الذكرى الـ43 لوثيقة تأسيس «مجلس التعاون».. الإمارات تعزز التضامن الخليجي
تحل، اليوم الأحد، الذكرى الـ43 لتوقيع وثيقة تأسيس مجلس التعاون الخليجي، في وقت تمضي فيه مسيرة تعزيز التضامن والتكامل الخليجي إلى آفاق أرحب.
وفي مثل هذا اليوم 4 فبراير/شباط 1981، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة، والسعودية، والبحرين وسلطنة عُمان، والكويت وقطر، وثيقة تأسيس مجلس التعاون الخليجي من الرياض، لترى المنظمة النور في أول قمة استضافتها العاصمة أبوظبي في 25 مايو/أيار من العام نفسه.
قمم ومباحثات
تأتي ذكرى توقيع وثيقة تأسيس مجلس التعاون الخليجي هذا العام فيما تواصل دولة الإمارات جهودها لتعزيز التضامن بين دوله.
وقبل شهرين شارك الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، في القمة الخليجية الـ44 بالعاصمة القطرية الدوحة، التي اختتمت بإصدار بيان حمل اسم "إعلان الدوحة"، إضافة إلى بيان ختامي مطول يتكون من 122 بندا، أشاد كل منهما بإنجازات دولة الإمارات وجهودها الرائدة في مجالات شتى، عبر أكثر من بند.
أيضا تحل الذكرى بينما تتواصل قمم ومباحثات ولقاءات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي لتعزيز العلاقات الثنائية والتضامن الخليجي.
وقبل أيام، زار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أخاه الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل مملكة البحرين الشقيقة، في مقر إقامته في أبوظبي في 24 يناير/كانون الثاني الماضي.
وتبادل الزعيمان، خلال اللقاء، الأحاديث الأخوية الودية التي تعبر عن متانة العلاقات التي تجمع دولة الإمارات ومملكة البحرين وشعبيهما الشقيقين.
كما تناول اللقاء، سبل تعزيز التعاون والتنسيق المشترك بين البلدين على جميع المسارات بما يخدم مصالحهما المتبادلة، ويلبي تطلعات شعبيهما إلى مزيد من التقدم والتنمية والازدهار.
وأعرب الزعيمان، خلال اللقاء، عن حرصهما على تعزيز العلاقات الأخوية بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ودفعها إلى الأمام في مختلف المجالات خاصة التي تخدم التنمية في البلدين.
كما تطرق اللقاء، إلى أهمية تعزيز العمل الخليجي المشترك كونه ضمانة للحفاظ على مصالح دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتحقيق تطلعات شعوبها.
جاء ذلك اللقاء، بعد نحو شهر، من استقبال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ـ في قصر الشاطئ بأبوظبي 13 ديسمبر/كانون الأول الماضي، ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب في سلطنة عمان.
ورحب رئيس دولة الإمارات خلال اللقاء بذي يزن بن هيثم الذي نقل إليه تحيات أخيه السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان وتمنياته لدولة الإمارات وشعبها دوام التقدم والازدهار.. فيما حمله رئيس دولة الإمارات أطيب أمنياته إلى أخيه السلطان هيثم ولسلطنة عمان بدوام الرفعة والرخاء.
وتبادل الجانبان الأحاديث الودية التي تعبر عن متانة الأواصر أخوية التاريخية التي تربط دولة الإمارات وسلطنة عمان وشعبيهما.. وبحثا سبل تعزيز علاقات التعاون والعمل المشترك بين البلدين خاصة في المجالات الثقافية والرياضية والشباب.
وقبل أيام، بعث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رسالة خطية إلى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، تتضمن دعوة رسمية للمشاركة في القمة العالمية للحكومات 2024، والمقرر عقدها في الفترة من 12 إلى 14 فبراير/شباط الجاري.
