الإمارات وماليزيا.. علاقات استراتيجية راسخة عنوانها التسامح والسلام
البلدان يحتفظان بروح تسامح وسلام مشتركة، يضاف لها علاقات اقتصادية قوية وروابط الحفاظ على الثقافة والتقاليد والاعتدال
بين مكافحة الإرهاب والاقتصاد يمتد حبل العلاقات الإماراتية الماليزية بروابط قوية، تتزايد متانتها عام بعد الآخر، لِمَ لا وبين أبوظبي وكوالالمبور قواسم مشتركة تضرب بجذورها في التاريخ؟
وبجانب الاقتصاد يحتفظ البلدان بروح تسامح وسلام مشتركة، يضاف لهما مجموعة قواعد أخرى كالحفاظ على الثقافة والتقاليد وقبول القيم الإيجابية للتحديث والتطوير والاعتدال.
وجسد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، الثلاثاء، قمة هذه العلاقات، بحضوره مراسم تنصيب السلطان عبدالله رعاية الدين المصطفى بالله شاه، ملكا لماليزيا.
وجرت اليوم الثلاثاء في القصر الوطني بالعاصمة الماليزية كوالالمبور مراسم تنصيب السلطان شاه ليكون الملك الماليزي الـ16.
وتم تعيين السلطان عبدالله ملكا لماليزيا لمدة 5 سنوات، اعتبارا من 31 يناير/كانون الثاني الماضي، في اجتماع الملوك والسلاطين الـ251.
آلاف الماليزيين بالإمارات
ومع ما تحتفظ به دولة الإمارات من سمعة طيبة في التسامح والانفتاح والتعايش مع الآخرين، تحتضن الدولة أكثر من 200 جنسية تنعم بالحياة الكريمة والاحترام، إذ ترسّخ قوانينها قيم الاحترام والمساواة، وتجرّم الكراهية والعصبية وأسباب الفرقة والاختلاف.
وفي تصريحات سابقة للسفير الماليزي في أبوظبي سيد محمد هسرين بن تينغكو حسين، أكد أن الإمارات صارت موطناً لأكثر من 6700 ماليزي، ينتشرون بشكل رئيسي في إمارة أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان ورأس الخيمة.
ولا يختلف اثنان على ما يتمتع به الماليزيون من إقامة طيبة في الإمارات باعتبارها وطنهم الثاني، في ظل مستوى تفاعلهم الإيجابي الكبير مع الإماراتيين.
ليس هذا فحسب، بل يرى الماليزيون في الإمارات دولة تحظى بمكانة إقليمية ودولية مرموقة، وتعتبر عاصمة عالمية تلتقي فيها حضارات الشرق والغرب، لتعزيز السلام والتقارب بين الشعوب، مما جعلها مقصداً للجميع من مختلف بلدان العالم، بغض النظر عن لونهم أو عرقهم أو دينهم.
شريك تجاري مهم
وللعلاقات الاقتصادية بين البلدين موقع مهم، إذ تعد دولة الإمارات شريكاً مهماً لماليزيا في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر شريك تجاري لها في غرب آسيا.
ففي عام 2018، بلغ إجمالي التجارة بين البلدين 5.3 مليارات دولار أمريكي، وسط حرصهما على مواصلة تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية القائمة.
ولعل ما يترجم ذلك، ما شهده نوفمبر/تشرين الثاني 2017 من توقيع البلدين مذكرة تفاهم حول المشاورات السياسية وإنشاء لجنة مشتركة للتعاون.
ومن جانبها، تتمسك القيادة الإماراتية بتعزيز وجودها في آسيا، بما في ذلك جنوب شرق آسيا، وهنا تأتي ماليزيا كمركز مميز وبوابة في أسواق تلك المنطقة.
وبالفعل، يوجد العديد من الاتفاقيات في مجال التجارة وتشجيع الاستثمار في البلدين، بالإضافة إلى مذكرات التفاهم في عدة مجالات، منها التعليم العالي والبحث العلمي والسياحة.
وينتظر مشاركة ماليزيا في معرض دبي العالمي إكسبو 2020، حيث يعتقد أنها فرصة جيدة للترويج لأفضل ما يمكن أن تقدمه للإمارات العربية المتحدة والمنطقة والعالم.
وخلال عام 2018 زار 68 ألف ماليزي دولة الإمارات، فيما تزايد اهتمام الإماراتيين باختيار ماليزيا كوجهة مفضلة للتعليم العالي، وكذلك لأغراض السياحة.
وظلت العلاقات بين البلدين تتطور بشكل سريع، فارتفع حجم التبادل التجاري بينهما من مليار دولار في عام 2002 إلى 5.3 مليار دولار في عام 2018.
كما تم إنشاء مجلس رجال الأعمال الإماراتي الماليزي أخيراً، بهدف تعزيز وتطوير العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين.
تاريخ قوي للعلاقات
أما عن العلاقات بين البلدين فتطورت سريعا خلال السنوات الأخيرة، بداية من افتتاح سفارة ماليزيا في أبوظبي عام 1983، وسفارة دولة الإمارات في كوالالمبور عام 1995.
إنسانياً، تدعم مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان الأعمال الإنسانية والعمل الخيريمجموعة من البرامج والمشاريع، أهمها توفير عدد من المدرسين لتدريس اللغة العربية والتربية الإسلامية في عدد من المدارس الماليزية، إضافة إلى مشاريع خيرية أخرى تقوم بها مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية ومؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية.
وفي 13 يونيو/حزيران الماضي، بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، والسلطان عبدالله بن السلطان أحمد شاه ملك ماليزيا، تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين وسبل تنميتها، إضافة إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
وخلال الزيارة التي قام بها ملك ماليزيا إلى أبوظبي استعرض الجانبان مجالات التعاون وفرصه ومقوماته المتعددة وسبل دعمها وتطويرها، خاصة في الجوانب التجارية والاقتصادية والاستثمارية والتنموية والدفع بها إلى آفاق أوسع، بما يحقق تطلعات البلدين وشعبيهما في التقدم والتنمية والازدهار.
وتعتبر ماليزيا دولة اتحادية ملكية دستورية تقع في جنوب شرق آسيا مكونة من 13 ولاية و3 أقاليم اتحادية، وتبلغ مساحتها 329.845 كيلومتراً مربعاً، وعاصمتها كوالالمبور، في حين أن بوتراجايا هي مقر الحكومة الاتحادية، وتجاوز تعداد السكان 30 مليون نسمة وفق إحصاء سنة 2014.
aXA6IDMuMTQ0LjIzNS4xNDEg جزيرة ام اند امز