اللواء 155.. ثغرة في جدار الدعم الأوروبي لجيش أوكرانيا
مع اقتراب الحرب من نهاية عامها الثالث لا تزال الفضائح تضرب الجيش الأوكراني، خاصة فيما يتعلق باللواء الميكانيكي 155.
ولفترة طويلة تم الترويج للواء الميكانيكي 155 باعتباره مشروعا فرنسيا رائدا، إلا أن الفضائح لاحقته قبل نشره على الخطوط الأمامية.
واجه اللواء تقارير عن هروب جماعي لأفراده، وتمت تنحية قائده العقيد ديميترو ريومشين بشكل مفاجئ في ديسمبر/كانون الأول الماضي، قبل أن يتم القبض عليه، وفقا لما ذكره موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي.
وفي تصريحات لهيئة الإذاعة الأوكرانية قال بوهدان زابارا، محامي العقيد ريومشين، إن محكمة في كييف قررت الإفراج عن موكله بكفالة تبلغ قيمتها 2.1 مليون دولار.
وجاء قرار المحكمة في الوقت الذي تحقق فيه أوكرانيا في سلسلة من الفضائح التي شوهت الظهور القتالي الأول للواء 155، وهو لواء جديد تم تدريبه جزئيا في فرنسا ومجهز بأسلحة فرنسية حديثة.
وحظي اللواء بدعاية كبيرة إلا أن سمعة اللواء ساءت في البلاد بعدما تحدث الصحفيون المحليون عن معاناة الوحدة العسكرية باستمرار من هروب جماعي.
كما أشار الصحفيون إلى أنه يتم تفكيك اللواء لتعزيز وحدات أخرى.
وقدر أحد المراسلين، يدعى يوري بوتوسوف، اختفاء 1700 جندي من اللواء قبل إرساله إلى المعركة، بمن في ذلك نحو 50 رجلا فرّوا إلى فرنسا.
وكان ريومشين أشرف على اللواء 155 في أثناء استعداده للانتشار على الخطوط الأمامية، لكنه أعلن فجأة استقالته في أوائل ديسمبر/كانون الأول.
ويوم الإثنين الماضي اعتقل المحققون الفيدراليون ريومشين، ووجهوا إليه اتهامات بـ"الإخفاء المنهجي" لعمليات الفرار بين قواته.
وقال مكتب التحقيقات الحكومي إن ريومشين تلقى تقارير شفوية وكتابية عن قضايا الانضباط، لكنه لم يخطر السلطات العليا، ولم يتصرف بناءً على هذه المعلومات.
وأضاف المحققون "بسبب تصرفات القائد لم يتمكن ضباط إنفاذ القانون من بدء الإجراء القانوني للبحث عن العسكريين الفارين وإعادتهم إلى وحدتهم العسكرية وكتائبهم الاحتياطية، أو في بعض الحالات ضمان تنفيذهم العقوبات عن الجرائم التي ارتكبوها".
وكشف محامي ريومشين أن موكله سيطعن في مبلغ الكفالة الذي حددته السلطات في كييف.
لكن في حال فشله في دفع الكفالة سيتعين عليه قضاء 60 يوما في الاحتجاز قبل جلسة الاستماع المغلقة.
وفي الوقت نفسه، تُظهر حسابات وسائل التواصل الاجتماعي للواء 155 أن أفراده يقاتلون الآن حول بوكروفسك، حيث تدفع روسيا ببطء ولكن بلا هوادة للسيطرة على المدينة الاستراتيجية الرئيسية.
وتشمل تجهيزات اللواء 18 مركبة مدرعة من طراز "AMX 10"، و18 مدفع هاوتزر من طراز "Caesar" مثبت على شاحنات، و128 ناقلة جنود مدرعة.
وقد حظي اللواء بشهرة عالية نسبيا في أثناء التدريب بفرنسا، إذ التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أفراده خلال زيارة في أكتوبر/تشرين الأول.
ولم تنته بعد برامج التدريب المشتركة التي يقدمها الاتحاد الأوروبي بعد تخصيصه مبلغ 425 مليون دولار لتدريب المزيد من الجنود الأوكرانيين حتى نهاية عام 2026، بمن في ذلك 15000 جندي بحلول شتاء عام 2025.
وفي أوكرانيا، حيث لا تزال سمعة اللواء 155 مهتزة، يرى بعض المقاتلين والمحللين أنه من الخطأ أن تقوم كييف بإنشاء ألوية جديدة تماما مثل الفرقة 155، بل يجب تجديد الوحدات القديمة الأكثر خبرة والتي كانت تقاتل بالفعل.
وقال سيرهي ستيرنينكو، المحامي الأوكراني الشهير الذي يوفر طائرات مسيرة بتمويل جماعي للوحدات العسكرية، إن منظمته تساعد الفرقة 155 لأنها تفتقر إلى المسيرات وأجهزة التشويش.
وعبر قناته على تليغرام، تساءل ستيرنينكو مطلع الشهر الجاري "لماذا ننشئ لواء جديدا عندما تعاني الألوية القائمة نقصا حادا في الجنود".
aXA6IDMuMTQ2LjE1Mi4yMDMg
جزيرة ام اند امز