"احتلال" مؤقت لمكتب رئيس النواب الأمريكي.. مأزق جديد؟
واقعة احتجاجية تبدو عادية لكنها تمادت في تعطيل عمل أحد ممثلي المؤسسات السياسية، وتحولت إلى موضع شد وجذب في الولايات المتحدة.
تفصيلا.. ألقت شرطة الكابيتول، اليوم الإثنين، القبض على 7 نشطاء من مجموعتي الدعم النشطتين في المجال الصحي "HousingWorks" و"HealthGAP"، بعد أن احتلوا مكتب رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي.
وكان الاحتجاج يهدف لمطالبة الكونغرس بإعادة تفويض البرنامج العالمي لفيروس نقص المناعة البشرية "PEPFAR"، والذي من المقرر أن تنتهي صلاحيته في نهاية الشهر.
وجلست المجموعة، التي ضمت أطباء وقادة في المجموعتين، متربعة على أرضية مكتب مكارثي، وشبكت الأيدي وهتفت: "مرّر خطة بيبفار الآن"، حتى حذرتهم شرطة الكابيتول وشرعت في ربط معصمي كل شخص بأربطة مضغوطة واقتادت المحتجين بعيدًا.
ونقلت صحيفة بولتيكو عن أحد الضباط، قوله إن الشرطة ستتهم المحتجين بالتسبب في الإزعاج.
قالت أليسون بانكروفت، المدير المساعد للسياسة والدعوة في أحد منظمات المجتمع المدني لصحيفة "بوليتيكو"، إن مكارثي هو "هدف استراتيجي" لجهود المنظمات النشطة في قطاع الصحة، لمنع انتهاء تفويض خطة بيبفار.
وقالت: "عندما يتعلق الأمر بالتخفيضات المحلية في تمويل مواجهة فيروس نقص المناعة البشرية والفشل حتى الآن في إعادة تفويض خطة بيبفار في شكلها الحالي، فإننا نرى أن المشاكل تأتي من التجمع الجمهوري، لذلك نحن في بحاجة إلى القيادة".
وأوضحت "مكارثي في حاجة إلى ترتيب تجمعه الحزبي".
ولا توجد صفقة في الأفق لتمديد تفويض خطة بيبفار قبل انتهاء تفويضها الحالي في نهاية الشهر الجاري، إذ يرى نشطاء أن نهاية تفويض هذه الخطة ستزعزع استقرار عملية علاج ومكافحة فيروس نقص المناعة البشرية والوقاية منه في جميع أنحاء العالم، وسيؤدي إلى تآكل المكانة الجيوسياسية للبلاد في الجنوب العالمي.
ويعارض بعض الجمهوريين في مجلسي النواب والشيوخ إعادة التفويض لأنهم يزعمون أن البرنامج يمول الترويج للإجهاض في الخارج، وهو اتهام تعارضه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وقادة خطة بيبفار وخبراء صحيون.
ويعارض الجمهوريون تمديد خطة "PEPFAR" التي نجحت في إنقاذ حياة ملايين البشر من مرض الإيدز عبر دعم تدابير الوقاية حول العالم، رغم أن مصدر الخطة كانت إدارة بوش الابن الجمهورية في 2003.
في السياق ذاته، يبدو أن الاحتجاج في مكتب مكارثي يتحول إلى موضع شد وجذب في السياسة الأمريكية، خاصة مع محاولات البعض في تيارات اليمين مساواته باقتحام أنصار ترامب مقر الكابيتول في يناير/كانون الثاني 202١.
إذ كتب رجل الأعمال كولين روج عبر منصة إكس "تويتر سابقا"، عن احتلال النشطاء مكتب مكارثي "عندما يفعل الديمقراطيون ذلك فإنهم يحتلون، وإذا فعل أنصار ترامب ذلك فهم خونة"، ما يعني أن ينتقد تعاطي الإعلام والأوساط السياسية مع الحادثين.
aXA6IDE4LjE4OC41OS4xMjQg جزيرة ام اند امز