الزعابي يستعرض المساعدات الإماراتية لليمن في الأمم المتحدة
مندوب دولة الإمارات بالأمم المتحدة يستعرض جهود الدولة في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب اليمني
في إطار إطلاق خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2017 الخاصة باليمن، من قبل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، "أوتشا"، أكد عبيد سالم الزعابي، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة في جنيف، أن "دولة الإمارات العربية المتحدة، تدعم عمل الأمم المتحدة، إيماناً منها بدورها الإنساني في دعم الشعوب، وتخفيف معاناتهم وخاصة الشعب اليمني الشقيق، وكذلك وفاء لقيم دولة الإمارات وثوابتها الأصيلة، وإيمانها وفلسفتها الإنسانية الراسخة التي أصبحت نهج عمل مؤسساتها وهيئاتها الإنسانية والخيرية كافة.
وأضاف في كلمة الدولة أمام الدول والجهات المانحة أن "دولة الإمارات تُثمّن الدور الكبير الذي تقوم به "الأوتشا" والمنظمات الدولية المتخصصة في تقديم المساعدات الإنسانية في اليمن، وهي تساند بشدة سعي المنظمة الدؤوب إلى إيصال المساعدات إلى المحتاجين إليها في هذه الفترة الصعبة".
وشدد في هذا السياق على أن "دولة الإمارات تتبنى مقاربة إنسانية شاملة في دعم اليمن على مختلف المستويات، اقتصادياً وإنسانياً ولوجستياً، من أجل وضعه على طريق البناء والتنمية، من خلال عمليات البناء وإعادة الإعمار وبث الأمل لدى الشعب اليمني نحو مستقبل أفضل، ينعم فيه الجميع بالأمن والاستقرار والازدهار".
وأشار إلى أن "المجهود الإغاثي للإمارات العربية المتحدة في دعم اليمن، هو عمل حكومي وشعبي تشارك فيه مختلف مؤسسات الدولة الإنسانية والخيرية، كهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية وغيرها من مؤسسات وجمعيات الدولة الإنسانية".
واستعرض السفير الزعابي في هذا السياق عدداً من المبادرات التي تقوم بها دولة الإمارات العربية المتحدة، لدعم الأشقاء في اليمن والمتمثلة في إطلاق حملة "عونك يا يمن" من قبل الهلال الأحمر الإماراتي، والتي تهدف إلى الوقوف إلى جانب الشعب اليمني، لتمكينه من التغلب على الأوضاع الصعبة التي يعيشها بسبب الأزمة التي تمر بها بلاده، مشيراً إلى مبادرة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بتكفّل هيئة الهلال الأحمر بعلاج 1500 جريح يمني ممن تأثروا من جراء الصراع في اليمن.
كما تم تسيير جسر مساعدات جوي وبحري للشعب اليمني، حيث أرسلت عشرات من طائرات الشحن والسفن والبواخر، لتوفير المواد الإغاثية للشعب اليمني، تم تأمين توزيعها ووصولها للمحتاجين والمشاركة في جهود الإغاثة الإنسانية العاجلة، وتوفير طرود غذائية للأسر والتي يقدر عددها بعشرات الآلاف.
كما نبه إلى مبادرة الشيخة فاطمة بنت مبارك، لتحسين خدمات الأمومة والطفولة في اليمن، حيث تتضمن المبادرة توفير الدعم اللازم لـ 15 مشروعاً في عدن والمحافظات المجاورة تشمل المجالات الصحية والتعليمية والاجتماعية والمياه والكهرباء والطاقة إلى جانب دعم المرأة وتأهيل ذوي الإعاقة، وتحسين خدمات المأوى في المناطق النائية.
ومنها دعم مركزي التواهي للولادة وكريتر للنساء، وكلية علوم المجتمع والمعهد التجاري في خور مكسر والمعهد المهني الصناعي، إضافة غلى إطلاق هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، كذلك أكبر حملة لإغاثة 10 ملايين متضرر يمني، وتعزز هذه الحملة الدور الإنساني الذي تقوم به دولة الإمارات، لتخفيف معاناة المتأثرين من الحرب من خلال توفير احتياجاتهم ومتطلباتهم الأساسية.
وأشار إلى المساهمة في إعادة إعمار البنى التحتية، وخاصة في قطاعات الصحة والتعليم والكهرباء والمياه، باعتبارها من القطاعات الرئيسية المهمة للشعب اليمني، وفي هذا السياق يعمل الهلال الأحمر على إعادة إعمار وترميم 154 مدرسة في محافظة عدن، حيث تم تسليم أكثر من 123 مدرسة في المحافظة بعد تأهيلها وتأثيثها بكامل المعدات المكتبية والأجهزة التعليمية والأثاث المكتبي الخاص بالكادر التعليمي، لتستقبل الطلاب الذين انتظموا في صفوفهم الدراسية بمختلف المراحل التعليمية على مستوى مدارس محافظة عدن ومديرياتها، إضافة إلى توزيع المستلزمات المدرسية على الطلبة والطالبات الذين بدأوا عامهم الدراسي الجديد، فيما بلغت القيمة الإجمالية لصيانة المشاريع التعليمية وإعادة إعمارها 81 مليوناً و300 ألف درهم إماراتي.
