«فزعة عيال زايد» لإغاثة لبنان.. إرث خير لا ينضب
"فزعة عيال زايد".. باتت جزءا من ثوابت العرب ونهجا إماراتيا خالصا ينتظره كل ملهوف أو منكوب في شتى بقاع الأرض.
الفزعة هذه المرة وجهت إلى لبنان، إذ أعلنت الإمارات إطلاق حملة إغاثة وطنية لدعم لبنان وشعبه في ظل التصعيد بين إسرائيل وحزب الله.
ويعاني لبنان أزمة إنسانية غير مسبوقة، حتى إن رئيس الوزراء نجيب ميقاتي قال إن بلاده تشهد أكبر موجة نزوح في تاريخها، مُقدرا عدد النازحين بنحو مليون شخص.
وأعلنت دولة الإمارات، أمس الجمعة، إطلاق حملة إغاثة وطنية لدعم لبنان وشعبه في ظل التصعيد الميداني الحاصل مع إسرائيل باسم "الإمارات معك يا لبنان"، تنفيذاً لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وبناء على أمره بتقديم حزمة مساعدات إنسانية إغاثية عاجلة بقيمة 100 مليون دولار إلى الأشقاء في لبنان.
وتنفيذا لهذا التوجيه أرسلت الإمارات -بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية- أمس طائرة مساعدات تحمل 40 طناً من الإمدادات الطبية العاجلة.
وقال النائب فادي كرم، عضو تكتل الجمهورية القوية (التكتل النيابي لحزب القوات اللبنانية)، في حديث لـ"العين الإخبارية": "نوجه التحية والتقدير للإمارات قيادة وحكومة وشعبا، ولا نستغرب أن تقوم الإمارات بدعم لبنان والوقوف مع الشعب لإعادة بناء دولته الكاملة السيادة".
وأضاف "دعم الدول العربية الصديقة للبنان مسألة مشكورة جدا، ولها أثر إيجابي رائع بالنسبة للبنانيين الذين يحبون الإمارات وأهل الخليج الكرام"، مؤكدا أن "مشروع إنقاذ لبنان يتم بالفعل حين يتكامل مع سياسة وتحركات الأشقاء".
من جانبه، قال عضو مجلس النواب اللبناني وضاح صادق إنه رغم كل الأخطاء التي ارتكبها بعض اللبنانيين تجاه العرب لم تتوان الإمارات مرة عن تقديم المساعدة للبنان حين يواجه أزمات.
وأضاف صادق، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن دعم الإمارات ودعم العرب للبنان متواصل من عشرات السنين إلى اليوم، موضحا أن هذا الدعم لا يفاجئ اللبنانيين.
وأكد أن لبنان في أمس الحاجة إلى الدعم الإماراتي خاصة مع زيادة أعداد النازحين الذين تجاوز عددهم مليونا وثلاثمائة ألف شخص يحتاجون إلى كل السلع والخدمات.
وأوضح أن الدعم الإماراتي المستمر درس لكل لبناني خرج من محيطه العربي، لافتا إلى أنه لا مستقبل لبنان دون الإمارات والعرب، متوقعا دعم الإمارات للبنان في مجلس الأمن والأمم المتحدة في سبيل الوصول إلى وقف لإطلاق النار.
وأضاف "اللبنانيون يعلمون أن الإمارات ستسعى لإنقاذ بلادهم أولا من العدو الإسرائيلي، وثانيا من سيطرة المحور الإيراني الذي اختطف لسنوات طويلة القرار في لبنان".
وتابع "نحن كسياسيين علينا إعادة هيبة الدولة اللبنانية وبناء المؤسسات بمساعدة إخوتنا العرب، قريبا سنعمل مع الأشقاء العرب سويا لبناء دولة قوية في لبنان لاستعادة هويته العربية وعودته إلى المحيط العربي كما كانت سابقا حجر أساس في الجامعة العربية".
من جهته، قال البرلماني اللبناني وعضو لجنه الصحة بمجلس النواب عبدالرحمن البزري إن المبادرة الأخوية الإماراتية جاءت لتعطي اللبنانيين دفعة معنوية حقيقية وسط الظروف الصعبة التي يعيشونها وتكرار العدوان وسقوط الكثير من الضحايا المدنيين والحصار ومنع دخول العديد من المساعدات.
وأضاف البزري، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن المساعدة جاءت ونحن في أمس الحاجة إليها في هذه الظروف الصعبة، لافتا إلى أن عودة الاهتمام الأخوي العربي تحديدا الإماراتي بلبنان هو دليل على أن العلاقات اللبنانية الإماراتية متجذرة.