وفي 24 يناير/كانون الثاني الماضي، استقبل الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، في قصر بيان ، أخاه الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم رأس الخيمة، وذلك خلال زيارته الرسمية لدولة الكويت.
ونقل حاكم رأس الخيمة، خلال اللقاء تحيات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وتمنياته لأخيه أمير دولة الكويت، بموفور الصحة ودوام العافية، ولشعب الكويت الشقيق بمزيد من التقدم والنماء والازدهار.. من جانبه حمل أمير الكويت، حاكم رأس الخيمة، تحياته لأخيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ، وتمنياته لدولة الإمارات وشعبها بدوام التقدم والرخاء والازدهار.
وتبادل الجانبان خلال اللقاء الأحاديث الودية التي تعكس عمق العلاقات التاريخية وأواصر الأخوة الراسخة التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين كما بحث سموهما عدداً من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، واستعرضا العلاقات الثنائية التي تربط دولة الإمارات ودولة الكويت، وسبل تطويرها وتعزيزها بما يخدم مصالحهما المشتركة.
وأعرب الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عن اعتزازه بالعلاقات الأخوية والتعاون الثنائي والعمل الخليجي المشترك بين دولة الإمارات ودولة الكويت بما يحقق تطلعات شعوب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية نحو آفاق أرحب من التنمية والازدهار والتقدم.
وفي 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ترأس الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وفد دولة الإمارات المشارك في أول قمة خليجية مع رابطة دول الآسيان بالرياض، التي افتتحها الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية.
وأكد رئيس دولة الإمارات في كلمة له بمناسبة انعقاد " قمة الرياض" بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية ورابطة دول جنوب شرق آسيا " الآسيان".." إن هذه القمة تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية ورابطة دول "الآسيان" في مختلف المجالات خاصة في ظل ما يجمع بين الجانبين من روابط وثيقة، وما يتوفر من فرص كثيرة ومتنوعة لتعزيز المصالح المشتركة في مختلف المجالات خاصة المجالات التنموية التي تخدم تطلعات شعوبنا نحو التنمية والرخاء".
وتضمن البيان الختامي إشادة القادة المشاركين بجهود دولة الإمارات لمواجهة التحديات والمخاطر المشتركة، وعلى رأسها تغير المناخ وندرة المياه، معربين عن دعم دولة الإمارات العربية المتحدة في استضافة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28".
يوم الأخوة الإنسانية
أيضا تتزامن الذكرى 43 لتوقيع وثيقة تأسيس مجلس التعاون مع احتفال العالم بيوم الأخوة الإنسانية، تخليدا لخطوة دولة الإمارات التاريخية باحتضان توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية.
ويعد احتفال هذا العام هو رابع احتفاء دولي بهذا اليوم، منذ إقراره أمميا في أجندة الأيام العالمية، تخليدا لخطوة دولة الإمارات التاريخية.
ويأتي الاحتفال بتلك المناسبة بعد أن اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر/كانون الأول 2020 قراراً بالإجماع يعلن 4 فبراير/شباط من كل عام يوما عالميا للأخوة الإنسانية.
قرارٌ جاء بعد مبادرة قدمتها دولة الإمارات بالتعاون مع السعودية والبحرين ومصر، في دلالة على أهمية التعاون الخليجي والعربي لتعزيز الأخوة الإنسانية بشكل عام، والخليجية والعربية خصوصا.
ويأتي القرار تقديرا للخطوة التاريخية التي أقدمت عليها دولة الإمارات في الرابع من فبراير/شباط 2019، وبجهودها في احتضان توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية، التي وقّعها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والبابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
وساهمت دولة الإمارات في تعزيز الأخوة الخليجية، ليس فقط عبر القمم الخليجية التي استضافتها وكانت محطات فارقة في تاريخ دول الخليج، وإنما من خلال كل إنجاز تحققه على جميع الأصعدة.
