الحرب النفسية.. كيف يتلاعب الروس والأمريكان بـ"الأعصاب" في أوكرانيا؟
ربما يدعو العالم لتجنب مواجهة غربية روسية على الأراضي الأوكرانية غير أن مؤشرات عن "حرب نفسية" يخوضها الطرفان ضد كل منهما.
فالولايات المتحدة لم تهدأ منذ أيام في استخدام "السلاح الإعلامي" و"حرب البيانات" التي لجأت لها برفقة عدد من الدول الغربية.
ولعل آخر تلك البيانات مطالبة كل من الرئيس الأمريكي جو بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتز، روسيا بخطوات عملية لخفض التصعيد مع أوكرانيا.
وأكد بايدن وشولتز، الأربعاء، أنه لم تتم حتى الآن ملاحظة انسحاب كبير للقوات الروسية من الحدود الأوكرانية.
ويعبّر الغربيون منذ أسابيع عن قلقهم من خطر حصول غزو روسي وشيك بعدما حشدت موسكو أكثر من 100 ألف جندي عند الحدود الأوكرانية وأجرت تدريبات عسكرية عدة، في وضع متفجر تسبّب بأسوأ أزمة بين الغرب وموسكو منذ انتهاء الحرب الباردة.
وبعد أسابيع من التصعيد أعلنت روسيا التي تنفي أي خطط للهجوم على أوكرانيا، الثلاثاء والأربعاء، سحب جزء من قواتها، إلا أن الغربيين يقولون إنه لم يروا ذلك على أرض الواقع.
بدوره، أكد مسؤول أمريكي في البيت الأبيض أن روسيا نشرت 7 آلاف جندي إضافي على حدودها مع أوكرانيا.
ونقلت رويترز عن مسؤول أمريكي آخر قوله: مزاعم روسيا "كاذبة" بشأن سحب قواتها من الحدود مع أوكرانيا وقد زادت من حشدها العسكري هناك.
وأضاف: "روسيا قد تختلق ذريعة زائفة لغزو أوكرانيا في أي لحظة".
كما غرد وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن مؤكدا أنه ناقش مع نظيرته الكندية ميلاني جولي مسألة التصدي لـ"العدوان الروسي" ضد أوكرانيا
الهدوء الروسي
في المقابل، لجأ المسؤولون الروس إلى المدرسة الهادئة والسخرية مما أسموه "البارانويا" الأمريكية الغربية.
ونصح نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة الزعماء الغربيين بزيارة أطباء مختصين بمرض "البارانويا" بسبب مخاوفهم المتعلقة باحتشاد مائة ألف جندي على حدود أوكرانيا.
وقال ديمتري بوليانسكي: "أعتقد أنهم بحاجة إلى استشارة طبيب جيد، أوصيهم بالقيام بذلك، ويكون الطبيب مختصا في حالات البارانويا"، نافيا أن يكون لدى روسيا أي نية لمهاجمة جارتها الجمهورية السوفيتية السابقة.
وعندما سئل عن حجم الانتشار الروسي الذي تقول موسكو إنه جزء من مناورات عسكرية مع حليفتها بيلاروسيا، أجاب "لا علم لي عن الأعداد، لأن هناك الكثير من التكهنات حول ذلك".
أما السفير الروسي لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيزوف فقد وجه اتهاما للغربيين بـ"الافتراء"، معلقا في حديثه لصحيفة فيلت الألمانية بسخرية: "نادرا ما تبدأ الحروب في أوروبا يوم الأربعاء".
ولجأ المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إلى لغة الاستخفاف بالخصم؛ حيث علق على سؤال حول طبيعة عمل الإدارة الرئاسية الروسية قائلا: إن الجميع ينامون بهدوء ويستأنفون العمل في الصباح كالمعتاد.
وتابع: "ما زالت الهستيريا الغربية بعيدة عن ذروتها.. نحن بحاجة إلى التحلي بالصبر، لأن العفو لن يأتي بسرعة".
aXA6IDMuMTcuMTU0LjE0NCA= جزيرة ام اند امز