قبيلة تقاضي الجيش الأمريكي بسبب رفات طفلين.. ما القصة؟
رغم مرور أكثر من 100 عام على وفاتهما، رفعت قبيلة أمريكية من السكان الأصليين دعوى قضائية ضد الجيش لاستعادة رفات اثنين من أطفالها.
تلك القبيلة تدعى وينيباغو من السكان الأصليين في نبراسكا، والتي رفعت دعوى قضائية فيدرالية ضد الجيش الأمريكي؛ للمطالبة باستعادة رفات طفلين من أبنائها، كانا قد توفيا في مدرسة كارلايل الصناعية الهندية «سيئة السمعة»، بحسب موقع «أكسيوس» الأمريكي.
ووفقا للدعوى المرفوعة في المحكمة الجزئية الأمريكية للمنطقة الشرقية من فرجينيا، فإن الجيش الأمريكي رفض في وقت سابق تنفيذ القانون الفيدرالي وإعطاء القبيلة رفات الطفلين صموئيل جيلبرت وإدوارد هينسلي.
وتقول الدعوى القضائية إن غيلبرت توفي بعد 47 يومًا فقط من وصوله عام 1895 إلى المدرسة فيما توفي هينسلي بعد أربع سنوات.
وذكر «أكسيوس» أن قبيلة وينيباغو في نبراسكا قدمت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي خطابا إلى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تضمن طلب إعادة إلى الوطن.
لكن الطلب رُفض، فيما لا يزال رفات الصبيين في مقبرة كارلايل التي تضم رفات أطفال السكان الأصليين والتي تقول القبيلة إنه يجري التعامل معها على أنها «منطقة جذب سياحي».
وتؤكد القبيلة في الدعوى القضائية أنها لم توافق على دفن الأطفال في مقبرة كارلايل، وكذلك لم توافق عائلاتهم، وتصر على أن الجيش الأمريكي يرفض اتباع قانون حماية مقابر الأمريكيين الأصليين وإعادتهم إلى الوطن لعام 1990 والذي يسمح بإعادة الرفات البشرية إلى القبائل، بناءً على طلبهم ويسعى إلى وقف الاستغلال.
وبحسب معتقدات «وينيباغو» التقليدية، ستبقى أرواح صموئيل وإدوارد مفقودة لحين إعادتهما إلى الوطن ودفنهما وفقًا لعادات القبيلة.
والطفلان جيلبرت وهينسلي كانا من بين أكثر من 180 طفلاً ماتوا في مدرسة كارلايل الواقعة في بنسلفانيا والتي كانت تديرها الحكومة الفيدرالية وأُجبر أطفال الأمريكيين من السكان الأصليين على الالتحاق بها.
وكانت المدارس الداخلية جزءًا من خطة لإجبار أطفال السكان الأصليين على الاندماج من خلال منعهم من استخدام لغاتهم وأسمائهم الأصلية.
ووفقا لتقرير لوزارة الداخلية الأمريكية لعام 2022، فإن الأطفال في 408 مدارس داخلية هندية اتحادية تعرضوا للاعتداء الجنسي والجسدي والعمل اليدوي وسوء التغذية بين عامي 1819 و1969 كجزء من الحملة الأمريكية؛ لإجبارهم على الاندماج، وتظهر الأبحاث الأولية أن المئات من أطفال السكان الأصليين ماتوا في جميع أنحاء البلاد.
وفي عام 2021، جرت إعادة رفات تسعة أطفال من السكان الأصليين الذين لقوا حتفهم في مدرسة كارلايل إلى أراضي قبيلة روزبود سيوكس في داكوتا الجنوبية.
وفي بيان لها، قالت بيث رايت محامية صندوق حقوق الأمريكيين الأصليين: «من خلال إعادة أولادها إلى الوطن، تسعى قبيلة وينيباغو إلى الشفاء من واحدة من أعظم الصدمات التاريخية التي عانت منها، هي وكل قبيلة أخرى تقريبًا».
من جانبه، قال جريج ويركهايزر، المحامي في شركة التراث الثقافي بارتنرز: «كان الجيش في كارلايل يتحدى الكونغرس ويسيء معاملة القبائل الأصلية وتكشف وينيباغو الآن عن هذا السلوك السيئ».
في المقابل، قال المتحدث باسم الجيش برايس إس دوبي إن الجيش لا يعلق على الدعاوى القضائية المعلقة.
aXA6IDE4LjIyMC4yMDAuMzMg جزيرة ام اند امز