الإمارات وإندونيسيا.. شراكة اقتصادية ملهمة على أجندة العلاقات الدولية
على أجندة الشراكات الدولية التي تعد نموذجاً يحتذى به، تسطع العلاقات الاستراتيجية والمتطورة بين دولة الإمارات وإندونيسيا.
علاقات ملهمة تنشد دول عديدة حول العالم محاكاتها، بل وآخذة في التنامي نحو آفاق أرحب بما يسهم في تحقيق رؤى البلدين نحو التنمية والازدهار المستدام.
ويبدأ جوكو ويدودو رئيس جمهورية إندونيسيا في زيارة دولة اليوم الثلاثاء لدولة الإمارات تستغرق يومين.
يبحث ويدودو خلال الزيارة مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات تطوير العلاقات الاستراتيجية بين البلدين في مختلف المجالات في ظل الشراكة الاقتصادية الشاملة التي تجمعهما وبما يسهم في تحقيق رؤى البلدين نحو التنمية والازدهار المستدام لشعبيهما الصديقين، وفق وكالة أنباء الإمارات "وام" .
شراكة اقتصادية شاملة
في 1 يوليو/تموز 2022، وقعت دولة الإمارات وإندونيسيا اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة، والتي دخلت حيز التنفيذ في 1 سبتمبر/أيلول 2023، لتفتح سوقاً جديدة وتوفر فرصاً واعدة في واحدة من أهم مناطق النمو الاقتصادي في العالم.
ووفقاً لوزارة الاقتصاد الإماراتية، تهدف اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة إلى مضاعفة التجارة البينية عدة مرات وصولاً إلى أكثر من 10 مليارات دولار في غضون خمسة أعوام، وذلك من خلال خفض أو إزالة الرسوم الجمركية على مجموعة واسعة من السلع والخدمات.
وبموجب هذه الاتفاقية فإن أكثر من 80% من الصادرات الإماراتية إلى إندونيسيا ستحظى بإعفاء فوري من الرسوم الجمركية، كما تسهم الاتفاقية في زيادة القيمة الإجمالية للتجارة في الخدمات بين البلدين وصولاً إلى 630 مليون دولار بحلول عام 2030، حيث تعد إندونيسيا أرخبيلاً متنوعاً، وأكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 270 مليون نسمة، مما يجعلها رابع أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان. وتتمتع إندونيسيا ــ كما تحظى دولة الإمارات ــ بموقع جغرافي متميز عند تقاطع طرق تجارية رئيسية توفر ترابطاً أكبر يتيح سهولة تدفق السلع والخدمات.
كما تسهل هذه الاتفاقية التجارة الرقمية، وتفتح آفاقاً واعدة أمام مجتمع الأعمال الإماراتي لممارسة الأعمال مع أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا.
كما تستهدف الشراكة الاقتصادية الإماراتية الإندونيسية خلق مزيد من الفرص في قطاعات الاقتصاد الإسلامي سريعة النمو، والذي تشير التقديرات إلى بلوغ قيمته 3.2 تريليون دولار بحلول عام 2024، علماً بأن إندونيسيا تعد صاحبة أكبر حصة في الاقتصاد الإسلامي عالمياً. وبالتزامن مع ذلك، تؤدي الاتفاقية إلى تسريع وتيرة مشاريع استثمارية بقيمة تفوق 10 مليارات دولار في القطاعات ذات الأولوية المشتركة مثل الزراعة والطاقة والبنية التحتية، والخدمات اللوجستية، بالتوازي مع تشجيع التعاون المستقبلي في مجالات السياحة وريادة الأعمال والرعاية الصحية وغيرها.
70 شركة إندونيسية تستهدف التواجد في دبي
تعتزم أكثر من 70 شركة إندونيسية بحث تأسيس أعمال بشكل مباشر في دبي أو زيادة التنسيق مع أطراف وشركات تعمل في دبي والإمارات بغرض زيادة التبادل التجاري.
وقد ارتفع عدد الشركات الإندونيسية من 29 شركة في عام 2014 بدبي ليصل إلى 114 شركة نشطة بنهاية الربع الأول من عام 2024 الجاري، بنمو بلغ 293% خلال هذه الفترة.
وبلغت قيمة الاستثمارات الإندونيسية في دبي نحو 188 مليون درهم (51 مليون دولار)، خلال العام 2023، لتشكل نحو 87% من مجموع الاستثمارات الإندونيسية الواردة إلى الإمارة خلال السنوات الخمس الماضية.
- 11.14 مليار درهم تمويلات مصرف الإمارات للتنمية منذ إطلاق استراتيجيته الجديدة
- «أدنوك للغاز» ترسي عقودا بملياري درهم لتوسعة البنية بالإمارات
تعاون مزدهر في البنية الرقمية والتكنولوجيا المتقدمة
في ديسمبر/كانون الأول من عام 2023، وقعت وزارة الاستثمار في دولة الإمارات ووزارة المشروعات المملوكة للدولة في إندونيسيا مذكرة تفاهم، لإرساء أسس الاستثمارات التي تدعم نمو الاقتصاد الرقمي.
وتهدف المذكرة إلى وضع إطار للتعاون الاستثماري المشترك في مجال البنية التحتية الرقمية، مع التركيز بشكل خاص على مراكز البيانات في إندونيسيا، بحيث أنه من الممكن أن تصل السعة الإجمالية لمراكز البيانات التي سيتم تطويرها بموجب مذكرة التفاهم إلى 1000 ميغاواط.
