أيهما أكثر فتكا.. فيروس ماربورج أم إيبولا؟
رغم أنهما ينتميان لنفس العائلة الفيروسية فإن الوقائع التاريخية أثبتت أن أحدهما أعنف، فأيهما أكثر دموية وفتكا: ماربورج أم إيبولا؟
أعلنت غانا، مؤخرا، عن أول تفشٍ لمرض فيروس ماربورج في البلاد، بعد تلقي تقرير تأكيدي بالمرض من مختبر المركز المتعاون لمنظمة الصحة العالمية (WHO).
بينما أعلنت جمهورية الكونغو الديمقراطية، قبل أسبوعين، نهاية تفشي فيروس إيبولا الرابع عشر في البلاد بعد أقل من 3 أشهر، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
ورغم أن البشر يحاربون الفيروسات قبل وقت طويل، بداية من تطور جنسنا البشري وصولا إلى شكله الحديث، فإننا ما زلنا بعيدين عن هزيمة الفيروسات.
وقفزت عدة فيروسات من الحيوانات إلى البشر في العقود الأخيرة، ما تسبب في انتشار واسع النطاق وقتل الآلاف من الناس.
بالنسبة لبعض الأمراض الفيروسية، سمحت لنا اللقاحات والأدوية المضادة للفيروسات بمنع انتشار العدوى على نطاق واسع، وساعدت المرضى على التعافي، ونجحت في القضاء على مرض واحد وهو الجدري.
فيروس ماربورج VS فيروس إيبولا
بعد تزامن ظهور فيروسي ماربورج وإيبولا في القارة السمراء، تبادر إلى الأذهان سؤال عن أيهما أكثر دموية، مع العلم أنهما خرجا من نفس العائلة الفيروسية.
وفقا لموقع wionews، فإن عدد ضحايا فيروس الإيبولا المنتشر في أفريقيا تخطى ابن عمه ماربورج الذي عاد للظهور مؤخرا في القارة السمراء أيضا.
وجاءت الأرقام التي عرضها الموقع كالتالي..
- فيروس إيبولا
تم التعرف على الفيروس لأول مرة في عام 1976 في جمهورية الكونغو الديمقراطية ثم زائير، حيث تسبب الفيروس في سلسلة من الأوبئة في أفريقيا وأسفر عن مقتل نحو 15000 شخص.
وقتل أسوأ وباء لإيبولا في غرب أفريقيا بين عامي 2013 و2016 أكثر من 11300 فردا، وشهدت جمهورية الكونغو أكثر من اثني عشر تفشيًا، وهو الأكثر فتكًا بحياة 2280 شخصًا في عام 2020.
- فيروس ماربورج
تم تحديد فيروس ماربورج لأول مرة في عام 1967 في ألمانيا ويوغوسلافيا السابقة بعد إجراء بحث على القرود الخضراء الأفريقية المستوردة، وهو من نفس عائلة فيروس إيبولا.
ويؤدي ماربورج إلى وفاة واحد من كل اثنين من المصابين، وقتل أسوأ تفشٍ سابق للفيروس نحو 329 شخصًا في أنجولا عام 2005.
سلالة فيروسات إيبولا
تحدث موقع livescience عن فيروسات عائلة إيبولا الخطيرة، موضحا أن السلالة الفيروسية التي أدت إلى تفشي فيروس إيبولا 2014-2016 في غرب أفريقيا تقتل نحو 90% من الأشخاص الذين تصيبهم، مما يجعلها أكثر أفراد عائلة الإيبولا فتكًا.
وتحدث الموقع عن الفيروسين باستفاضة، مقدما بعض أهم المعلومات عن الإيبولا وماربورج.
- فيروس إيبولا
إيبولا فيروس خطير ينتشر من خلال ملامسة الدم أو سوائل الجسم الأخرى، أو الأنسجة من الأشخاص أو الحيوانات المصابة.
ووفقًا لـ Essential Human Virology (2016) هناك سلالة واحدة من الإيبولا تحمل اسم "إيبولا ريستون" لا تجعل الناس مرضى.
بينما قال إلكه مولبيرجر، خبير فيروسات الإيبولا وأستاذ مشارك في علم الأحياء الدقيقة في جامعة بوسطن لـ Live Science: "تتباين السلالات المعروفة من الإيبولا في حدتها بشكل كبير".
لكن بالنسبة لسلالة بونديبوجيو، فيصل معدل الوفيات بها إلى 50%، ويصل إلى 71% لسلالة السودان.
بدأ تفشي المرض في غرب أفريقيا في أوائل عام 2014 وهو أكبر انتشار للمرض والأكثر تعقيدًا حتى الآن، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
في ديسمبر/ كانون الأول 2020، تمت الموافقة على لقاح Ervebo من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، حيث يساعد هذا اللقاح في الدفاع ضد فيروس إيبولا، وأصبح هناك مخزون عالمي متاح اعتبارا من يناير/ كانون الثاني 2021.
- فيروس ماربورج
حدثت أول انتشار لفيروس ماربورج بين عمال المختبرات في ألمانيا في عام 1967 بعدما تعرضوا للقرود المصابة المستوردة من أوغندا.
تتشابه أعراض فيروس ماربورج مع إيبولا من حيث إن كلا الفيروسين يمكن أن يسبب حمى نزفية، ما يعني أن الأشخاص المصابين يصابون بحمى شديدة ونزيف في جميع أنحاء الجسم يمكن أن يؤدي إلى صدمة وفشل في الأعضاء والموت، وفقًا لمايو كلينك.
بلغ معدل إماتة الحالات في الانتشار الأول (1967) 24%، لكنه وصل إلى 83% في تفشي المرض خلال الفترة 1998-2000 في جمهورية الكونغو، و100% خلال تفشي المرض عام 2017 في أوغندا، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
تم تأكيد أول انتشار معروف لفيروس ماربورج في غرب أفريقيا في أغسطس/ آب 2021، وكانت الحالة لرجل من جنوب غرب غينيا أصيب بحمى وصداع وإرهاق وآلام في البطن ونزيف في اللثة.
استمر هذا التفشي لمدة ستة أسابيع، وبينما كان هناك 170 مخالطًا شديد الخطورة، تم تأكيد حالة واحدة فقط، وفقًا لرويترز.