العشرين تتجاوز "مطب أوكرانيا".. توافق مفاجئ يربك المشهد
شد وجذب لحبل أوكرانيا ميز الكواليس الخلفية لقمة العشرين بالهند، مثلما حدث في قمم واجتماعات دولية سابقة، لكنه أفرز "توافقا غير متفق عليه".
توافق ظهر بوضوح في غياب إدانة واضحة لروسيا والرفض الكامل لاستخدام القوة للسيطرة على أراض الغير، في الإعلان الصادر عن قمة العشرين، لكنه لم يحظ بقبول الجميع خارج نطاق المجموعة.
أوكرانيا تهاجم
ورغم الجهد الدبلوماسي الذي بدا واضحا في تبني موقف متوازن وتوافقي حيال أوكرانيا، رفضت الأخيرة الكلمات التي وردت في إعلان نيودلهي، بل هاجمت الإعلان بشكل قاس.
إذ قالت وزارة الخارجية الأوكرانية، اليوم السبت، إن الإعلان المشترك لقمة مجموعة العشرين "ليس شيئا يدعو للفخر"، منتقدة النص لعدم ذكر روسيا.
ونشر المتحدث باسم وزارة الخارجية أوليج نيكولينكو صورة للجزء المتعلق بالملف الأوكراني من الإعلان المشترك، مع شطب عدة أجزاء من النص باللون الأحمر وتصحيحها بكلمات تعكس موقف كييف بأنها "ضحية لعدوان روسي غير مبرر".
وكتب نيكولينكو على فيسبوك "من الواضح أن مشاركة الجانب الأوكراني (في اجتماع مجموعة العشرين) كانت ستسمح للمشاركين بفهم الوضع بشكل أفضل".
وعلى الرغم من خيبة أمله إزاء إعلان مجموعة العشرين بوجه عام، شكر نيكولينكو حلفاء أوكرانيا على دورهم في الدفع بموقف أوكرانيا في الإعلان.
موقف مغاير
وأضاف "أوكرانيا ممتنة للشركاء الذين حاولوا إدراج صِيَغ قوية في النص".
في المقابل، تبنت ألمانيا، أحد أهم الداعمين لكييف، موقفا مغايرا من الإعلان، إذ قال المستشار أولاف شولتز، إن إعلان قمة مجموعة العشرين الذي تم الاتفاق عليه أظهر موقفا واضحا حيال الغزو الروسي لأوكرانيا، بقوله إنه لا يمكن التشكيك في وحدة أراضي الدول باستخدام العنف.
وأضاف شولتز في تصريحات من مكان انعقاد القمة في نيودلهي "إنه بيان يدعم وحدة أراضي وسيادة أوكرانيا".
إعلان توافقي
وتبنت مجموعة العشرين إعلانا توافقيا تجنب إدانة روسيا بسبب حربها على أوكرانيا، لكنه دعا جميع الدول للامتناع عن استخدام القوة للاستيلاء على الأراضي.
وكان من الصعب تحقيق توافق في الآراء بين الأعضاء بسبب انقسام الدول الأعضاء بشأن الحرب الروسية في أوكرانيا.
لكن نيودلهي نجحت في تجاوز أزمة متوقعة بشأن الموقف من الأزمة في أوكرانيا، حيث لم يأتِ على ذكر "العدوان" الروسي.
وقال إعلان نيودلهي إنه يجب الامتناع عن التهديد باستخدام القوة للاستيلاء على أراض على نحو يتعارض مع سيادة أو استقلال أي دولة، ودعا الإعلان روسيا وأوكرانيا إلى ضمان تسليم فوري ودون عوائق للحبوب والمواد الغذائية والأسمدة.
النجاة من الفخ
وتعليقا على موقف الإعلان من ملف أوكرانيا، قال الخبير الهندي البارز في الشؤون الخارجية شاشانك ماتو "كانت هذه هي القضية التي ستحدد كيف يرى العالم قيادة الهند لمجموعة العشرين، وذلك لأن المجموعة كانت منقسمة بشأن حرب أوكرانيا".
وتابع في سلسلة تغريدات على منصة إكس "تويتر سابقا"، "بينما أرادت روسيا والصين تجنب النقاش حول أوكرانيا، أرادت الدول الغربية إدانة روسيا".
ومضى موضحا في التغريدات التي تابعتها "العين الإخبارية" "لقد عرقلت هذه القضية الإجماع طوال فترة رئاسة الهند لمجموعة العشرين، ولو فشلت نيودلهي في التوصل إلى الإجماع وإصدار إعلان مشترك، فربما وُصفت قمة مجموعة العشرين بأنها فاشلة".
وزاد "وفي نهاية المطاف، تم التوصل إلى تسوية خففت بشكل كبير من حدة الانتقادات الموجهة إلى روسيا".
ماتو قال أيضا "كان من المقبول على نطاق واسع (وهذا ينطبق علي) أن الهند لن تكون قادرة على التوصل إلى الإجماع بشأن أوكرانيا، لكننا كنا مخطئين".
وأضاف "تمكنت دلهي من الحصول على إعلان مشترك سيكون بمثابة أهم ما توصلت إليه هذه القمة، وسوف يكون مفيداً لسمعة الهند الدبلوماسية".
aXA6IDE4LjExOS4xNDEuMTE1IA== جزيرة ام اند امز