الإمارات وأمريكا.. جبهة دفاع موحدة لأمن الشرق الأوسط
لقرابة ٥ عقود ارتبطت الإمارات والولايات المتحدة بشراكة وعلاقات ثنائية تزداد عمقا ومتانة شكلت مسيرة تاريخية تقوم على التحالف والتعاون
شراكة استراتيجية وعلاقات ثنائية متينة تربط دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، نقشت مسيرة تاريخية ناجحة، قائمة على التحالف والتعاون.
مسار حافل يستمر منذ نحو 5 عقود، يعززه الجانبان، اليوم، بحوار استراتيجي عنوانه الشراكة والتكامل والتنسيق من أجل الأمن والتنمية والسلام ومكافحة الإرهاب.
جبهة دفاع موحدة
وتغلف العلاقات المتميزة بين الإمارات والولايات المتحدة عدة ملفات بارزة منها التطورات التي تشهدها المنطقة، وتعزيز الأمن الإقليمي، ومواجهة التهديدات الإيرانية للمنطقة، ومواجهة التطرف والإرهاب.وتشكل الإمارات والولايات المتحدة جبهة موحدة للدفاع في منطقة الشرق الأوسط المثقلة بالنزاعات بالاضطرابات.
وتشغل القوات الجوية الإماراتية مقاتلات "إف-16 بلوك 60"، الأمريكية الأكثر تطورا والمعروفة أيضًا باسم "صقر الصحراء".
ومنذ حرب الخليج عام 1990، توسع التعاون الأمني الثنائي بشكل ملحوظ، من منطلق حماية المصالح والأولويات الاستراتيجية المشتركة.
ووقع الجانبان اتفاقية تعاون دفاعي رسمية في عام 1994، تنص على تدريبات مشتركة، والتجهيز المسبق للمعدات العسكرية الأمريكية في الإمارات، ونقل أنظمة الأسلحة المتطورة، فيما دخلت اتفاقية تعاون دفاعي محدثة حيز التنفيذ في مايو/أيار 2019.
وتعتبر الإمارات واحدة فقط من ثلاث دول، والدولة العربية الوحيدة التي شاركت مع واشنطن في 6 عمليات تحالف على مدى السنوات الثلاثين الماضية، شملت أفغانستان وليبيا والصومال والبوسنة وكوسوفو وحرب الخليج عام 1990، والقتال ضد تنظيم داعش الإرهابي.
ومن 2012 إلى 2014، استخدمت القوات الجوية الإماراتية طائرات إف-16، لدعم المهمة الأمنية التي يقودها حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان.
واعتبر الجنرال جون ألين، القائد الأعلى للقوات الأمريكية في أفغانستان، أن الطيارين الإماراتيين من بين (الطيارين) المدربين على أعلى مستوى في التحالف.
وفي الصومال أيضا، حيث انضمت الإمارات في 1992، إلى دول أخرى بقيادة القيادة المركزية الأمريكية لتأمين الأجواء وتقديم الإغاثة الإنسانية، كما تحارب القرصنة وتساعد على استقرار الصومال.
وفي البوسنة وكوسوفو، كانت الإمارات من أوائل الدول غير الأعضاء في حلف الناتو التي أعربت عن دعمها لعمليات الحلف الجوية، وشاركت في عمليات حفظ السلام، وقدمت مساعدات إنسانية أثناء النزاع وبعده.
كما كانت الإمارات من أوائل الدول التي دعمت الولايات المتحدة في بداية حرب الخليج عام 1990.
استقرار المنطقة
وفي عام 2011، قدمت الإمارات 6 طائرات "إف -16"، من بين طائرات مقاتلة أخرى، للمشاركة في دوريات لتطبيق منطقة حظر للطيران فرضتها الأمم المتحدة فوق ليبيا.كذلك كانت الإمارات أيضا عضوا فعالا في التحالف الدولي ضد داعش، وذلك منذ الأيام الأولى للعملية العسكرية ضد أهداف التنظيم الإرهابي.
وعلاوة على ذلك، تقدم الإمارات دعما مستمرا وأساسيا للقوات الأمريكية، وتساهم في جهود مكافحة الإرهاب والتطرف، وتعمل على زيادة الاستقرار والسلام في المنطقة.
مكافحةالإرهاب
وبخصوص التهديدات الإيرانية، تتقاسم الإمارات والولايات المتحدة القلق العميق من تداعياتها بالمنطقة وتأثيرها على السلام والاستقرار، ولذلك تدعم الإمارات وتنفذ بشكل كامل قرارات مجلس الأمن الدولي القاضية بحظر شحن المواد والتقنيات الحساسة إلى طهران.كما تتعاون القوات المسلحة الإماراتية والأمريكية بانتظام في كل من المهمات التدريبية والعملياتية والتدريبات لتعزيز هذا التحالف المهم.
ومن أجل تعزيز الاستعداد القتالي والتواصل مع الحلفاء، يشارك طيارو القوات الجوية الإماراتية بانتظام في مناورات "العلم الأحمر" الجوية التي تستضيفها نظيرتهم الأمريكية بقاعدة "نيليس" الجوية في لاس فيجاس.
والإمارات واحدة من بين عدد قليل من حلفاء واشنطن من خارج الناتو المدعوين للمشاركة في هذا التمرين، ما يعكس قوة الشراكة الأمنية، بالإضافة إلى التدريب والقدرات المتفوقة لطياري القوات الجوية الإماراتية.
وتتميز العلاقات الإماراتية الأمريكية بأنها استراتيجية ومتجذرة وممتدة منذ عام 1971، حيث كانت أمريكا هي ثالث دولة تقيم علاقات دبلوماسية رسمية مع الإمارات.