غنى عنه لمواجهة العطش، وتفشي الأمراض، وسوء التغذية، خاصة في ظل توقف محطات التحلية وندرة الوقود اللازم لتشغيلها.
ويتضمن المشروع تأهيل البنية التحتية للآبار، وصيانة المضخات والمولدات، وإعادة تشغيل الآبار المعطلة، بهدف ضمان تدفق المياه النظيفة إلى مئات الآلاف من السكان في المناطق الوسطى من القطاع، وتخفيف الأعباء في ظل واقع إنساني صعب يزداد تعقيدا يوما بعد آخر.
وتولي دولة الإمارات قطاع المياه أهمية خاصة ضمن مشاريع "الفارس الشهم 3" المستمرة منذ بداية الحرب، حيث نفذت سلسلة من المشاريع النوعية، من أبرزها البدء مؤخرا بتنفيذ مشروع خط المياه المحلاة من الأراضي المصرية إلى مناطق المواصي في رفح وخان يونس، الذي يتوقع أن يستفيد منه نحو 600 ألف مواطن من سكان جنوب قطاع غزة.
جسر عطاء لا ينقطع
وتأتي المساعدات الجديدة في إطار الدعم الإماراتي المتواصل لأهالي غزة، الذين يواجهون أوضاعًا إنسانية كارثية منذ اندلاع الحرب في القطاع، وسط نقص حاد في المواد الغذائية الأساسية، حيث تعمل "عملية الفارس الشهم 3" على ضمان تدفق المساعدات بشكل مستمر وعلى نطاق واسع ومستدام عبر كافة الطرق الممكنة.
ورغم التحديات الإنسانية، تواصل دولة الإمارات جهودها الإغاثية لإيصال المساعدات الغذائية إلى داخل قطاع غزة، منذُ تشغيل عدد من المرافق التي تقدم المواد الغذائية من خلال عملية "الفارس الشهم 3"، حيث تعمل على دعم عدد 31 مخبزاً، وذلك لضمان توفير الخبز والمواد الأساسية للنازحين في مواجهة الأزمة المتفاقمة.
وأكدت "عملية الفارس الشهم 3" أن استمرار المساعدات الإماراتية إلى قطاع غزة، رغم الظروف الصعبة الحالية المحيطة بالوضع الإنساني، يَعْكِسُ التزام دولة الإمارات التاريخي والراسخ في دعم الشعب الفلسطيني الشقيق.