أما في القطاع الصحي فأوضح سعادته أن دولة الإمارات حرصت على إعادة تأهيل وتطوير العديد من المستشفيات التي تضررت من جراء المواجهات، وتعهدت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية بصيانة وتأهيل حوالي 14 مؤسسة صحية منها خمسة مستشفيات كبيرة وتسع عيادات في مختلف مناطق محافظة عدن، بتكلفة إجمالية 48 مليوناً و500 ألف درهم. كما رصدت الهيئة أربعة ملايين درهم كدفعة أولى لشراء الأدوية العلاجية لمرضى السرطان وغسيل الكلى إضافة إلى مستلزمات طبية أخرى بجانب مبلغ خمسة ملايين درهم لشراء سيارات إسعاف ونقل الأدوية وسيارات نقل. كما استقبلت عدداً كبيراً من الجرحى اليمنيين لتلقي العلاج في مستشفيات الدولة.
وقامت هيئة "الهلال" الأحمر بتشغيل عدد من مولدات الكهرباء في أبين، كدعم جديد للقطاع وذلك من أجل الإسهام في حل المشكلات التي يعانيها وتخفيفاً من معاناة المواطنين، فيما وضعت الهيئة خطة لصيانة وتأهيل 40 بئراً تغذي محطة مياه رئيسية في عدن تخدم 450 ألف نسمة أي حوالي نصف سكان المحافظة البالغ عددهم مليون نسمة.
ودشنت الهيئة مشروع إنشاء 50 سداً في مديرية رصد لتجميع مياه الأمطار والاستفادة منها خلال أيام السنة. كما تعهدت دولة الإمارات بتوفير محطة توليد كهرباء بقدرة 440 ميجاوات، لمحافظات عدن ولحج وأبين والضالع، كما تعهدت بتوفير مواد صيانة وتشغيل لشبكة الكهرباء في محافظات حضرموت والمهرة وشبوة وغيرها.
وفي قطاع الطاقة، أكد الزعابي أن دولة الإمارات تبذل كذلك جهوداً حثيثة لتنفيذ العديد من مشروعات ترميم وإعادة تشغيل محطات توليد الكهرباء وشبكات التوزيع، من أجل إنهاء أزمة انقطاع التيار الكهربائي.
وجرى في هذا الصدد تخصيص 800.7 مليون درهم "218 مليون دولار أمريكي"، لدعم قطاع الطاقة والكهرباء، إذ تكفلت دولة الإمارات بدفع النفقات التشغيلية لتوليد الطاقة الكهربائية وخدمات الإمداد الكهربائي. كما قدمت دولة الإمارات 466.1 مليون درهم لدعم قطاع النقل اليمني، حيث وفرت آليات وسيارات مدنية للنقل، ومركبات لنقل الماء والوقود.
وفي ختام كلمته، أكد السفير الزعابي أن دولة الإمارات تبوأت المرتبة الأولى عالمياً كأكبر مانح للمساعدات الإنسانية استجابة للأوضاع الإنسانية خلال الأزمة اليمنية، وذلك حسب بيانات المنظمات الدولية المعنية التابعة للأمم المتحدة، فيما لعبت الجهات المانحة الإماراتية دوراً رئيسياً في إغاثة المتضررين جراء الأوضاع الإنسانية الراهنة، حيث بلغت المساعدات التنموية لليمن أكثر من 2.853.1 مليار درهم "أي بواقع 776.8 مليون دولار أمريكي".
وشدد أن دولة الإمارات ستظل داعماً قوياً لليمن وشعبه بالتعاون مع الأمم المتحدة وكل الفاعلين الإنسانيين من أجل الاستجابة لاحتياجات الأشقاء في اليمن ومساعدتهم على إعادة بناء بلدهم ودعم استقراره وأمنه.
ورحّب في مستهل كلمته، بسعادة ستفان أوبرين، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، والسفير علي محمد سعيد مجوّر، المندوب الدائم لليمن لدى الأمم المتحدة، متقدماً إليهما بالشكر على العرض الشامل الذي قدماه عن الأوضاع الإنسانية في اليمن، وكذلك السيد جيمي ماكغولدريك، المنسق الإنساني في اليمن، الذي تولى تقديم خطة الاستجابة الخاصة باليمن لهذا العام.