ليست حلولاً مؤقتة.. مشاريع الإمارات تبني تنمية طويلة الأمد باليمن
«قفزة نوعية نحو استدامة وتنمية طويلة الأمد»، هذا ما وصف به خبراء يمنيون حزمة الدعم الإماراتية المعلنة لقطاع الطاقة المتجددة في البلاد.
وتمثل هذه المشاريع "تحولاً استراتيجياً في هيكل إنتاج الطاقة، ما يضمن استدامة الموارد ويعزز الأمن الخدمي على مدى العقود القادمة".
كما أن "الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة يمثل استثماراً طويل الأمد ويقلل من فاتورة الاستيراد للوقود الأحفوري، مما يوفر طاقة نظيفة وموثوقة لتحفيز النمو الاقتصادي وضمان الازدهار للأجيال الجديدة"، وفقاً للخبراء.
نقطة تحول
ويرى الخبير اليمني المختص في قضايا البيئة والمناخ عبد الملك النمري أن "الاستثمار في الطاقة النظيفة بات حول العالم مسألة في غاية الأهمية، ليس فقط كحل لأزمة المناخ، إنما أيضاً لدواع براغماتية بحتة، فهي تمثل حل استباقي لحتمية نفاد متوقع لمصادر الطاقة التقليدية/الأحفورية مثل النفط، الفحم وغيرها، بمعنى الانتقال إلى مصدر متجدد ومستدام".
وقال النمري في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، إن "مشاريع الإمارات في الطاقة النظيفة حول العالم، وفي اليمن بشكل خاص، تمثل قفزة نوعية ونقطة تحوّل استراتيجي في مسار واحد من اعقد الملفات وهو الكهرباء".
وعلى سبيل المثال لا الحصر، شيدت دولة الإمارات محطات طاقة شمسية في محافظات ومدن مختلفة، من شبوة وعدن وصولاً إلى المخا وحيس، وهي مشاريع خفّفت الضغط على محطات التوليد المعتمدة على الوقود، ما أدى في المحصلة النهائية إلى تقليل انقطاعات الكهرباء المتكررة التي عانى منها السكان لسنوات، وفقاً للنمري.
وأشار إلى أن "إعلان دولة الإمارات إطلاق محفظة نقدية بمليار دولار لصالح قطاع الطاقة في اليمن؛ حدث يعزز ويؤكد التوجه الاستراتيجي للدولة لتعميم ونقل تجربتها الملهمة في قطاع الطاقة".
- كيف تقلل المشاريع الإماراتية تكلفة تشغيل الطاقة باليمن؟
- الطاقة المستدامة من أجل تعافي اليمن.. الإمارات أكبر المانحين
الجدوى التشغيلية لمشاريع الطاقة المتجددة
وتعليقاً عن الجدوى التشغيلية لمشاريع الطاقة الإماراتية المتجددة، يؤكد النمري أن "دخول محطة عدن للطاقة الشمسية الخدمة، وكذلك محطات المخا (المرحلة الأولى) زاد ساعات التشغيل الكهربائية في المدن، وقلل في المقابل الاعتماد والحاجة إلى استيراد الوقود وتكاليف تشغيل محطات الديزل، ما يعني خفض الأعباء المالية وما يتعلق بها من تقلبات بأسعار الوقود".
وأوضح أنه مع "اكتمال المرحلة الثانية من محطتي عدن والمخا وتوسع مشاريع شبوة والحديدة، يُتوقع أن تغطي مئات آلاف من المنازل الإضافية بالكهرباء، ما يعزز أمن الطاقة ويقلل من أزمة الانقطاع المتكرر".
استثمار استراتيجي
وبالنسبة للخبير اليمني فإن "الطاقة المتجددة في اليمن اليوم تمثل حلاً لمشكلة آنية معقدة وفي الوقت نفسه استثماراً في المستقبل".
ويعتقد النمري أن "هذا التحول يقلل من الإنفاق الضخم على الوقود والتشغيل، وهذه معضلة عانت منها اليمن كثيراً؛ حيث أصبحت الكهرباء بؤرة للفساد واختلاس المال العام".
وأضاف "بالتالي فإن الوفرة في الإنفاق يصنع موارد مالية كبيرة يمكن توجيهها نحو مشاريع تنموية وبنية تحتية أخرى، ناهيك عن أن الطاقة المتجددة تخفض الانبعاثات ومنه تحسن صورة اليمن كشريك فاعل في جهود مواجهة أزمة المناخ وزيادة حظوظه من التمويلات المناخية المستحقة".
وأكد "من هذا المنظور، دعم الإمارات لا يعتبر منحة مؤقتة، وإنما استثماراً استراتيجياً، أولاً في بنية تحتية مستدامة واستقرار خدمات القدرة الكهربائية، وثانياً في فتح الأبواب للاستثمار والتنمية بالقطاع الخاص".
يشار إلى أن متوسط إنفاق الحكومة اليمنية على مادة الديزل المشغلة فقط لمحطات الكهرباء في عدن تبلغ ما يقدر 19 مليون و800 ألف دولار شهرياً.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMzcg جزيرة ام اند امز