«هجمة مرتدة» على أوكرانيا.. روسيا تستعيد 40% من أراضي كورسك
في هجمة مرتدة قوية، تمكنت القوات الروسية من استعادة 40% من أراضي منطقة كورسك الروسية، التي سيطرت عليها كييف في أغسطس/آب الماضي.
وذكر مصدر يعمل في هيئة الأركان العامة الأوكرانية، أن روسيا نشرت نحو 59 ألف جندي في منطقة كورسك، منذ اجتياح قوات كييف المنطقة وتقدمت بسرعة، مما فاجأ موسكو بعد عامين ونصف العام من أوكرانيا.
وقال: "كنا نسيطر على نحو 1376 كيلومتراً مربعاً (531 ميلاً مربعاً) على الأكثر، والآن أصبحت هذه المساحة أصغر بالطبع. ويزيد العدو من هجماته المضادة"، مضيفاً أن "قواته تسيطر حالياً على نحو 800 كيلومتر مربع (309 ميلاً مربعاً) وسنحتفظ بهذه المساحة طالما كان ذلك مناسباً من الناحية العسكرية"، وفقا لصحيفة "تليغراف" البريطانية.
وكان هجوم كورسك، أول غزو بري لروسيا من جانب قوة أجنبية منذ الحرب العالمية الثانية، وقد فاجأ موسكو على حين غرة.
وكانت كييف تهدف من توغلها في كورسك، إلى وقف الهجمات الروسية في شرق وشمال شرق أوكرانيا، وإجبار روسيا على سحب قواتها التي تتقدم تدريجياً في الشرق، ومنح كييف نفوذاً إضافياً في أي مفاوضات سلام مستقبلية.
وبحسب الصحيفة، تقدمت القوات الروسية عبر منطقة دونيتسك على مدى الشهرين الماضيين بأسرع معدل لها منذ مارس/ آذار 2022، وفقًا لبيانات مفتوحة المصدر. ويسيطرون الآن على نحو 20 في المائة من أراضي أوكرانيا.
وقد أعلنت روسيا في نهاية هذا الأسبوع أن قواتها استولت على قرية نوفودميتريفكا في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، في أحدث مكسب لها فيما وصفه أندريه بيلوسوف، وزير الدفاع الروسي، بأنه تقدم "متسارع".
ولكن القوات الروسية لا تزال تتقدم في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا.
وقال قائد القوات المسلحة الأوكرانية، إن قواته المحاصرة لا تقاتل تعزيزات روسية في كورسك فحسب، بل إنها تسارع أيضاً إلى تعزيز جبهتين محاصرتين في شرق أوكرانيا وتستعد لهجوم مشاة في الجنوب.
وقال مصدر في هيئة الأركان العامة الأوكرانية، إن منطقة كوراخوف، هي الأكثر تهديداً لكييف الآن، حيث تتقدم القوات الروسية هناك بمعدل 200-300 متر يومياً، وتمكنت من اختراق بعض المناطق بمركبات مدرعة مدعومة بدفاعات مضادة للطائرات دون طيار.
وتعد بلدة كوراخوف، حجر الأساس نحو المركز اللوجستي الحرج في بوكروفسك في منطقة دونيتسك.
وقال مصدر في هيئة الأركان العامة الأوكرانية، إن روسيا لديها حوالي 575 ألف جندي يقاتلون في أوكرانيا في الوقت الحالي، وتهدف إلى زيادة قواتها إلى حوالي 690 ألف جندي.
ولا تكشف روسيا عن الأرقام المشاركة في القتال، ولم تتمكن "رويترز" من التحقق بشكل مستقل من هذه الأرقام.
وفي حين تقاتل أوكرانيا عدواً أكبر وأفضل تجهيزاً، سعت كييف إلى تعطيل اللوجستيات الروسية وسلاسل الإمداد من خلال ضرب مستودعات الأسلحة والذخيرة الروسية والمطارات وغيرها من الأهداف العسكرية داخل روسيا.
وحصلت أوكرانيا على حرية أكبر للقيام بذلك، في وقت سابق من الشهر الجاري، بعد أن تخلى الرئيس الأميركي جو بايدن، وفقاً لمصادر مطلعة على الأمر، عن معارضته لإطلاق كييف صواريخ مزودة من الولايات المتحدة على أهداف في عمق روسيا رداً على دخول كوريا الشمالية في الحرب.
وفي الأسبوع الماضي، أطلقت أوكرانيا صواريخ كروز أمريكية من طراز أتاكمز ATACMS، وبريطانية من طراز ستورم شادو Storm Shadow على روسيا. كان أحد أهداف ATACMS مستودع أسلحة على بعد حوالي 110 كيلومترات (70 ميلاً) داخل روسيا.
وتعهدت موسكو بالرد على ما تراه تصعيداً من قبل مؤيدي أوكرانيا الغربيين.
وأطلقت روسيا، الخميس الماضي، صاروخاً باليستياً جديداً متوسط المدى على مدينة دنيبرو الأوكرانية، في تحذير محتمل لحلف شمال الأطلسي "الناتو".
تعزيز الدفاعات الجوية
ويجري المسؤولون الأوكرانيون محادثات مع الولايات المتحدة وبريطانيا، شأن أنظمة دفاع جوي جديدة قادرة على حماية المدن الأوكرانية من التهديدات الجوية الروسية الجديدة الأطول مدى.
وتسيطر روسيا الآن على خُمس أوكرانيا، وقال الرئيس فلاديمير بوتين، إنه يريد من كييف التخلي عن طموحاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، والانسحاب من 4 مناطق أوكرانية يسيطر عليها جزئياً، وهي المطالب التي رفضتها كييف باعتبارها استسلاماً.
aXA6IDE4LjExNi4yNC4xMTEg جزيرة ام اند امز