وأكد أن الرسالة هي أن الإمارات قيادة وحكومة وشعبا تقف إلى جانب اللبنانيين في محنتهم، ولن تتخلى عنهم، موضحا أن دورها مهم وكبير في مساعدة ودعم لبنان، فإضافة إلى الدعم الإنساني العاجل والسريع فهي أيضا دولة عربية مهمة في مجلس التعاون الخليجي وفي مؤتمر التعاون الإسلامي، إضافة إلى دورها في الأمم المتحدة، ولبنان يحتاج إلى دعم الإمارات في تلك المجالس والمنصات.
وشدد على أننا نبحث أيضا عن دعم إماراتي حقيقي في الأروقة الدبلوماسية وفي استخدام العلاقات السياسية التي تملكها الإمارات مع دول القرار في العالم، من أجل وقف العدوان على لبنان ومساعدة الشعب اللبناني.
ومن جانبه، أكد إلياس حنكش، عضو مجلس النواب اللبناني، أن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وأهل الإمارات يبرهنون مرة أخرى على حبهم للبنان ورسالتهم بالوقوف إلى جانب أي إنسان مظلوم.
وقال حنكش، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن الإمارات لها مكانتها في العالمين العربي والإسلامي والمحيط العالمي، وننتظر دعمها للوقوف إلى جانب الشعب المحاصر والمعتدى عليه، لافتا إلى أنها دائما تبرهن على صحة تعاملها مع الملفات الإقليمية.
وأكد أن الإمارات دائما خطواتها ثابتة تجاه منطقة أكثر استقرارا، ورمز من رموز الاعتدال والانفتاح وبناء الإنسان بمنطقة الشرق الأوسط.
"#الإمارات_معك_يا_لبنان" الأكثر تداولا
وتصدر هاشتاغ "#الإمارات_معك_يا_لبنان" قائمة الموضوعات الأكثر تداولا عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا) في دولة الإمارات.
وحرص رواد موقع التواصل الاجتماعي "إكس" في الإمارات ولبنان على التفاعل مع الهاشتاغ، معربين عن اعتزازهم وفخرهم بالحملة التي تأتي في ظرف حرج وتوقيت صعب يمر به لبنان، مؤكدين أن الحملة تجسد عمق العلاقات التي تجمع البلدين.
وكتب النائب فؤاد مخزومي، على منصة "أكس" "الشكر موصول لدولة الإمارات العربية المتحدة الصديقة التي تربطنا بها وبشعبها الشقيق علاقة وطيدة وراسخة"، وقال: "كل الشكر لرئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي خصص مساعدات إغاثية عاجلة إلى الشعب اللبناني بقيمة ١٠٠ مليون دولار بهدف التخفيف من معاناة النازحين في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها".
وأعرب مواطنون إماراتيون عن اعتزازهم الشديد وفخرهم ببلادهم ومبادراتها الإنسانية.
وقال عبيد خلفان الغول السلامي، عضو المجلس الوطني الاتحادي السابق، عبر حسابه على منصة أكس: "لطالما أصبح اسم الإمارات مقترناً بالعطاء والكرم، فهو استمرار لنهج وإرث زايد الإنساني، التي أخذت على عاتقها مسؤولية دعم الدول الشقيقة والصديقة"، متابعا: "الامارات دولة الكرم والعطاء الأولى عالمياً وحجم مساعداتها الدولية ترجمة حقيقية لذلك".
كما غرد الإعلامي جمال الحربي قائلا "بتوجيهات (الشيخ) محمد بن زايد الإمارات تُطلق حملة إغاثة وطنية عاجلة لدعم لبنان وشعبه الشقيق.. باسم الإنسانية شكراً #محمد_بن_زايد".
وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة عبرت عن قلقها البالغ من التطورات التي تجري في لبنان، ومن تداعيات انزلاق هذه الأوضاع الخطيرة وتأثيرها على الاستقرار في المنطقة.
وأكدت دولة الإمارات موقفها الثابت تجاه وحدة لبنان وسيادته الوطنية وسلامة أراضيه، وعلى وقوفها ومساندتها للشعب اللبناني الشقيق في مواجهة التحديات، حيث أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، بتقديم حزمة مساعدات إغاثية عاجلة بقيمة 100 مليون دولار أمريكي إلى الأشقاء في لبنان.
aXA6IDMuMTQ1LjYzLjE0OCA=
جزيرة ام اند امز