جبهات مشتعلة وشتاء مظلم.. حرب أوكرانيا في 5 محطات
5 محطات رئيسية في نحو عام من الحرب بأوكرانيا ترسم ملامح نزاع مميت لم تشهد له أوروبا مثيلا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
ففي فجر الرابع والعشرين من فبراير/ شباط الماضي، أعطى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شارة انطلاق "عملية عسكرية خاصة" من أجل "نزع سلاح" أوكرانيا والقضاء على "النازيين" فيها.
وحينها، أكد بوتين أنه يريد الدفاع عن "جمهوريتي" لوهانسك ودونيتسك الانفصاليتين في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، واللتين أعلن استقلالهما ورعى الحرب التي خاضتها فيهما القوات الموالية لموسكو ضد كييف طيلة ثماني سنوات.
وفي ما يلي أبرز محطات الحرب الأوكرانية في عام من النزاع، وفق وكالة فرانس برس.
بداية الحرب
بعد أشهر من التوتر والجهود الدبلوماسية لمنع المواجهة، بدأت الحرب بضربات جوية استهدفت جميع أنحاء أوكرانيا، ودخلت القوات البرية من الشمال وتحديدا من بيلاروسيا حليفة موسكو، في الشرق والجنوب.
وردا على الخطوة الروسية، فرض الغرب سلسلة من العقوبات الاقتصادية على روسيا تم تشديدها بمرور الوقت، ولاحقا، وفي خطوة غير مسبوقة، أعلن الاتحاد الأوروبي تسليم أسلحة لأوكرانيا وأرسلت الولايات المتحدة مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية.
رعب في بوتشا
في غضون أيام، سيطرت القوات الروسية على ميناء بيرديانسك الرئيسي والعاصمة الإقليمية خيرسون القريبة من البحر الأسود، بالإضافة إلى عدة بلدات حول كييف في وسط البلاد وشمالها.
غير أن محاولتها السيطرة على العاصمة اصطدمت بمقاومة القوات الأوكرانية، ففي الثاني من أبريل/ نيسان الماضي، أعلنت أوكرانيا تحرير منطقة كييف بأكملها بعد "انسحاب سريع" للقوات الروسية التي أعادت انتشارها في الشرق والجنوب من أجل "الحفاظ على سيطرتها" على الأراضي التي تسيطر عليها هناك.
سقوط ماريوبول
في 21 من الشهر المذكور، أعلن الكرملين دخول ماريوبول، الميناء الاستراتيجي على بحر آزوف الذي كانت تحاصره قواته وتقصفه منذ أوائل مارس/آذار المنقضي، مما أدى إلى قطع الإمدادات الحيوية والمياه والكهرباء والتدفئة.
وسمحت السيطرة على هذه المدينة لروسيا بضمان التواصل بين قواتها من شبه جزيرة القرم - شبه الجزيرة الأوكرانية التي ضمتها موسكو في عام 2014 - والمناطق الانفصالية في دونباس.
لكن نحو ألفي مقاتل أوكراني واصلوا القتال متحصنين في متاهة مصنع آزوفستال تحت الأرض مع ألف مدني، وقاوم المقاتلون حتى منتصف مايو/ أيار قبل الاستسلام.
هجمات مضادة
مع مطلع شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، أعلن الجيش الأوكراني هجوما مضادا في الجنوب، قبل أن يحقق اختراقًا مفاجئًا وخاطفًا للخطوط الروسية في الشمال الشرقي، ما اضطر الجيش الروسي للانسحاب من منطقة خاركيف التي كانت مسرحا لمعارك عنيفة.
وفي الجنوب، استهدفت العملية استعادة خيرسون الواقعة على الضفة الغربية لنهر دنيبر والعاصمة الإقليمية الوحيدة التي سقطت في أيدي القوات الروسية في بداية الحرب.
وخطوة بخطوة، استعاد الجيش الأوكراني المزود بأنظمة عسكرية غربية، عشرات البلدات، وقصف بلا توقف مستودعات الذخيرة وخطوط الإمداد الروسية في المنطقة.
وفي 18 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بدأت موسكو بإجلاء السكان من خيرسون.
وبعدها بنحو شهر، استعادت كييف، بعد يومين من انسحاب القوات الروسية، السيطرة على المدينة في "يوم تاريخي" كما وصفه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
شتاء مظلم
في يناير/كانون الثاني الماضي، عاد الجيش الروسي إلى شن هجمات لا سيما في دونباس، بدعم من قوات مجموعة فاغنر شبه العسكرية ومئات الآلاف من جنود الاحتياط الذين تمت تعبئتهم قبل أشهر من ذلك.
واحتدم القتال، خاصة حول باخموت، وهي مدينة في الشرق تحاول روسيا السيطرة عليها منذ الصيف.
وفي مواجهة طلبات زيلينسكي المتكررة، وبعد فترة من المماطلة خشية إثارة تصعيد، قرر الأمريكيون والأوروبيون إرسال عشرات الدبابات الثقيلة من أجل تحسين قدرة الجيش الأوكراني على صد الهجمات.
ولم تعلن روسيا وأوكرانيا عن أعداد موثوقة لخسائرهما منذ شهور، لكن حسب تقديرات، خلفت الحرب في أوكرانيا ما يقرب من 180 ألف قتيل وجريح في صفوف الجيش الروسي. و100 ألف في الجانب الأوكراني، إضافة إلى مقتل 30 ألف مدني.