انطلاق فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان الذيد للرطب
المهرجان يشتمل على العديد من الفعاليات والمسابقات الشائقة والجوائز التي وصلت قيمتها إلى مليون درهم.
انطلقت، الخميس، فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان الذيد للرطب، الذي تنظمه غرفة تجارة وصناعة الشارقة للعام الثالث على التوالي، ويقام على مدى ثلاثة أيام في نادي الذيد الثقافي الرياضي، تحت شعار "عبق الماضي.. والحاضر الزاهر".
حضر حفل الانطلاق الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة الإماراتي، ومريم بنت محمد سعيد حارب المهيري، وزيرة دولة الإمارات المسؤولة عن ملف الأمن الغذائي المستقبلي، وعبدالله سلطان العويس، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة، وعدد من المسؤولين.
ويشتمل المهرجان، الذي يشهد مشاركة العشرات من ملاك النخيل والمزارعين والصناعيين والأسر المنتجة، على العديد من الفعاليات والمسابقات الشائقة والجوائز التي وصلت قيمتها إلى مليون درهم، بزيادة نسبتها 100% مقارنة مع الدورة الماضية، حيث تتراوح قيمة الجوائز المخصصة للفائزين والمشاركين في المسابقات ما بين 15 ألف درهم كحد أقصى و500 درهم كحد أدنى.
وتجول د.الزيودي والمهيري، يرافقهما رئيس غرفة الشارقة وعدد من المسؤولين، في أرجاء المهرجان، وتفقدا عددًا من منصات العرض البالغ عددها 40 منصة، وشهدا فقرة شعرية وبعض الفقرات الفنية من الفلكلور الشعبي وجانبًا من مسابقة المزرعة النموذجية.
وأكد د.الزيودي، في تصريح له عقب افتتاح المهرجان، حرص القيادة الحكيمة على دعم الفعاليات الاقتصادية والتراثية التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالحفاظ على البيئة، والتي تشجع على تعزيز القوة الخضراء للإمارات والاهتمام بالزارعة وفق أفضل الممارسات العالمية، والحد من استخدام المواد الكيماوية، وكل ما من شأنه دعم المزارع، والمحافظة على شجرة النخيل التي تعتبر جزءًا أساسيًا من بيئة دولة الإمارات.
وقال وزير التغير المناخي والبيئة الإماراتي إن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كان صاحب رؤية مستقبلية ركزت على الزراعة بشكل كبير، وأولت زراعة النخيل اهتمامًا خاصًا، نظرًا لملاءمتها مع الأجواء المناخية التي تتميز بها الإمارات، وباعتبارها جزءًا لا يتجزأ من عملية التطوير البيئي.
وأكد الزيودي أن النهج الذي تبناه المغفور له الشيخ زايد بالزراعة في أي مكان من الإمارات أثبت جدواه ونجاحه، حيث أكدت العديد من التجارب أن زراعة المساحات الصحراوية من شأنها أن تعيد الحياة بشكل طبيعي وتدريجي إلى المكان بعد فترة من الزمن، وبالتالي عودة الطيور والحيوانات والحشرات إلى هذه الأمكنة.
وشدد على أهمية شجرة النخيل وتأثيرها المباشر على التنوع الغذائي في الإمارات، مثنيًا على جهود غرفة الشارقة في تنظيم مهرجان الذيد للرطب ونجاحها المتواصل في استقطاب أعداد متزايدة من المزارعين دورة تلو دورة والحفاظ على وتيرة نمو الحدث على أكثر من صعيد.
من جانبها، أكدت مريم بنت محمد المهيري، أن النهج الذي تسير عليه إمارة الشارقة هو نهج متقدم يدعم إيجاد الحلول العملية لتفعيل دور الجهات المعنية والقطاع الخاص في تطوير كفاءة الزراعة المحلية ودعم منتجاتها ومواءمتها وفق أفضل الممارسات، بالإضافة إلى إدخال عناصر الابتكار في الإنتاج الزراعي، الأمر الذي يسهم في جذب الاستثمارات في القطاعات المرتبطة بالأمن الغذائي المستقبلي بشكل عام.
