الإمارات والمغرب.. علاقات تعاون متطورة وأخوة ممتدة

العلاقات الإماراتية المغربية تشهد تطورا متواصلا، بفضل توجيهات رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان والعاهل المغربي الملك محمد السادس.

لم تكن العلاقات الثنائية بين المغرب والإمارات لتصل إلى المستوى الذي بلغته في الوقت الراهن من تفاهم في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، لو لم تكن وراءها حكمة قادة البلدين. 

• رئيس الإمارات ونائبه ومحمد بن زايد يهنئون ملك المغرب بعيد العرش

وتشهد العلاقات الإماراتية المغربية تطورا متواصلا، بفضل توجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والملك محمد السادس عاهل المملكة المغربية، حيث تحدو القيادتين رغبة مشتركة لتعزيز التعاون الثنائي، والاضطلاع بدور مهم في المحيط العربي والإسلامي؛ من أجل ترسيخ أسس العمل العربي المشترك.

وتحظى الإمارات بصورة إيجابية في الأوساط الرسمية والاقتصادية والسياسية والإعلامية والشعبية المغربية، بفضل التوجيهات الحكيمة للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، بالنظر إلى الدور الفعال والقوي للإمارات العربية المتحدة في مشاريع النماء والخير في جميع أنحاء المملكة المغربية.

ووقعت دولة الإمارات مع المملكة المغربية ما يزيد على 12 اتفاقية تعاون منذ عام 1982، شملت مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري والتقني والزراعي والسياحي والصحي والعسكري والنقل الجوي والأمن، إضافة إلى 12 مذكرة تعاون في مجالات التبادل الإعلامي والاتصالات والبريد والبيئة والتجارة والإعفاءات الدبلوماسية.

وتم استحداث اللجنة المشتركة "الإماراتية ــ المغربية" في 16 مايو/ أيار 1985 بالرباط، وعقدت اللجنة المشتركة دورتها الأولى بأبوظبي في الفترة الممتدة من 22 إلى 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 1988 برئاسة وزيري خارجية البلدين، وانعقدت الدورة الثانية بالرباط يومي 25 و26 يونيو/ حزيران 2001، بينما انعقدت الدورة الثالثة للجنة المشتركة في فبراير/ شباط 2004 بأبوظبي، أما الدورة الرابعة فقد انعقدت بالدار البيضاء يومي 22 و23 يوليو/ تموز 2006.

وعلى المستوى الاقتصادي، تشهد العلاقات الثنائية نموا مستمرا في معدلات التجارة غير الشاملة لقطاع الغاز والنفط بين البلدين، حيث ارتفع هذا التبادل التجاري بين البلدين من 464 مليون دولار في عام 2013 إلى 524 مليون دولار في عام 2017 بمعدل نمو سنوي تراكمي 3% لآخر 5 سنوات، فيما بلغ معدل النمو السنوي في إجمالي التجارة بين البلدين للعامين 2016 و2017 نحو 9%، أي ما يعادل 3 أضعاف معدل النمو للسنوات الخمس الماضية.

وفي مايو/ أيار 2018، وقّع الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، وناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في المملكة المغربية، محضر الدورة الخامسة من اللجنة المشتركة.

ووقع الجانبان مذكرة تفاهم في شأن التعاون الثقافي بين حكومة الإمارات وحكومة المملكة المغربية، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال أنشطة التقييس وتقييم المطابقة والجودة بين هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس ووزارة الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي بالمملكة المغربية، ومذكرة تفاهم بين الهيئة الاتحادية للمواصلات البرية والبحرية في دولة الإمارات العربية المتحدة ووزارة التجهيـز والنقل واللوجستيك والماء في المملكة المغربية، بشأن الاعتراف المتبادل بالشهادات الأهلية "الكفاءة"، وفقاً لمتطلبات الاتفاقية الدولية لمستويات التدريب والتأهيل والنوبات للعاملين في البحر وتعديلاتها، إضافة إلى التوقيع على برنامج تنفيذي لاتفاق التعاون الإعلامي بين حكومة المغرب وحكومة دولة الإمارات المتحدة للعامين 2018 - 2019.

وأكد الشيخ عبدالله بن زايد، خلال ترؤسه أعمال الدورة، أن العلاقات المتميزة التي تربط الإمارات والمغرب هي اليوم في أزهى صورها، ولابد من استمرار هذه الجهود المبذولة في تحقيق الإنجازات على الصعد كافة، والمضي قدماً نحو آفاق جديدة من التميز والازدهار بما يلبي تطلعات القيادة العليا وشعبي البلدين.

وأصبحت الإمارات تحتل المرتبة الأولى على صعيد الاستثمارات العربية بالمملكة المغربية، بفضل التدفق الكبير للاستثمارات الإماراتية من خلال استثمارات "صندوق أبوظبي للتنمية" والشركة "المغربية ـ الإماراتية" للتنمية، وشركة طاقة، وشركة المعبر الدولية للاستثمار، ومجموعة إعمار، وشركة دبي العالمية، وشركة القدرة القابضة، والشركة العالمية البترولية للاستثمار.

• محمد بن زايد يبحث مع ملك المغرب علاقات البلدين وسبل تعزيزها

ولا تنحصر العلاقات "الإماراتية ـ المغربية" فقط في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، بل تمتد إلى المجالات الإنسانية والاجتماعية، حيث قدمت الإمارات مساهمات في المجال الاستشفائي من خلال بناء مستشفى الشيخ زايد بالرباط، ومركز الشيخة فاطمة لعلاج النساء مرضى السرطان، ومستشفيات أخرى.