ذكرى تاريخية
وفي مثل هذا اليوم من عام 1981، تم الإعلان عن الوثيقة التأسيسية لمجلس التعاون الخليجي، في حدث جاء في أعقاب لقاء جمع وزراء خارجية الإمارات والسعودية والكويت وسلطنة عمان البحرين وقطر، في الرياض.
وتلا بيان التأسيس وزير خارجية السعودية الراحل الأمير سعود الفيصل.
وتبنت الوثيقة التأسيسية ما يربط الدول المؤسسة لمجلس التعاون الخليجي من علاقات خاصة وسمات مشتركة، وأنظمة متشابهة أساسها العقيدة الإسلامية، ووحدة التراث، وتماثل تكوينها السياسي والاجتماعي والسكاني وتقاربها الثقافي والحضاري.
وأكدت الدول الست رغبتها في "تعميق وتطوير التعاون والتنسيق بينها، في مختلف المجالات، بما يعود على شعوبها بالخير والنمو والاستقرار".
الشيخ زايد.. جهود بارزة
وتعيد ذكرى تأسيس المجلس إلى الأذهان الدور الرائد للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي ترأس أول قمة لمجلس التعاون بعد نحو 3 أشهر من إعلان الوثيقة التأسيسية.
وانطلاقا من رؤيته الثاقبة وقناعته الراسخة بأن أبناء الخليج ينتمون إلى أسرة واحدة، اتجه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بعد نجاح جهوده المخلصة في بناء اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة وإعلان قيامها في الثاني من ديسمبر/كانون الأول 1971، إلى قادة دول الخليج العربية.
وبدأ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في تحرك سياسي نشط في وقت مبكر من مطلع السبعينيات لتبادل الآراء والتشاور مع إخوانه قادة دول المجلس، لتعزيز التعاون بين دولهم.
ووجدت دعوات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وجهوده تجاوبا صادقا من أشقائه قادة دول الخليج العربية؛ حيث شهدت المنطقة سلسلة من الزيارات المتبادلة بين قادتها بعد أن التقت إرادتهم وعزيمتهم السياسية على ضرورة التنسيق والتكامل.
وبعد سلسلة من الاجتماعات التحضيرية، عقد وزراء خارجية الدول الخليجية الست (دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والبحرين وسلطنة عُمان، والكويت وقطر ) مؤتمراً في الرياض في 4 فبراير/شباط 1981، ووقعوا في ختام أعماله على وثيقة إعلان قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
ولاحقا، عقدت القمة الخليجية الأولى يومي 25 و26 مايو/أيار 1981 في أبوظبي تلبية لدعوة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، واتفق خلالها قادة دول الخليج الست رسميا على إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وخلال القمة، وقع القادة على النظام الأساسي للمجلس الذي يهدف إلى تطوير التعاون بين هذه الدول، وتعميق وتوثيق الروابط والصلات القائمة بين شعوبها في مختلف المجالات.
ومنذ أول قمة خليجية، شهد مجلس التعاون 74 قمة أسهمت في تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء، كان آخرها القمة الاعتيادية الـ44 في الدوحة في 5 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وشهدت مسيرة القمم الخليجية منذ تأسيسها 74 قمة، هي عبارة عن 44 قمة اعتيادية، و18 قمة تشاورية، و4 قمم استثنائية؛ إحداها قمة خليجية أمريكية، و3 قمم خليجية أمريكية، إضافة إلى قمة خليجية مغربية بالرياض، وقمة خليجية بريطانية بالمنامة، وقمة خليجية صينية، فضلا عن أول قمة خليجية مع دول آسيا الوسطى، وأول قمة خليجية مع رابطة دول الآسيان.
وخلال السنوات الماضية، حققت مسيرة العمل الخليجي المشترك العديد من الإنجازات والمشروعات التكاملية، وسط سعي متواصل لتعزيز التعاون في مختلف المجالات الدفاعية والأمنية والتنموية.
aXA6IDMuMTQ0LjEwOS4xNTkg جزيرة ام اند امز