وأعربت المهيري عن سعادتها بزيارة المهرجان، مؤكدة أنه يشكل علامة فارقة في المنطقتين الشرقية والوسطى من إمارة الشارقة، حيث يعد منصة رئيسية لدعم منتج الرطب المحلي وتشجيع زراعة النخيل.
كما توجهت بالشكر لغرفة تجارة وصناعة الشارقة لدعمها المستمر لمهرجان الذيد للرطب، والذي ساهم في إنجاح المهرجان وتسليط الضوء على جودة المنتج الإماراتي وأصالته وتنافسيته العالمية وتنوع أصنافه.
من جهته، قال عبد الله سلطان العويس في كلمته خلال الحفل، إن الدورة الثالثة من مهرجان الذيد للرطب تحل فيما تحتفل الإمارات بـ"عام زايد"، معتبرًا أن المناسبتين يجمع بينهما "إرث زايد" وقاسم مشترك واحد هو "الخير" بأبهى تجلياته.
وأكد أن إطلاق المهرجان لم يأت من محض الصدفة، وهو ليس غاية بحد ذاته، بل وسيلة ومبادرة تسعى الغرفة من خلالها إلى المساهمة في تحصين الأمن الغذائي للإمارات.
وأشار العويس إلى أن هذه الغاية التي تتطلع إليها غرفة الشارقة تصب مباشرة في أحد المحاور الرئيسية لمئوية الإمارات 2071، والمتمثل في استدامة التنمية للأجيال القادمة، عبر تعزيز القوة الخضراء للإمارات، واستدامة مواردها الغذائية والمائية، والاستعداد لمواجهة التغير المناخي، وهو ما يجسد استمرارية حلم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
ووجه العويس أسمى آيات الشكر والتقدير للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على دعمه اللامحدود لمهرجان الذيد للرطب، معربًا عن شكر الغرفة وتقديرها للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تثمينًا لمكارمه السخية للمهرجان.
وفي ختام الحفل قام عبدالله سلطان العويس بتكريم الجهات الراعية والمتعاونة والشخصيات الداعمة للمهرجان وفريق عمل اللجنة التنظيمية، تقديرًا لما بذلوه وأسهموا به في سبيل إنجاح فعاليات الحدث.
ويعد مهرجان الذيد للرطب واحدًا من المبادرات النوعية التي أطلقتها الغرفة، ليكون بمثابة حدث اقتصادي يهدف للإسهام في تعزيز فرص نمو وازدهار أعمال وإنتاجية مزارعي المنطقة الوسطى، ومساعدتهم على الارتقاء بجودة منتجاتهم والمنافسة بشكل أكبر، من خلال العمل على تحويل المهرجان إلى منصة سنوية وملتقى يجمع المزارعين والمستثمرين وتنعكس آثاره بشكل إيجابي على مختلف القطاعات الأخرى، وفي مقدمتها قطاعا السياحة والفنادق.
ويشمل المهرجان في دورته الثالثة العديد من المسابقات، ومن أهمها مزاينة الرطب وأكبر عذج ومسابقة الليمون المحلي، ومسابقة أجمل طبق حلويات شعبية ومعاصرة المخصصة للنساء فقط، إلى جانب إجراء عدد من السحوبات لإفساح الفرصة أمام أكبر عدد من المتسابقين من الفوز في المهرجان، بحيث يكون كل مشارك في المهرجان فائزا بشكل أو بآخر.
ويهدف إلى دعم مسيرة التنمية في المنطقتين الشرقية والوسطى من إمارة الشارقة، وتعزيز موقع الذيد في قطاع الثروة الزراعية، وترسيخ مكانتها وتحديدًا في مجال زراعة النخيل التي تشتهر بتنوع وجودة أصنافه.
aXA6IDMuMTQ0LjI0OS42MyA= جزيرة ام اند امز