المغرب وأمريكا.. "الأسد الأفريقي" يحرس التعاون العسكري بمناورات بحرية
باتت مناورات "الأسد الأفريقي" من أكبر المناورات التي تشهدها أفريقيا سنويا، وتعكس عمق التعاون بين المغرب والولايات المتحدة، لا سيما العسكري.
فالمغرب يستضيف حاليا النسخة الـ19 من "الأسد الأفريقي"، والتي تستمر حتى 16 يونيو/حزيران الجاري، وقد شهدت اليوم مناورات بحرية بين الجانبين، بعد تدريبات جوية على الإنزال المشترك أمس.
وشملت التدريبات محاكاة للتصدي لهجوم بطائرتين مسيّرتيْن انتحاريتين على مستودع مواد كيماوية بالميناء العسكري لأغادير.
كما شملت التدريبات مناورات مشتركة بين سفن حربية مغربية ونظيرتها الأمريكية؛ يُشرف عليها مسؤولون عسكريون رفيعو المستوى من الطرفين، كما قاموا بتبادل للزيارات تخلّلها تفقُّد طواقم الباخرات الحربية المشاركة في المناورات.
وتهدف مناورات الأسد الأفريقي إلى تعزيز قابلية التعاون المشترك ورفع الجاهزية وتقوية فاعلية وأداء القوات المشاركة، بمختلف تشكيلاتها الجوية والبرية والبحرية.
وترسو بالميناء العسكري بأغادير الفرقاطة المغربية "طارق بن زياد"، إلى جانب البارجة الحربية الأمريكية المدمرة "يو إس إس هارلي بيرك" التابعة للأسطول السادس لسلاح البحرية الأمريكية بحوض البحر الأبيض المتوسط.
وقال بيتر فلين قائد البارجة الأمريكية "نرحّب بنظرائنا وشركائنا المغاربة على متن البارجة الحربية المدمِّرة "يو إس إس بيرك"، التي تعتبر أقْدَم مُدمِّرة نشِطة في القوات البحرية لجيش الولايات المتحدة".
وأضاف أن "استضافة المغرب لمناورات الأسد الأفريقي باعتبارها أكبر تدريب عسكري مشترك لقوات الأفريكوم تجعل المغرب شريكنا الرئيسي لتصدير واستتباب الأمن في ربوع المنطقة".
وأشار إلى العمق التاريخي للعلاقات الثنائية بين الرباط وواشنطن، قائلا إن "المملكة المغربية كانت أول دولة تعترف باستقلال الولايات المتحدة، كما فتحت موانئها للسفن الأمريكية منذ عام 1777".
وأضاف: "نعمل على إدامة وتمديد هذا التقليد من أجل مزيد من البناء المشترك استناداً إلى هذه الصداقة طويلة الأمد، والتعاون الوثيق من أجل مزيد من السلام والاستقرار والأمن في المنطقة والقارة والعالم".
من جانبه، قال العقيد ساليم شرگي، قائد القاعدة الرابعة للبحرية الملكية المغربية إنه "يتم تنفيذ الأنشطة الجو-بحرية بشكل مشترك ومنسَّق مع قوات البحرية الأمريكية (US Navy) في الفترة الممتدة من 4 إلى 16 يونيو/حزيران الجاري".
وأضاف أن المناورات تهدف لتعزيز التعاون في مجال الدفاع والأمن البحريَيْن، وتقوية وتعزيز قابلية التشغيل البيني المتبادل من خلال استخدام الإجراءات العملياتية المشتركة بين عناصر القوات البحرية لكل من البحرية الملكية المغربية ونظيرتها الأمريكية.
واعتبر أن المناورات تعتبر فرصة ثمينة لتبادل الخبرات والمعرفة بين قوات البحرية المغربية ونظيرتها الأمريكية بهدف زيادة تعزيز مستوى النهج المشترك للعمليات.
ما هي مناورات "الأسد الأفريقي"؟
و"الأسد الأفريقي" هو مناورة مشتركة تنظمها كل سنة القوات المسلحة المغربية ونظيرتها الأمريكية.
ونسخة هذا العام من المناورات تستمر حتى 16 يونيو/حزيران الجاري في 7 مناطق بالمغرب، وهي أغادير وابن جرير والقنيطرة والمحبس وتيزنيت وتيفنيت وطانطان، وتعد موعدا بارزا يسهم في تعزيز التعاون العسكري المغربي الأمريكي، بالإضافة إلى تعزيز التبادل بين القوات المسلحة لمختلف البلدان بهدف تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
aXA6IDE4LjExOC4xNDkuNTUg جزيرة ام اند امز