«الهروب من حرب لأخرى».. لاجئون أوكرانيون يعودون من إسرائيل
"من الصعب الهرب من حرب إلى أخرى.. لكن إذا قُتلت فسأكون على الأقل في وطني الأم".. هذا هو لسان حال اللاجئين الأوكرانيين في إسرائيل، الذين فروا إليها بعد بدء العملية العسكرية الروسية ببلادهم.
هؤلاء اللاجئون ظنوا أن الفرار إلى إسرائيل سيضمن لهم حياة آمنة بعيدا عن الهجمات الروسية، لكنهم وجدوا أنفسهم في خضم حرب أخرى، لكنهم فضلوا هذه المرة العودة إلى وطنهم الأم رغم الحرب، مؤكدين أنه "أكثر أمانا من إسرائيل، وأنهم، حتى لو قتلوا فسيكونون في وطنهم".
- غزة نحو منحدر "الكارثة الطبية".. توقف مستشفى القدس وقصف على "الشفاء"
- «عدد كبير من القتلى» في قصف على مقر للأمم المتحدة بغزة
تيتيانا كوشيفا، سيدة أوكرانية، هربت من منزلها في مدينة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا بعد العملية العسكرية الروسية، ولجأت إلى مدينة عسقلان الإسرائيلية الساحلية قرب غزة، حيث عمل زوجها في إسرائيل في الماضي، لكنها على غرار آلاف اللاجئين الأوكرانيين الآخرين، اضطُرت للهرب من الحرب مجددا.
«أموت في وطني أفضل»
وتقول كوشيفا: "لذا اعتقدت بأن الفرار إليها مع أطفالي الثلاثة سيضمن لهم حياة آمنة بعيدا عن الهجمات الروسية، لكن جاء يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول عندما هاجمت حماس إسرائيل لتشتعل حرب أدت إلى مقتل الآلاف مذاك"، مضيفة: "إذا قُتلت فسأكون على الأقل في وطني الأم".
وتروي كوشيفا كيف قضت 10 أيام مختبئة في قبو في خاركيف التي كادت تسقط في أيدي الجيش الروسي عندما هاجمت روسيا أوكرانيا في فبراير/شباط 2022.
وبعد 5 أشهر على الغزو، فرّت العائلة إلى إسرائيل حيث بدأوا حياة جديدة في عسقلان الواقعة على بعد نحو 10 كيلومترات عن غزة، لكن عندما شنّت حماس هجومها المباغت الذي أودى بحياة نحو 1200 شخص، بحسب السلطات الإسرائيلية، شعرت بأن عليها المغادرة.
وتابعت كوشيفا التي عادت لقضاء لياليها في الملجأ، لتستذكر دوي صفارات الإنذار والانفجارات مرة أخرى، وهنا قررت بأن عليها الهرب.
واستطرد: "بدأت يداي ترتجفان، وعاد إليّ الشعور ذاته الذي انتابني عندما بدأ كل شيء في بلدنا، وعندما تصاعد الوضع.. بدأت أشعر بالهلع"، مضيفة: "شعرت بالخوف. أدركت بأن عليّ العودة، وأُجليت العائلة إلى وسط إسرائيل حيث بقيت بضعة أيام قبل العودة إلى خاركيف".
وأشارت إلى أنها تشعر بالارتياح لعودتها، قائلة: "عندما أمشي هنا، إنها بلدي الأم وعلمي. لا أعرف كيف أُعبّر عن الأمر لكنني أشعر بالسعادة"، موضحة أن حوالي 4000 أوكراني غادروا إسرائيل منذ هجوم حماس.
«نفس الشعور»
وفي العاصمة كييف، عادت آنا لياشكو وابنتها ديانا البالغة 8 سنوات من إسرائيل التي هربتا إليها في مارس/آذار العام الماضي بعد أسابيع على بدء علمية روسيا العسكرية.
وكانت لياشكو، البالغة 28 عاما، وابنتها تعيشان قرب مناطق في كييف سقطت في أيدي القوات الروسية في بداية الهجوم من دون "كهرباء، مياه أو اتصالات"، فقررت الانتقال مع ابنتها إلى إسرائيل حيث لديها أقارب.
لكن عندما وقع هجوم حماس الشهر الماضي، عادت بها الذاكرة إلى يوم الغزو الروسي لأوكرانيا، موضحة: "كانت أولى المشاعر التي انتابتني هي ذاتها التي شعرت بها في 24 فبراير/شباط 2022 بأوكرانيا".
وبعد بعد أسبوع من هجوم حماس غادرت لياشكو مع ابنتها من تل أبيب بمساعدة السفارة الأوكرانية، وتؤكد اليوم بأنها تشعر وابنتها بالسعادة للعودة وبلم شملها وابنتها مع باقي أفراد العائلة.
«كييف أهدأ من تل أبيب»
"الوضع في كييف حاليا أهدأ من إسرائيل"، هذا السبب الوحيد الذي دفعني للعودة.. هكذا أكدت الأوكرانية أوسكانا سوكولوفسكا، من مكتبها على الضفة الأخرى من نهر دنيبرو في كييف.
وأضافت: "اعتقدت أن إسرائيل ستكون البلد الأكثر أمانا في العالم عندما فررت إليها هربا من الهجوم الروسي".
وبما أنها تتحدّث العبرية، اختارت إسرائيل وأقامت مع أطفالها في ريشون لتسيون قرب تل أبيب، لكنها قضت على غرار الأخريات يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول في ملجأ برفقة أطفالها.
وتابعت: "بدأ قصف هائل، وبالتالي قررت سريعا مغادرة إسرائيل، من الصعب الهرب من حرب إلى أخرى، لكني أشعر بالسعادة للعودة".