تدريب موسع وعقوبات على روسيا.. دعم غربي يدفئ صقيع الشتاء بأوكرانيا
بعد نحو عام من الأزمة الأوكرانية، لا تلوح في الأفق بوادر تهدئة على جبهات القتال المحتدم خصوصا في باخموت، فيما باتت فرص التوصل إلى حل دبلوماسي شبه منعدمة.
وأمام إغلاق الباب أمام أي حل سياسي ينهي الأزمة، شحذت الدول الأوروبية والغربية "هممها" لدعم أوكرانيا، أملا في أن تشن الأخيرة هجومًا ربيعيًا، يعيد لها نغمة "الانتصارات" التي فقدتها على وقع التقدم الروسي.
تدريب موسع
آخر وسائل الدعم، ما أعلنته وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) يوم الجمعة، من إنهاء القوات الأمريكية دورة تدريبية موسعة لمجموعة أولى تضم أكثر من 600 جندي أوكراني شملت مناورات يمكن أن تدعم كييف في عملياتها الهجومية المقبلة.
وقال المتحدث باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر في بيان: "هذا الأسبوع أنهت أول كتيبة أوكرانية تدريبا عسكريا مشتركا على المركبة القتالية أم تو برادلي، في منطقة غرافينفوير بألمانيا".
وكانت الولايات المتحدة قد وافقت على تزويد أوكرانيا بأكثر من 100 مدرعة برادلي مسلحة بمدافع أوتوماتيكية وقادرة أيضا على إطلاق صواريخ مضادة للدبابات، فيما من المتوقع أن تشن القوات الأوكرانية هجوما مضادا ضد القوات الروسية في الأشهر المقبلة.
وأضاف رايدر: "أنهى حوالى 635 أوكرانياً فترة تدريبية استمرت خمسة أسابيع تقريبا شملت مهاما أساسية للجنود"، مشيرًا إلى أن كتيبة مدفعية ميدانية بدأت التدرب قبل أسبوعين ومن المقرر أن تلحق بهما كتيبتان أخريان الأسبوع المقبل.
وأعلنت الولايات المتحدة عن برنامج التدريب الموسع نهاية العام الماضي بعد أن كانت قد بدأت إعداد الجنود الأوكرانيين لاستخدام أنظمة أسلحة مختلفة وعدت تزويد كييف بها. ويمثل هذا البرنامج عودة إلى نوع التدريبات التي كانت تجري داخل أوكرانيا قبل العملية العسكرية الروسية.
تصريحات أوروبية
الدعم لم يكن أمريكيًا فقط، بل إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال في كلمته بمؤتمر الأمن في ميونيخ في ألمانيا: "يجب بالتأكيد أن نكثف دعمنا وجهودنا لدعم صمود الأوكرانيين شعباً وجيشاً وتمكينهم من شن هجوم مضاد سيتيح وحده مفاوضات ذات صدقية بشروط تختارها أوكرانيا وسلطاتها وشعبها".
واعتبر الرئيس الفرنسي أنّ "الوقت اليوم ليس للحوار"، بعدما حاول لفترة طويلة الحفاظ على قنوات تواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ما عرضه أحياناً لانتقادات شديدة من دول أوروبية، ومن أوكرانيا نفسها.
وبينما يخشى حلف شمال الأطلسي (ناتو) من هجوم روسي واسع النطاق، دعا المستشار الألماني أولاف شولتز الدول القادرة على إرسال دبابات قتالية إلى أوكرانيا إلى أن "تفعل ذلك الآن"، في تصريح انتقادي غير معتاد منه.
وبعد الضغط عليه من جهات عدة لمنح كييف دبابات ليوبارد 2 ألمانية الصنع، أعطى المستشار الضوء الأخضر في نهاية يناير/كانون الثاني لتسليم دبابات من مخزون الجيش الألماني وسمح لدول أوروبية أخرى بإعادة تصدير دبابات إلى أوكرانيا.
لكن المحادثات اللاحقة مع شركاء الناتو لم تفض حتى الآن إلى جمع العدد اللازم لتشكيل كتيبة دبابات كاملة، أي حوالى ثلاثين آلية من طراز 2إيه6 الأحدث.
"تسريع" الدعم
كما أكد الزعيمان مجددا أنهما سيدعمان الأوكرانيين مع حلفائهما "طالما كان ذلك ضروريا".
من جهته، حضّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمة عبر الفيديو قادة العالم على "تسريع" تسليم الدعم العسكري، قائلا أمام مؤتمر ميونيخ للأمن: "نحتاج إلى السرعة. سرعة في إبرام اتفاقاتنا، سرعة في الإمدادات لتعزيز معركتنا، سرعة في القرارات للحد من القدرة الروسية. لا بديل عن السرعة لأن عليها تعتمد الحياة".
وأضاف "لا بديل عن انتصار أوكرانيا. لا بديل عن أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي. لا بديل عن أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي".
كما حذّر من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يوسع هجومه ليشمل دولا أخرى من الكتلة السوفياتية السابقة.
وكرّر رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيسكي دعم بلاده لانضمام سريع لأوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، قائلا: "كلما أسرعنا كان ذلك أفضل (..) إذا كنا لا نريد أن تصبح أوكرانيا منطقة نزاع فاصلة بين روسيا الاتحادية والاتحاد الأوروبي.
عقوبات جديدة
تدعم الدول الغربية أوكرانيا بالأسلحة وبفرض عقوبات اقتصادية على روسيا، فيما تستعد واشنطن وحلفاؤها لاعتماد "حزمة كبيرة جديدة من العقوبات... بحدود يوم 24 فبراير/شباط"، وهو موعد الذكرى السنوية لبدء العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا.
ويلتقي وزراء خارجية دول مجموعة السبع السبت على هامش مؤتمر ميونيخ. وفرض الحلفاء عقوبات صارمة على روسيا منذ عمليتها العسكرية على أوكرانيا، طاولت أعلى مستويات الدولة الروسية، وكذلك الصناعة والبنوك وقطاع النفط.
ومن المتوقع أن يشارك أكثر من 150 مسؤولا حكوميا في المؤتمر السنوي الذي يستمر ثلاثة أيام والمخصص لقضايا الأمن الدولي.
ومن بين المشاركين وزير الخارجية الصيني وانغ يي ونائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن والأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ الذي سيترك منصبه في الخريف.
وأكد قائد مجموعة فاغنر الروسية الجمعة أن رجاله سيطروا على بلدة باراسكوفييفكا الاوكرانية الواقعة شمال باخموت التي تشهد أطول معركة في منطقة دونباس في شرق البلاد منذ عام.
aXA6IDMuMTcuMTU1LjE0MiA= جزيرة ام اند امز