أوكرانيا مهددة «بخسارة كل شيء».. في انتظار موقف المجر
تقف المجر عقبة في طريق انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، وسط قلق من خسارة كييف "كل شيء" مع عدم قدرتها على تطوير هجومها المضاد.
وتشعر العديد من الدول بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية الحلف الرئيسي لأكرانيا من عبء استمرار الحرب دون نتائج.
وقبل ثلاثة أيام من قمة أوروبية حاسمة لانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، تشعر أوكرانيا بالقلق من احتمال المجر، وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا للصحفيين قبل اجتماع لنظرائه الأوروبيين "لا أستطيع تصور (...) العواقب المدمرة في حال فشل المجلس الأوروبي في اتخاذ قرار، ليس لأوكرانيا وحدها بل ولتوسيع الاتحاد أيضا".
وأضاف كوليبا "قمنا بحصتنا من العمل ونتوقع من الاتحاد الأوروبي أن يقوم بحصته".
وما زالت بودابست ترفض السماح للدول الـ27 بفتح مفاوضات لانضمام أوكرانيا، معتبرة أن هذه الدولة التي تخوض حرباً مع روسيا ليست مستعدة لذلك.
ويدعو رئيس الحكومة المجري فكتور أوربان إلى "مناقشة استراتيجية" قبل اتخاذ أي قرار بينما ترى غالبية الدول الأوروبية والمفوضية الأوروبية أن هذا الأمر قد تم بالفعل.
وتنتظر كييف أيضاً أن يواصل الاتحاد الأوروبي دعمه لجهدها الحربي وتأمل في إطلاق مساعدات بقيمة خمسين مليار يورو على شكل هبات وقروض، فضلاً عن مساعدات عسكرية بقيمة خمسة مليارات يورو.
وهنا أيضا تصر المجر على رفضها على الرغم من الضغوط القوية التي يمارسها شركاؤها.
وقال وزير الخارجية الليتواني غابريليوس لاندسبيرجيس "علينا اتخاذ قرارات استراتيجية والتزام تحقيق النصر لأوكرانيا، إذا لم نفعل ذلك، فسيكون الثمن باهظا جدا". ورأى أن موقف المجر أقرب حلفاء موسكو في الاتحاد الأوروبي"ضد أوروبا وكل ما تعنيه أوروبا".
وحدة أوروبا في الاختبار
دعا وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الاثنين الدول ال27 إلى البقاء متحدة في دعمها لأوكرانيا. وقال عند وصوله إلى بروكسل "آمل ألا تنكسر وحدة الاتحاد الأوروبي لأن الوقت الحالي ليس الوقت المناسب لإضعاف دعمنا لأوكرانيا".
من جهتها، صرحت وزيرة الخارجية الفنلندية إيلينا فالتونيني "تبين أن موقف المجر مؤسف فعلا"، مؤكدة أنه "من المهم أن نواصل دعم أوكرانيا طالما كان ذلك ضروريا".
وتثير معارضة المجر قلق وحيرة عدد من الدول الأوروبية التي تتساءل عن دوافعها الرئيسية.
وحاول شارل ميشال رئيس المجلس الأوروبي المؤسسة التي تضم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، إقناع أوربان بضرورة دعم أوكرانيا ومنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من كسب "حربه".
لكن هذه الجهود لم تفض إلى نتيجة حتى الآن.
لقاء ووعود
والتقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في نهاية الأسبوع فكتور أوربان في بوينس آيرس على هامش حفل تنصيب الرئيس الأرجنتيني الجديد خافيير ميلي.
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء المجري إن أوربان قال له ببساطة إن الدول الأعضاء تواصل مفاوضاتها.
وما زال عدد كبير من الدول الأوروبية يرغب في تصديق خدعة المجر التي تنتظر من شركائها دفع نحو 22 مليار يورو وُعِدت بها بودابست ولكنها تم تجميدها بسبب تقصير في سيادة القانون.
وقد يتم الإفراج عن عشرة مليارات يورو هذا الأسبوع، قبيل بدء القمة الأوروبية الخميس.
واعتمدت كييف قانونا لحماية حقوق الأقليات في أوكرانيا، بما في ذلك الأقلية المجرية، وهو ما طالبت به بودابست قبل أي اتفاق بشأن فتح مفاوضات الانضمام، حسبما أكد كوليبا الإثنين.
لكن ليس من المؤكد أن يكون ذلك كافيا لإقناع فكتور أوربان الذي يخشى البعض من أن يمضي قدما في رفضه.
وقال الوزير الليتواني بمرارة إن "الطريقة الوحيدة التي أقرأ بها الموقف المجري وليس فقط فيما يتعلق بأوكرانيا، هي أنه ضد أوروبا وكل ما تعنيه أوروبا".
aXA6IDMuMTQ2LjIwNi4yNDYg جزيرة ام اند امز