وباعتبارها رابع أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، تتمتع إندونيسيا باقتصاد رقمي مزدهر مدفوع بانتشار الشركات الناشئة. ويوجد اليوم أكثر من 60 مركز بيانات واسع النطاق في الدولة، ومن المتوقع أن يشهد سوق مراكز البيانات المحلية معدل نمو سنوي يبلغ 14% بين عامي 2023 و2028. وتوفر مراكز البيانات، التي تعد أجزاء مهمة من البنية التحتية للاقتصاد الرقمي، للمؤسسات خيارًا آمنًا لتخزين البيانات المهمة وتشغيل التطبيقات كما أنها أصبحت أولوية بالنسبة لإندونيسيا.
ويعد تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص في دولة الإمارات وإندونيسيا أحد مجالات التركيز بموجب المذكرة. ومن المحتمل أن يبحث البلدان أشكالاً عديدة من فرص التعاون بموجب مذكرة التفاهم، بما في ذلك شراكات الاستثمار والتعاون في أبحاث السياسات وتطوير الشهادات والابتكار والبحث والتطوير. ومن الممكن أيضًا إنشاء خطط تحفيزية لمشاريع مراكز البيانات.
وفي 14 مايو/أيار 2024، وقعت مجموعة إيدج، المجموعة الرائدة عالمياً في مجال التكنولوجيا المتقدمة والدفاع، اليوم، اتفاقية بقيمة 27 مليون دولار أمريكي (99 مليون درهم) لتزويد خط إنتاج من الذخيرة لشركة "بي تي بينداد". وهذه الشركة تمثل مؤسسة مملوكة للدولة الإندونيسية وإحدى شركات التصنيع الدفاعي الرائدة في آسيا.
وتنص الاتفاقية على إنتاج ذخيرة من عيار 5.56×45 ملم، و7.62×51 ملم، وجرى مراسم التوقيع بحضور فرابوو سوبيانتو وزير الدفاع في جمهورية إندونيسيا الرئيس المنتخب، خلال زيارته الرسمية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة الأسبوع الحالي.
وتتماشى الاتفاقية مع هدف وزارة الدفاع الإندونيسية المتمثل في توفير فرص العمل المحلية وبناء قدرات التصنيع السيادية، وستبدأ المنشأة بإنتاج الذخيرة عام 2026.
شراكة تنافسية في قطاع الطاقة
في ديسمبر/كانون الأول 2023، أعلنت شركة مبادلة للطاقة، اليوم، عن اكتشاف ضخم للغاز الطبيعي في البئر الاستكشافية "لاياران – 1" بإندونيسيا.
وقد تم حفر هذا البئر في منطقة الامتياز "جنوب أندامان" على بعد 100 كيلومتر تقريباً قبالة شاطئ شمال سومطرة بإندونيسيا.
وتتولى "مبادلة للطاقة" تشغيل عقد الإنتاج المشترك "جنوب أندامان"، الذي يعد أول بئر يقع في المياه العميقة تقوم الشركة بتشغيله، بعد أن تم حفره على عمق يصل إلى 4208 أمتار في عمق مياه يصل إلى 1207 أمتار.
وكشفت عملية حفر البئر خزاناً هائلاً للغاز الطبيعي تزيد سماكته على 230 متراً، وبعد إجراء الاختبارات الفنية وتحليل البيانات، تم تحقيق تدفق للغاز بجودة ممتازة بما يزيد عن 30 مليون قدم مكعب يومياً.
ونظراً لامتلاكها حصة تشغيلية تبلغ نسبتها 80% من منطقة الامتياز "جنوب أندامان"، تعد "مبادلة للطاقة" المالكة لأكبر مساحة امتياز في المنطقة، وسيسهم هذا الاكتشاف الإيجابي الذي تم التوصل له في بئر "لاياران – 1" في تقليل المخاطر للعمليات الاستكشافية المقبلة التي تستهدف موارد للغاز الطبيعي تقدر بعدة تريليونات قدم مكعب من احتياطيات الغاز، إلى جانب تأسيس قاعدة للنمو في المستقبل، تماشياً مع استراتيجية الشركة التي تنحاز للغاز الطبيعي.
وفي مايو/أيار 2024، أعلنت مبادلة للطاقة، شركة الطاقة العالمية ومقرّها أبوظبي، والمشغل لعقد الإنتاج المشترك "جنوب أندامان"، عن اكتشاف ضخم آخر للغاز في البئر الاستكشافية "تانكولو-1" التي تم حفرها على بعد 65 كيلومتراً تقريباً من شاطئ شمال جزيرة سومطرة الإندونيسية.
ويعتبر هذا الاكتشاف الثاني في المياه العميقة الذي تقوم الشركة بتشغيله، حيث تم حفر "تانكولو-1" على عمق 3.400 متر في عمق مياه وصل إلى 1,200 متر.. وتحقق هذا الإنجاز بعد أشهر قليلة من الاكتشاف الضخم في بئر "لاياران-1" الواقعة أيضاً في جنوب أندامان.
وكشفت عملية الحفر لبئر "تانكولو-1" عن عمود غاز يبلغ سمكه 80 متراً في مكمن من الحجر الرملي ذي جودة عالية، حيث تم جمع البيانات والعينات الصخرية، إلى جانب إجراء الاختبارات الفنية وتحليل بيانات الضغط وأخذ عينات السوائل.
ومن خلال استخدام تصميم مبتكر لاختبار تدفق البئر، تم تحقيق تدفّق ناجح للغاز بجودة ممتازة بما يزيد على 47 مليون قدم مكعب يومياً، و1.300 برميل من المكثفات.. ومع أن الاختبار كان مقيداً بأدوات الاختبار المتاحة، تشير التقديرات إلى أن الطاقة الإنتاجية للبئر تتراوح بين 80-100 مليون قدم مكعب يومياً، وما يزيد على 2,000 برميل من المكثفات.
aXA6IDMuMTQ1LjYyLjM2IA== جزيرة ام اند امز