حال الأسواق.. التضخم الأمريكي يربك وول ستريت وتراجع أسعار الذهب والنفط
أثارت بيانات التضخم الأمريكي حالة من القلق في الأسواق العالمية، بعد ارتفاع مفاجئ في أسعار المستهلكين بالولايات المتحدة في أغسطس/أب على أساس شهري.
وقالت وزارة العمل الأمريكية إن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع بنسبة 0.1% الشهر الماضي بعد أن ظل دون تغيير في يوليو/تموز. وتوقع اقتصاديون استطلعت رويترز آراءهم هبوطا بنسبة 0.1%.
وبعد بيانات التضخم تكبدت وول ستريت أكبر خسارة في عامين، وتراجعت الأسهم الأمريكية، وانخفضت أسعار الذهب وسط رهانات على رفع أسعار الفائدة، بينما هبطت أسعار النفط 2%.
خسائر وول ستريت
دفعت عمليات بيع مكثفة الأسهم الأمريكية إلى التراجع بشكل حاد الثلاثاء بعد صدور تقرير أظهر ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة بشكل غير متوقع في أغسطس/أب، فيما بدد الآمال في أن يخفف مجلس الاحتياطي الاتحادي وتيرة تشديد سياسته في المستقبل القريب.
وسجلت جميع مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية الثلاثة انخفاضا حادا، لتوقف سلسلة مكاسب استمرت 4 أيام، وتتكبد أكبر خسارة في يوم واحد في أكثر من عامين.
وأدى تزايد العزوف عن المخاطرة إلى دفع كل القطاعات الرئيسية إلى التراجع، وكانت أسهم شركات التكنولوجيا الحساسة لسعر الفائدة بقيادة أبل ومايكروسوفت وأمازون أكبر الخاسرين.
ووفقا لبيانات أولية، فقد انخفض المؤشر ستاندرد أند بورز 500 بواقع 177.72 نقطة أو بنسبة 4.32% ليغلق عند 3932.69 نقطة، بينما خسر ناسداك المجمع 631.41 نقطة، بنسبة 5.16%، ليهبط إلى 11635.01 نقطة. وتراجع المؤشر داو جونز الصناعي 1285.66 نقطة أو 3.97% إلى 31095.68 نقطة.
الذهب ورهان الفائدة
تراجعت أسعار الذهب بما يزيد على 1% مع صعود الدولار بعد ارتفاع غير متوقع لمؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة في أغسطس/أب، مما عزز الرهانات على إقدام مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) على رفع أسعار الفائدة.
ونزلت أسعار الذهب في المعاملات الفورية 1.2% إلى 1703.80 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 1745 بتوقيت جرينتش.
وانخفضت العقود الآجلة الأمريكية للذهب 1.3% عند التسوية إلى 1717.40 دولار.
وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي بشكل غير متوقع في أغسطس/أب إذ عوض انخفاض أسعار البنزين مكاسب في تكاليف الإيجار والغذاء.
وصعد مؤشر الدولار الأمريكي 1.3%، مما جعل الذهب أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين في الخارج.
خسائر النفط
تراجعت أسعار النفط 2% الثلاثاء، متخلية عن مكاسبها التي حققتها في وقت سابق، مع ارتفاع أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة، مما أعطى مبررا لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) لإقرار زيادة كبيرة أخرى في أسعار الفائدة الأسبوع المقبل.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت للتسليم في نوفمبر/تشرين الثاني 2.05 دولار، أو 2.2%، لتصل إلى 91.95 دولار للبرميل بحلول الساعة 1638 بتوقيت جرينتش. كما نزل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.73 دولار أو 2% إلى 86.05 دولار للبرميل.
ومن المقرر أن يجتمع مسؤولو المركزي الأمريكي يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين مع تجاوز التضخم هدف البنك البالغ 2%.
ويتم تسعير النفط بشكل عام بالدولار الأمريكي، لذا فإن ارتفاع الدولار يجعل السلعة أكثر تكلفة بالنسبة لحائزي العملات الأخرى.
كما أن إعادة فرض قيود كوفيد-19 في الصين، ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، أثر بدوره على أسعار النفط الخام.
وارتفع كلا الخامين بأكثر من 1.5 دولار في وقت سابق من الجلسة، في ظل مخاوف من شح الإمدادات.
الأسهم الأوروبية تتراجع
خسرت الأسهم الأوروبية 1.6% الثلاثاء، متراجعة من أعلى مستوياتها في أسبوعين والتي سجلتها في وقت سابق من الجلسة، إذ عززت بيانات التضخم الأمريكية الأعلى من المتوقع الرهانات على زيادة كبيرة أخرى في أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي).
وقاد الخسائر أسهم شركات التكنولوجيا الحساسة لسعر الفائدة إذ انخفضت 3.2%، في حين خسرت أسهم العقارات 3.9%. وكان قطاع المرافق هو الرابح الوحيد بين القطاعات الفرعية الرئيسية في أوروبا.
وأنهى المؤشر ستوكس 600 مكاسب 3 جلسات متتالية. كما انخفض المؤشر داكس الألماني 1.6%، متخليا عن المكاسب التي أوصلته إلى أعلى مستوياته في 4 أسابيع في وقت سابق من الثلاثاء.
وفقدت أسهم شركات التكنولوجيا ما يقرب من 30% حتى الآن هذا العام، لتكون من بين أكثر القطاعات انخفاضا في أوروبا بعد العقارات وتجارة التجزئة، حيث يستعد المستثمرون لرفع أسعار الفائدة وسط تصاعد التضخم بعد الجائحة.
aXA6IDE4LjExNi4yMy41OSA= جزيرة ام اند امز