تحليل.. كيف تحول إيمري من الفشل مع أرسنال إلى النجاح في أستون فيلا؟
يبدو أن هناك أشياء لم يقدمها أرسنال لمدربه الأسبق، الإسباني أوناي إيمري، وجدها في فريقه الحالي أستون فيلا، مما قاده للتألق معه.
وتقدم أستون فيلا، بعد إسقاطه مانشستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز "بريميرليغ" الأربعاء الماضي بهدف دون رد، إلى المركز الثالث في جدول ترتيب المسابقة، وهو مركز لم يكن ممكناً مجرد الحلم به للفيلانز في نفس التوقيت من العام الماضي.
ويمتلك الفيلانز 32 نقطة بفارق نقطتين أمام مانشستر سيتي الرابع، وعلى بعد 4 نقاط من أرسنال المتصدر الذي سيواجهه السبت في صدام من نوع خاص للمدرب الإسباني.
كيف أعاد أوناي إيمري أستون فيلا لدائرة الكبار؟
حين تولى إيمري تدريب أستون فيلا في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني 2022 كان ترتيب الفريق الذي تركه ستيفن جيرارد، مدرب الاتفاق السعودي الحالي، هو السادس عشر في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي.
لكن ما فعله الإسباني بعد ذلك كان مذهلاً، حيث حقق الفيلانز 49 نقطة من أصل 75 في المباريات المتبقية في موسم 2022-2023، منها 45 عبر الفوز في 15 من 25 مباراة.
وضد مان سيتي يوم الأربعاء، كان الفريق يحقق انتصاره الخامس عشر على التوالي في ملعبه بالبريميرليغ.
كيف أسقط إيمري مانشستر سيتي؟
أوضح مارتين كيون، مدافع أرسنال السابق، في تحليله لأداء أستون فيلا في عموده بصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن مانشستر سيتي وأرسنال يتبعان نفس الأسلوب، ومن ثم سيكون من الضروري للمدرب أرتيتا تغيير طريقة اللعب أمام الفيلانز كي لا يسقط على درب السيتي.
واضاف كيون أن أهم ما يميز الفيلانز هو تغيير شكلهم في الملعب بناء على وضعية امتلاك الكرة من عدمها.
ونجح أستون فيلا في مواجهة مانشستر سيتي أن يضع خطة دفاعية منظمة للغاية ومتماسكة، مع ربط خطي الدفاع والوسط بشكل جيد، وتأهب الفريق عند الاستحواذ على الكرة لأي خطر قد ينجم من النرويجي إيرلينغ هالاند.
ونجح إيمري في الرهان بنجاح على ليون بايلي الذي تحول تحت إمرته من جناح أيمن للاعب وسط، ونجح بفضل هذا التغيير في تسجيل هدف الفوز.
وبعيداً عن مواجهة السيتي نجح أستون فيلا في تحقيق انتصاراته المتلاحقة عبر الهيمنة على منطقة وسط الملعب بكم كبير من اللاعبين.
هل منح أستون فيلا لإيمري ما لم يمنحه أرسنال؟
يقول موقع "ذا أتلتيك" البريطاني في تقرير له إن الفيلانز منح هيمنة للمدرب الإسباني على اتخاذ القرار لم تكن متاحة له في ملعب الإمارات.
وقد شعر إيمري بصدمة غير طبيعية حين تعرض قبل عدة سنوات للإقالة من أرسنال، وقتما كان يؤمن بأهمية كبيرة لمشروعه مع الفريق حين خلف الفرنسي أرسين فينغر بعد أكثر من عقدين.
آمن إيمري بقدرته على دمج لاعبين شباب مثل غابرييل مارتينيلي وبوكايو ساكا وإيدي نيكيتاه ضمن الفريق الأول، لكن ذلك أتى بثماره بعد رحيله.
وأشار إيمري في تصريحات سابقة مع أصدقاء مقربين إلى أنه أثناء عمله في أرسنال ركز بصورة أكبر على الجوانب الكروية والفنية، ولم يدرك أهمية علاقاته مع الإدارة ودبلوماسيته مع المسؤولين.
احتاج فينغر لصلاحيات شاملة في ناد عملاق وكبير كأرسنال كي يفرض نفسه وسياسته لسنوات، لكن إيمري كان ينظر له على أنه أقل، وهو نفسه لم يول اهتماماً لما هو أبعد من فقاعة ملعب كرة القدم، رغم احتياجه للعمل على محاور أخرى تخص التعاقدات وسياسة العمل والراحلين.
طريقة عمل المدرب بين أستون فيلا وأرسنال لم تتغير كثيراً، فهو يبقى حتى وقت متأخر في أرض الملعب، ولديه العديد من الأفكار والتصورات، وأسلوبه يمكن أن يزعج اللاعبين خاصة في أيام ما قبل المباريات.
في أرسنال لم يكن الوضع مستقراً بعد رحيل فينغر، وكان السعي لإيجاد شخص قادر على سد فراغ مدرب مثل أرسين فينغر الذي كانت بصماته واضحة على كل شيء في النادي.
وصاحب ذلك تغيرات في عدة مناصب مثل الرئيس التنفيذي والمدير الرياضي ومدرب العلاقات ورئيس قسم الكشافة.
أما إيمري فكان يريد من الأساس أن يصبح فقط مديراً فنياً، لأن هذه هي نقطة قوته، التي قادته للتتويج 3 مرات بالدوري الأوروبي، مع إشبيلية الإسباني و7 ألقاب كمدير فني لباريس سان جيرمان الفرنسي.
كيف تغير الحال في أستون فيلا؟
إيمري لم يكن من الراغبين في الدخول في مفاوضات بشأن التعاقد مع لاعبين أو يتحكم في سياسة عمل النادي وتيسير الأمور بداخله.
لكن في أستون فيلا قرر إيمري تغيير طريقة العمل، وكان أول من استدعاه للعمل معه هو داميان فيداغاني، الذي يوصف بأنه العقل المدبر لنجاحات إيمري، والذي جاء أولا كمساعد له بهدف إدارة الأمور التي لا يحب المدرب الإسباني التركيز عليها والتي كانت سبباً لفشله في أرسنال قبل ذلك.
ومع قدوم المدير الرياضي مونشي بعد ذلك ذهب فيداغاني لمساعدته في الأمور البعيدة عن الملعب، وتحديداً سياسة العمل والتعاقدات والمفاوضات المباشرة مع اللاعبين.
وبالطبع لم يكن لأشخاص مثل فيداغاني ومونشي علاقة مع إيمري في أرسنال، وهو ما تسبب في التحول الإيجابي في أستون فيلا على عكس تجربة الغانرز.
ويعلق مصدر من ملعب الإمارات على تجربة إيمري غير الناجحة في أرسنال بالقول: "لو كان ميكيل أرتيتا هو من جاء مباشرة بعد فينغر وحاول تطبيق هذه الأفكار التي يقوم بها حالياً لم يكن سينجح على الإطلاق".
ويؤمن المسؤولون في ملعب فيلا بارك بأن شخصا مثل فيداغاني لو كان موجوداً بصحبة إيمري في ملعب الإمارات لبقي مدرباً لفريق شمال لندن حتى اللحظة.
منذ قدوم إيمري إلى أستون فيلا تم التعاقد مع 6 أشخاص في فريق عمله، كلهم على علاقة جيدة به ويدركون أسلوب عمله، وأغلبهم متحدثون للإسبانية، وكلها عوامل منعت تكرار تجربة الفشل التي حدثت في أرسنال.
aXA6IDE4LjExOC4yMjYuMTY3IA== جزيرة ام اند امز