أول مدينة ستسقط في يد الروس حال غزو أوكرانيا.. "العاصمة القديمة"
على بعد 40 كيلومترا فقط من الحدود مع روسيا، توجد مدينة في مرمى النيران حال أقدمت موسكو على خطوة غزو أوكرانيا.
إنها مدينة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا والتي أصبحت محل اهتمام دولي كبير منذ إعلان رئيس البلاد فولوديمير زيلينسكي احتمال "احتلالها" من قبل روسيا.
ويعيش سكان المدينة حالة من القلق إثر الكم الهائل من الإنذارات الكاذبة بخصوص إمكانية إطلاق روسيا قنابل على العديد من المؤسسات التربوية في البلاد.
وتشكل هذه المدينة هدفا حربيا لروسيا بسبب تاريخها من جهة، وطبيعة سكانها الذين يميلون إلى الثقافة الروسية ويتحدثون اللغة الروسية، من جهة أخرى.
وتعد خاركيف ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا من ناحية المساحة وعدد السكان، وهي أكبر مركز صناعي وعلمي وثقافي والمركز الإداري للمحافظة التي تحمل نفس الاسم.
وأسست هذه المدينة في القرن السابع عشر وبقيت عاصمة أوكرانيا حتى مطلع الثلاثينات من القرن العشرين ويزيد عدد سكانها عن المليون ونصف المليون نسمة.
وتضم المدينة حوالي 700 نصب تذكاري ومتاحف ومسارح وقاعات عرض، أما أنفاق المترو والتي يعود فن معماريتها إلى أنفاق موسكو، فهي أبرز ملامح هذه المدينة التي تتمتع بالكثير من الأنهار والبحيرات والحدائق والكثير من المنتجعات السياحية والغابات الجميلة.
ومدينة خاركيف هي أكبر مدينة طلابية، حيث يوجد فيها أكثر من 40 معهد تعليمي عالي، وتعد من المناطق الباردة نسبيا وقد تتدنى درجات الحرارة إلى الثلاثين تحت الصفر في الشتاء ولكن الجو ممتاز صيفا.
ويتواجد في المدنية جالية عربية كبيرة من عدة دول منها الأردن والعراق وفلسطين ولبنان وسوريا ودول المغرب العربي ودول الخليج.
واليوم الأربعاء، أعلنت أوكرانيا أن المساعي الدبلوماسية الأوروبية الهادفة الى منع غزو روسي يخشى وقوعه لأراضي الجمهورية السوفيتية السابقة، تؤتي ثمارها لكن الوضع لا يزل متوترا.
وقال وزير الخارجية دميترو كوليبا للصحفيين بعد محادثات مع نظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباريس إن "الوضع لا يزال متوترا لكن تحت السيطرة. الدبلوماسية تستمر في خفض التوترات".
جاءت تعليقات كوليبا في أعقاب جولة دبلوماسية مكوكية بدأها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بين موسكو وكييف وواصلها في برلين.
غير أن واشنطن تحذر من أن قرار موسكو حشد أكثر من 100 ألف عسكري قرب الحدود الأوكرانية، يعني أن بوتين يفكر جديا في شن هجوم لعكس مسار كييف الموالي للغرب.
وتسعى أوكرانيا للتقليل من أهمية الحديث عن احتمالات نشوب حرب، لما لذلك من تأثير سلبي على مناخ الاستثمار والمزاج العام في البلد.
لكنها دعت في نفس الوقت لفرض عقوبات وقائية على روسيا بهدف معاقبتها على دورها في النزاع المستمر منذ ثمانية أعوام في الشرق الانفصالي لأوكرانيا.