تحفيز العصب المبهم لعلاج المصابين بكورونا
عندما يتسبب فيروس مثل كورونا في استجابة التهابية بالجسم تنتقل هذه المعلومات إلى الدماغ عبر الجهاز العصبي الحسي.
ويستجيب العصب المبهم، الذي يمتد من الدماغ إلى معظم أعضاء جسم الإنسان، بطريقة تنظيمية برد فعل مضاد للالتهابات.
ومع ذلك، إذا كانت الاستجابة المضادة للالتهابات ضعيفة للغاية، فقد يؤثر الالتهاب المفرط سلباً على العمليات التجديدية بالجسم، ولاستعادة التوازن بين الاستجابة الالتهابية الوقائية الأولية والعمليات التجديدية، يمكن استخدام أنظمة تحفيز العصب المبهم.
ولاختبار فرضيتهم القائلة بأن أنظمة تحفيز العصب المبهم تدعم أيضاً عملية الشفاء في حالات كوفيد- 19 الشديدة، عمل باحثو جامعة "فيينا" للتكنولوجيا بشكل وثيق مع عده جهات بالنمسا، منها مستشفى "فافوريتين"، والجامعة الطبية، وجامعة "سيجموند فرويد" الخاصة.
وفي أحدث دراساتهم المنشورة عن هذه الآلية العلاجية في 3 أغسطس/آب بدورية "فرونتيرز إن فيزيولوجي"، تمكن فريق البحث من إظهار التأثير الإيجابي لتحفيز العصب المبهم على مسار أمراض كورونا الحادة، وتم تجربة استخدام التقنية على مرضى مصابين بفيروس كورونا، وكانوا على وشك تلقي التنفس الاصطناعي.
ويقول الباحثون في دراستهم إنه عندما يهاجم الفيروس الجسم يمكن أن تصبح الاستجابة الالتهابية وعملية الشفاء غير متوازنة، ثم تسبب الاستجابة الالتهابية للجسم أضراراً أكثر من الفيروس نفسه، ويجب استعادة هذا التوازن.
وباستخدام نظام تحفيز العصب المبهم، يؤكد يوجينيوس كانيوساس، الأستاذ في معهد الإلكترونيات الطبية الحيوية بجامعة "فيينا" للتكنولوجيا، والباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره الموقع الرسمي للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة، أن التحفيز الكهربائي للعصب المبهم الأذني، لم يكن قادراً على إيقاف التفاعل الالتهابي لدى المرضى فحسب، بل كان قادرا أيضاً على مواجهة المرض.
ويزيد النجاح العلاجي لتحفيز العصب المبهم عندما يتم تكييف النظام، فإذا كان نظام التحفيز يرسل نبضات كهربائية باستمرار، فقد يؤدي ذلك إلى آثار جانبية مثل الألم، حيث يكون استهلاك الطاقة أعلى بشكل ملحوظ مقارنة بالوقت الذي يتفاعل فيه النظام بشكل فردي مع المريض ويرسل محفزات مستهدفة.