هدنة سوريا.. من لم يمت بالقصف مات بالمفخخات
الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في سوريا قبل أسبوع، أوقفت القصف الذي يستهدف الأحياء السكنية، لكنها لم تحمِ السكان من القتل بالمفخخات.
أوقفت الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في سوريا قبل أسبوع القصفَ الذي يستهدف الأحياء السكنية، لكنها لم تحمِ السكان من القتل بالمفخخات.
وقُتل 48 شخصا على الأقل غالبيتهم مدنيون السبت بانفجار صهريج مفخخ في مدينة أعزاز الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في شمال سوريا، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفي القوت نفسه، كانت فرق صيانة تستعد لدخول منطقة وادي بردى قرب دمشق السبت، لبدء إصلاح إمدادات المياه الى العاصمة، قبل أن تتراجع بسبب رصاص القناصة، وفق الإعلام الرسمي.
ورغم استمرار هدنة هشة دخلت حيز التنفيذ قبل أكثر من أسبوع بموجب اتفاق روسي تركي، أسفر انفجار صهريج مفخخ عن مقتل 48 شخصا على الأقل في منطقة المحكمة الشرعية أمام سوق في مدينة أعزاز الواقعة في شمال محافظة حلب على الحدود التركية.
وأوضح المرصد أن غالبية القتلى من المدنيين، إضافة إلى "خمسة قضاة إسلاميين و14 مقاتلا وحارسا ينتمون إلى الفصائل، وجثث متفحمة لم يتم التعرف إليها".
وأظهر فيديو لمكان التفجير تصاعد الدخان وتناثر الحطام في الشوارع. وشوهدت سيارات إطفاء ودفاع مدني وجرافات تحاول رفع الأنقاض.
وتشهد مدينة اعزاز، أبرز معاقل الفصائل المعارضة في محافظة حلب، بين حين وآخر تفجيرات بسيارات مفخخة، تبنّى بعضها تنظيم الدولة الإسلامية.
في دمشق، تواصلت الاشتباكات ليل الجمعة السبت في وادي بردى حيث قتل تسعة أشخاص بينهم سبعة من قوات النظام حسب ما أفاد المرصد السبت.
السكان بلا مياه
ويشهد وادي بردى منذ 20 كانون الأول/ديسمبر معارك مستمرة، إثر بدء قوات النظام وحلفائها هجوما للسيطرة على المنطقة التي تمد سكان دمشق بالمياه.
لكن صباح السبت، أعلن التلفزيون الرسمي السوري أن فرق الصيانة وصلت إلى المنطقة الواقعة على بعد 15 كيلومترا شمال غرب دمشق، وهي "جاهزة للدخول" للبدء بعملية الإصلاح.
وأشار مصدر مقرب من النظام إلى أنه تم الاتفاق على وقف موقت لإطلاق النار يتيح دخول فرق الصيانة، رغم أن عملية الإصلاح قد تستغرق أياما عدة.
ومساء، أفادت وسائل اعلام رسمية ان فرق الصيانة لم تستطع الدخول الى المنطقة واضطرت الى العودة ادراجها بسبب رصاص القناصة.
وتوصلت روسيا وتركيا إلى اتفاق لوقف النار يمهّد لمفاوضات سلام. ويسود هدوء على جبهات عدة منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ في 30 كانون الأول/ديسمبر.
غير أن الهدنة انتهكت مرارا ولا سيما بفعل القتال في وادي بردى.
وتسببت المعارك وفق المرصد بتضرر إحدى مضخات المياه الرئيسية ما أدى لقطع المياه عن العاصمة منذ اكثر من أسبوعين.
وتبادل طرفا النزاع الاتهامات بالمسؤولية عن قطع المياه، فيما شددت الأمم المتحدة على أن أعمال التخريب والحرمان من المياه تعد "جرائم حرب".
تركيا تحشد في منطقة الباب
وتسعى موسكو وأنقرة من خلال وقف النار الذي توصلتا إليه في سوريا، إلى تمهيد الطريق أمام محادثات سلام مرتقبة الشهر الحالي في عاصمة كازاخستان.
لكن المعارك في وادي بردى دفعت الفصائل إلى تجميد أي محادثات تحضيرية للقاء أستانا، منددة بـ"خروقات" للهدنة يرتكبها النظام.
وتتدخل موسكو وأنقرة عسكريا في سوريا، إذ بدأت تركيا عملية "درع الفرات" في آب/أغسطس ضد تنظيم داعش والمتمردين الأكراد على حد سواء.
وبعد استعادة بلدات عدة من التنظيم الإرهابي ، تركز القوات التركية وحلفاؤها السوريون على منطقة الباب، معقل الإرهابيين في محافظة حلب.
وقال المرصد السبت إن تركيا أرسلت تعزيزات عسكرية ضخمة إلى المنطقة في ما يبدو أنه استعداد لعملية عسكرية في الباب.
تقدم لقوات سوريا الديموقراطية
في الشمال، أحرزت قوات سوريا الديموقراطية، وهي تحالف عربي كردي تدعمه واشنطن، تقدما في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش في إطار عمليتها الرامية للدخول إلى معقل الإرهابيين في الرقة.
وأشار المرصد السوري إلى أن تلك القوات أصبحت على مسافة قريبة من سد الفرات في الريف الشمالي لمدينة الطبقة في غرب الرقة.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن قوات سوريا الديموقراطية تمكنت من "التقدم والسيطرة على آخر قرية تفصلها عن السد. لم يعد أمامها إلا أربعة كيلومترات من الأراضي الفارغة".
وسيطرت قوات سوريا الديموقراطية الجمعة على قلعة جعبر الأثرية التي تشرف على أكبر سجن يديره تنظيم داعش قرب سد الفرات.
ويقع سد الفرات على بعد 500 متر من مدينة الطبقة الاستراتيجية، التي تعد مركز ثقل أمنيا للتنظيم في سوريا ويقيم فيها أبرز قادته. كما يبعد نحو خمسين كيلومترا عن مدينة الرقة.
بدأت قوات سوريا الديموقراطية في 5 تشرين الثاني/نوفمبر حملة "غضب الفرات" لطرد تنظيم داعش من الرقة وتمكنت بدعم من التحالف الدولي من إحراز تقدم كبير في ريف الرقة الشمالي في المرحلة الأولى من الهجوم.
وأعلنت في العاشر من الشهر الماضي بدء "المرحلة الثانية" من هجومها الهادف إلى طرد الجهاديين من الريف الغربي للرقة و"عزل المدينة".
aXA6IDE4LjE4OC42My43MSA=
جزيرة ام اند امز