الحكومة الأمريكية تلاحق فيسبوك قضائيا.. العملاق يخشى كابوس التفكيك
بدأت الحكومة الأمريكية في مطاردة عملاق التكنولوجيا الأمريكي فيسبوك لإجباره على بيع أنستقرام وواتساب.
وأقامت لجنة التجارة الاتحادية الأمريكية ومعظم الولايات الأمريكية دعاوى قضائية بحق فيسبوك، الأربعاء، قائلين إن الشركة انتهكت قانون منع الاحتكار وقد يتعين تقسيمها.
وحسب رويترز، أصبحت فيسبوك بذلك ثاني شركة تكنولوجيا كبيرة تواجه تحركا قضائيا ضخما هذا الخريف.
إجبار علي البيع
وقالت لجنة التجارة الاتحادية في بيان إنها سوف تسعى لاستصدار حكم "يمكن أن يتضمن: التخارج الإلزامي من أصول، من بينها أنستقرام، وواتساب ".
وفي دعوى ثانية، يطالب تحالف يضم 46 ولاية وواشنطن العاصمة وجزيرة جوام بحكم ينص على عدم قانونية استحواذ فيسبوك على أنستقرام، وواتساب.
والولايات الأمريكية التي تقودها نيويورك، تحقق حاليا مع فيسبوك بشأن انتهاكات محتملة لمكافحة الاحتكار.
وتأتي الدعوى على خلفية استحواذ فيسبوك على اثنين من منافسيه الرئيسيين، وهما تطبيقا أنستقرام وواتساب، خلال العقد الماضي.
وتجادل السلطات بأن العمليتين تركتا المستخدمين أمام بدائل قليلة لمنصة فيسبوك، وذلك وفقًا لصحيفة واشنطن بوست.
رد فيسبوك
وحاولت شركة فيسبوك الرد علنًا على الادعاءات القائلة إن عمليتي الاستحواذ أضرت بالمنافسة.
وجادل الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك مارك زوكربيرج، في جلسة استماع بالكونجرس في يوليو / تموز الماضي، بأن الاستحواذ على أنستقرام وواتساب سمح لكلتا الخدمتين بالنمو والنجاح، بدعم من استثمارات فيسبوك.
تهديد أنستقرام
إلا أن رسائل البريد الإلكتروني الداخلية من زوكربيرج، والتي تم الكشف عنها خلال جلسة استماع للجنة الفرعية لمكافحة الاحتكار في مجلس النواب في يوليو/ تموز الماضي، أظهرت أنه ينظر إلى تطبيق أنستقرام على أنه تهديد تنافسي.
وكتب زوكربيرج في عام 2012: "يمكن أن يؤدي تطبيق أنستقرام إلى أذيتنا بشكل كبير دون أن يصبح نشاطًا تجاريًا ضخمًا".
وجادل الكثيرون على أن هذه الرسالة تعد دليلًا على أن استحواذ فيسبوك على تطبيق أنستقرام كان محاولة لحماية نفسه من المنافسة.
استغلال جوجل
كانت وزارة العدل الأمريكية أقامت دعوى قضائية بحق جوجل في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، متهمة الشركة، البالغة قيمتها تريليون دولار والتابعة لمجموعة ألفابت، باستغلالها وضعها القوي في السوق للتضييق على المنافسين.
تلك الدعاوى هي الأكبر في ميدان مكافحة الاحتكار ضد إحدى كبرى شركات التكنولوجيا منذ نحو 20 عاما، ويمكن مقارنتها بالقضية التي واجهتها مايكروسوفت في 1998.
كانت الحكومة الاتحادية توصلت في النهاية إلى تسوية في تلك القضية، لكن سنوات التقاضي الطويلة والتدقيق الهادف إلى منع الاحتكار منعت الشركة من إجهاض المنافسين ويُنسب إليها الفضل في تسهيل النمو الهائل لشبكة الإنترنت.
هيمنة شركات التكنولوجيا
وبدأت وزارة العدل ولجنة التجارة الفيدرالية (FTC) في عام 2019 تحقيقات مكافحة الاحتكار في شركات التكنولوجيا الأربع الكبرى في أمريكا، والتي تشمل أيضًا شركتي أمازون وأبل.
في حين أدانت لجنة في مجلس النواب الأمريكي في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، السياسات الاحتكارية التي تمارسها شركات التقنية الأربع الكبرى، جوجل وفيسبوك وأمازون وأبل وطالبت بفصلها هيكليًا، لكنها لم تصل إلى المطالبة رسميًا بضرورة تفكيك شركة معينة من بينها.