البشعة وظلم المصطبة.. بين التراث والخرافة في كشف الكذب

على مر العصور، استخدمت المجتمعات وسائل مختلفة للتحقق من صدق الأفراد، خاصة في ظل غياب الأدلة القاطعة أو التقنيات الحديثة.
ومن بين هذه الأساليب التقليدية، برزت "البشعة" كطريقة اعتمدتها بعض القبائل العربية، لا سيما في سيناء والصعيد وأجزاء من بلاد الشام، للحكم على براءة المتهمين أو إدانتهم عبر اختبار يعتمد على النار.
عودة البشعة إلى الأضواء
رغم اندثارها بمرور الزمن، لا تزال "البشعة" حاضرة في الموروث الشعبي، حيث تتناقلها الأجيال عبر الحكايات والأساطير، كما أعيد تسليط الضوء عليها من خلال الأعمال الدرامية، مثل مسلسل "ظلم المصطبة"، الذي أظهر هذه العادة التقليدية في سياق درامي يعكس ممارسات العدالة الشعبية القديمة.
ما هي البشعة؟
تُعد البشعة طريقة تقليدية للتحقق من الصدق، حيث يُطلب من المتهم لعق قطعة معدنية محماة بشدة أمام الحضور، فإذا احترق لسانه، اعتُبر مذنبًا، وإن لم يُصب بأذى، اعتُبر بريئًا.
وكان تنفيذ هذه الممارسة يتم بواسطة شخص يُعرف بـ"المُبشِّع"، يُفترض أن يكون نزيهًا وعادلًا في تفسير النتائج.
الجذور التاريخية للبشعة
يرجع أصل هذه العادة إلى القبائل البدوية التي اعتمدتها للفصل في النزاعات عند غياب الشهود أو الأدلة القاطعة.
وكان "المُبشِّع" شخصية تحظى بثقة المجتمع، نظرًا لدوره في إرساء العدالة وفقًا للمعتقدات السائدة في ذلك الوقت.
ورغم أن بعض المجتمعات التقليدية كانت تؤمن بقدرتها على كشف الكذب، فإن العلم الحديث لا يعترف بها كوسيلة موثوقة، إذ يمكن أن يؤثر التوتر على إفراز اللعاب، مما يزيد من احتمالية احتراق اللسان.
ومع تطور أساليب التحقيق، تراجعت هذه العادة، لكنها لا تزال جزءًا من التراث العربي، حيث تظهر في الأدب والدراما كرمز للأساليب التقليدية التي لجأ إليها الإنسان قديمًا للبحث عن الحقيقة.
aXA6IDMuMTcuNzYuMTY4IA== جزيرة ام اند امز