«انتقام» و«سخط» و«حرية».. دوافع سجناء أوكرانيا على «خط الجبهة»
عام ثالث من قتال يبدو بلا نهاية في أوكرانيا، التي تأثرت بالنقص الكبير في عدد القوات على خط المواجهة، مما دفعها لتبني أحد التكتيكات الروسية وهو تجنيد السجناء.
وحتى الآن أطلقت أوكرانيا سراح أكثر من 2750 رجلا من سجونها، منذ أن اعتمد البرلمان في مايو/أيار الماضي قانونا يسمح لبعض المدانين بالتجنيد، بمن في ذلك السجناء بتهمة الاتجار بالمخدرات وسرقة الهواتف وارتكاب الاعتداءات المسلحة والقتل، من بين جرائم خطيرة أخرى.
ومن الرغبة في الانتقام من روسيا إلى الرغبة في الحرية والخلاص الشخصي، تتفاوت دوافع السجناء الذين يتخلصون الآن من بذلات السجن لارتداء زي الجيش الأوكراني للانتشار في الخطوط الأمامية، وفقا لما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
سينيا شربينا (24 عاما) يقضي عقوبة السجن لمدة 6 سنوات بتهمة تعاطي المخدرات، ينتظر إجراء مقابلات مع مسؤولي التجنيد العسكري على أمل أن يتم نشره على الجبهة في أقرب وقت ممكن، وقال "أعتقد أنني قادر على تخليص نفسي، وأبدو أكثر فائدة لمجتمعي مما لو كنت جالساً هنا فحسب".
أما سيرهي ليتفينينكو، الذي قضى 11 عاما من أصل 14 عاما بتهمة الاعتداء المميت، فقال "لست متأكداً من أنهم سيعاملوننا كمقاتلين عاديين.. لا نعرف الآن إذا كانوا سيأخذوننا ويرموننا مثل اللحم".
ووفقا للتقارير، يعد تجنيد السجناء ممارسة شائعة في روسيا، إذ جرى إطلاق سراح عشرات الآلاف للقتال في أوكرانيا.
وعلى الرغم من أن موافقة البرلمان الأوكراني على قانون التعبئة الجديد كانت تهدف إلى توسيع قاعدة التجنيد، فإن هذه الخطوة لم تسفر بعد عن حشد عدد كاف من القوات الجديدة.
من جانبها، تحاول هيئة الأركان العامة الأوكرانية العثور على مقاتلين أصحاء وإعادة تعيين بعض الجنود من المواقع الخلفية لأدوار قتالية وتجنيد السجناء.
وينص القانون الجديد على أن السجناء المؤهلين للانضمام إلى برنامج العفو لا يتم تعيينهم إلا في الألوية المهاجمة، وهو ما قد يشير إلى تجنيدهم للقتال وجهاً لوجه مع القوات الروسية.
وفي الوقت الحالي، لن يخدم السجناء إلا في وحدات مكونة بالكامل من سجناء سابقين، يقودهم جندي نظامي.
وأوضح وزير العدل دينيس ماليوسكا أن هذا النص يعكس احتياجات أوكرانيا الأكثر إلحاحا، وتوقع أن يتطوع ما لا يقل عن 4000 سجين في الجولة الأولى من عملية التجنيد.
في مقابلة أجريت معه في أحد السجون إذ جرى إطلاق سراح نحو 100 سجين للقتال، قال ماليوسكا "إن دوافع السجناء أقوى من دوافع الجنود العاديين"، وأضاف أن "الإفراج عنهم ليس سوى واحد من هذه الدوافع.. إنهم يريدون حماية بلادهم ويريدون طي صفحة الماضي".
ومن بين السجناء دميترو (28 عاما) الذي حكم عليه في 2021 بالسجن لمدة أربع سنوات ونصف بتهمة سرقة هاتف وأُطلق سراحه الشهر الماضي، لكن لم يتبق له عائلة، إذ قتلت زوجته وأطفاله في غارة جوية على منزلهم.
دميترو الذي يتدرب حاليا في قاعدة عسكرية إذ تعلم كيفية التعامل مع البندقية، قال إن الانتقام لمقتل عائلته "يحفزني" للقتال في الحرب، مشيرا إلى أن روسيا هي المسؤولة عن مقتلهم.
أما إدوارد (35 عاما)، الذي حكم عليه عام 2019 بالسجن لمدة سبع سنوات وسبعة أشهر بتهمة الاعتداء المسلح، فقال إنه كان يحلم في طفولته بالانضمام إلى الجيش، نشأ فقيرا ووقع في الجريمة.
وأضاف أنه كان يأمل منذ بداية الحرب في 2022 بتغيير القانون للسماح للرجال مثله بالقتال ومع صدور القانون كان في الصفوف الأولى للتدريب.
وأشار إلى أن الناس في مسقط رأسه لا يعرفونه إلا كمجرم، لكنه يريد أن يُظهر لهم ولنفسه أنه "لا يزال لدي بعض الإنسانية في داخلي".
aXA6IDE4LjExNy4xNDEuNjkg
جزيرة ام اند امز