من غزة إلى لبنان وإيران.. المبعوث الأمريكي يكشف معادلة واشنطن للشرق الأوسط

كشف المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توم براك عن ملامح السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، مؤكدا أن السلام في المنطقة ما زال بعيد المنال، في حين قلل من أهمية الاعترافات الأوروبية بدولة فلسطين، واصفا إياها بأنها "رمزية بلا جدوى".
جاء ذلك في مقابلة مطولة أجرتها هادلي غامبل كبير مذيعي IMI الدوليين مع المبعوث الأمريكي إلى سوريا، تناول خلالها العديد من الملفات المتعلقة بالشرق الأوسط وفرص السلام.
وأوضح المبعوث أن سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتمدت على تجنب التدخلات العسكرية مع التركيز، على مكافحة الإرهاب والتعاون مع الحلفاء، قائلا: "ترامب أعلن بوضوح، لن نخسر مزيدا من الأرواح الأمريكية، ولن نستولي على أراض جديدة، إسرائيل تبقى استثناء خاصا لأنها حليف يحظى بمكانة مميزة في قلب أمريكا".
وحول مستقبل التسوية السياسية، اعتبر أن السلام في المنطقة "وهم"، موضحا: "النزاعات ليست حول الحدود بل حول الشرعية والهيمنة. النتيجة الوحيدة القابلة للحياة هي الازدهار".
وبشأن الحرب في غزة، أقرّ المبعوث بأنه شخصيا يرفض المآسي الإنسانية الحاصلة، لكنه شدد على أن وقف إطلاق النار ليس حلا عمليا، قائلا: "جربنا 27 اتفاقا لوقف إطلاق النار ولم ينجح أي منها."
كما وصف الاعترافات الدولية بدولة فلسطينية بأنها "جيدة" لكنها "بلا جدوى ولا تساعد"، معتبرا أن الأمم المتحدة "نادرا ما تفعل شيئا مؤثرا".
وتوقف المبعوث مطولا عند الوضع في لبنان، مشيرا إلى أن حزب الله بات أقوى من الجيش اللبناني عددا وعتادا، إذ يضم نحو 70 ألف مقاتل مقابل 60 ألف جندي في الجيش، على حد قوله.
وأضاف أن "حزب الله لا نعترف به رسميًا، فهو مصنَّف كمنظمة إرهابية أجنبية في القاموس الأمريكي. وهذا يضعني في مشكلة عند النقاش، لأن في لبنان يُعتبر حزب الله حزبًا سياسيًا وله 27 مقعدًا برلمانيًا من أصل 166 تقريبًا، لكنه في الواقع ميليشيا مسلحة مستقلة عن الجيش اللبناني".
وفي ما يتعلق بإيران، قال المبعوث الأمريكي "الشعب الإيراني متعلم ومتحضر ولسنا معنيين بإيذائه، لكن النظام يماطل دائما ويعول على تغير الإدارات الأمريكية.، لا أستبعد اتخاذ إجراءات أكبر لوقف دعمه لحزب الله. السبيل الوحيد هو قطع رأس الأفعى ووقف تدفق الأموال."
واختتم المبعوث بالتشديد على أن واشنطن لن تنشر قوات برية في المنطقة، مضيفا: "مهمتي أن أترك المنطقة في حال أفضل، المستقبل مرهون بالازدهار لا بإعادة إنتاج النزاعات القديمة".