ماذا تفعل بأموالك في عالم مليء بالمخاطر؟

الأسهم الرخيصة الآن، قد تكون فرصة للاستثمار، إنه موسم الشراء كما يقول كثير من المحللين في وول ستريت.
أصبح التحول من الاقتصاد الوبائي إلى الاقتصاد التالي محبطا ومربكا، مع تزايد حدة المخاطر العالمية بدءا من التضخم وليس انتهاء بالأزمة المصرفية.
وكانت الإخفاقات المفاجئة لبنك وادي السيليكون وبنك سيغنتشر في مارس/آذار مخيفة، ولكن بالنسبة للغالبية العظمى من المودعين في البنوك الأمريكية والأوروبية والعالمية، فإن الخطر قد تراجع لكنه ما زال حاضرا في أمريكا وأوروبا خاصة.
- بعد 50 عاماً من "صدمة نيكسون".. أمريكا تدرس إعادة ربط الدولار بالذهب
- الدولار يسيطر على 60% من احتياطيات البنوك المركزية.. هؤلاء يهددون عرش "الأخضر"
ربما النصيحة الأبرز اليوم للمودعين حول العالم، هو التأكد من أن القطاع المصرفي يملك نموذجا للتأمين على الودائع وضمانها، ففي الولايات المتحدة توجد المؤسسة الاتحادية للتأمين على الودائع، والتي تؤمن حتى 250 ألف دولار.
لكن في الدول العربية المستوردة للنفط، فإن هناك قطاعات مصرفية لا تملك هذه المؤسسة أو هذا النموذج لضمان الودائع، لكنه موجود في دول مثل الأردن وفلسطين وتونس على سبيل المثال.
● هل أستثمر بالسندات؟
تتمتع السندات بسمعة طيبة في الأمان، لكن السندات أصبحت متقلبة بشكل مفاجئ في عام 2022، وهنا لا يدور الحديث عن السندات الأمريكية، بل أيضا ما يشبهها، مثل شهادات الادخار في مصر.
أصبحت هذه الشهادات أداة استثمار سريعة العائدة بنسبة تتجاوز 18%، وهو عائد جيد لمن يملك الأموال الفائضة عن حاجته، فبدلا من إيداعها في البنك يمكن استثمارها في بعض أنماط أدوات الدين.
● هل الأسهم رخيصة؟
على الرغم من الارتفاع قليلاً هذا العام، فقدت البورصات العالمية زخمها الذي بدأت به العام الجاري، بقيادة الولايات المتحدة، إذ فقد مؤشر S&P 500 ما يقرب من 13% منذ بداية عام 2022.
لكن الأسهم الرخيصة الآن، قد تكون فرصة للاستثمار، إنه موسم الشراء كما يقول كثير من المحللين في وول ستريت، فكل سهم أقل من قيمته السوقية بمتوسط 20% عن متوسط آخر 3 سنوات، هو هدف للشراء.
● أموالي والركود؟
من المؤكد أن الثرثرة أصبحت أعلى منذ أن وقعت تلك البنوك في المشاكل على الرغم من أن انهيارها لم يتسبب في انتشار عدوى مالية أوسع لكن المخاوف حاضرة، إلا أن الضغط الذي وقعوا فيه كان علامة على أن سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأكثر تشددا بدأت تؤتي ثمارها في الاقتصاد الحقيقي.
زاد بنك غولدمان ساكس مؤخرًا تقديراته لاحتمالات حدوث ركود في الولايات المتحدة في الـ12 شهرا القادمة إلى 35%، ارتفاعًا من 25%، وفي الوقت نفسه فإن متوسط تقدير الاقتصاديين الذين شملهم استطلاع بلومبرغ نيوز هو 65%.
بالنسبة لبقية اقتصادات العالم، فالركود بعيد عنها حتى اليوم، والأكثر بعدا هي اقتصادات آسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فعلى الرغم من تحديات التضخم إلا أن الاقتصادات يتوقع أن تسجل نموا يفوق 3% في 2023، بحسب البنك الدولي.
● هل أملك أموالاً للطوارئ؟
في المنطقة العربية، فإن الأموال المخصصة للطوارئ هي نفسها تحويشة العمر، والتي تآكلت إما بسبب التضخم المستعر، وإما بسبب تراجع أسعار الصرف في دول مثل لبنان وسوريا واليمن والسودان ومصر.
القاعدة الأساسية بين المخططين الماليين هي ادخار ما يعادل ثلاثة إلى ستة أشهر من نفقات المعيشة نقدا أو بأداة تشبه النقد، مثل حساب التوفير عالي العائد أو شهادة الإيداع.
يوصي بعض المستشارين الماليين الآن بتوفير المزيد من المال، لكنه أمر صعب التحقق في الاقتصادات النامية، التي ما زالت تعاني من التضخم والفقر وتآكل المدخرات المالية بسبب فروقات أسعار الصرف وقوة الدولار.