مجتمع
«الكرامة فوق كل اعتبار».. اليوم العالمي للإيدز لعام 2016
العالم يحتفل باليوم العالمي للإيدز هذا العام تحت شعار "الكلاامة فوق كل اعتبار".. ما أوضاع مرضى الإيدز اليوم؟
«الكرامة فوق كل اعتبار»؛ هذا هو الشعار الذي اختاره إقليم شرق المتوسط لليوم العالمي للإيدز لهذا العام، والذي يُحتَفل به في الأول من كانون الأول/ديسمبر كل عام.وتهيب الحملة التي أُطلِقت هذا العام في إقليم شرق المتوسط بجميع الأطراف صاحبة المصلحة أن تعمل جنباً إلى جنب وأن تتعاون لوضع حدٍّ للوصم والتمييز ضد المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية في مواقع الرعاية الصحية.
وتهدف الحملة إلى حشد التزام سياسي رفيع المستوى، والدعوة إلى اتخاذ تدابير فاعلة من أجل القضاء على الوصم والتمييز ضد المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية في مواقع الرعاية الصحية؛ وهي المواقع التي يحق لهم فيها الحصول على الرعاية المناسبة والعلاج الجيد.
وفي رسالته بمناسبة اليوم العالمي للإيدز، قال الدكتور علاء الدين العلوان، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط: «إنه لمن غير المقبول، بعد مرور أكثر من 35 سنة منذ ظهور هذا الوباء، أن يظل الوصم والتمييز ضد المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية متفشيين في أوساط العاملين في مجال الرعاية الصحية من جميع التخصصات». وأضاف أن «الوصم والتمييز في مواقع الرعاية الصحية يُعيقان بشكل خطير قدرتنا على وضع حدٍّ لوباء الإيدز». واستطرد قائلاً «غالباً ما يتحمل المتعايشون مع فيروس نقص المناعة البشرية الرفض والحرمان من الحصول على الرعاية الصحية بحالاتهم الصحية العامة التي ترتبط أو لا ترتبط بإصابتهم بهذا الفيروس، وهو ما يتنافى والأخلاق الطبية، لافتاً الانتباه إلى أن هذه الخبرات السلبية تردع من يحتاجون إلى الرعاية عن التماس الحصول عليها، الأمر الذي يؤدي إلى تدهور حالتهم الصحية في نهاية المطاف».
وعلى الصعيد العالمي، يحصل في الوقت الحالي 15 مليون شخص على علاج مُنقِذ للحياة من فيروس الإيدز. وانخفضت منذ عام 2000 حالات العدوى الجديدة بالفيروس بنسبة 35%، كما تراجعت الوفيات المرتبطة بالإيدز بواقع 42% بعد أن بلغت أعلى معدلاتها في 2004. ومع ذلك، وبنهاية عام 2015 لم يكن يدرك سوى أقل من 20% من المتعايشين مع الفيروس في إقليم شرق المتوسط أنهم مصابون به، ولم يحصل منهم على العلاج سوى 14%.
وبينما يشرع العالم في تنفيذ استراتيجية «المسار السريع للقضاء على الإيدز»، فإن القضاء على وباء الإيدز في إطار أهداف التنمية المستدامة سوف يتطلب القيام بمزيد من الاستثمارات، وتعزيز الالتزام والابتكار.
ويزداد الوضع سوءاً في ظل غياب السياسات واللوائح التي تحمي حقوق المتعايشين مع الفيروس، وتوفر التوجيهات وأفضل الممارسات المتبعة في مرافق الرعاية الصحية. وقد وضع المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط سياسة عامة لحماية المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية في الإقليم من الوصم والتمييز، لتكون هذه السياسة نموذجاً للاسترشاد به في تحقيق هذا الهدف. وتبين السياسة العامة أشكال التمييز التي يتعرض لها الأفراد في مواقع الرعاية الصحية. ومن أشكال التمييز الحرمان من الحصول على الخدمات، وعدم تقديم المشورة وإجراء الاختبارات، والعزل والإقصاء في عنابر أو غرف خاصة، والكشف عن إصابة مريض ما بالفيروس دون الحصول على موافقته، والإساءة اللفظية، وعدم الاحترام، واتخاذ تدابير إضافية لا مبرر لها لمكافحة العدوى يُفهَم منها أن شخصاً ما مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية.
كما تذكر السياسة الأسباب وراء الوصم والتمييز في مواقع الرعاية الصحية، والتي تتضمن عدم المعرفة بطرق انتقال الفيروس، والمخاوف بشأن عدم الشفاء من المرض، وتبنِّي مواقف تشي بإصدار الأحكام حيال الممارسات السلوكية للمتعايشين مع الفيروس.
وتبين السياسة بجلاء حق المتعايشين مع الفيروس في الحصول على الرعاية الصحية، وتؤكد على الواجبات الأخلاقية المنوطة بمُقدِّمي الرعاية الصحية في مواقع الرعاية الصحية وخارجها على حد سواء لتقديم رعاية صحية مناسبة وعادلة.
وقد ألهمت السياسة العامة الإجراءات التي ستتخذها البلدان في هذا الصدد. فمن خلال العمل الوثيق مع البرامج الوطنية لمكافحة الإيدز بالدول الأعضاء، سوف تدين 14 بلداً الوصم والتمييز ضد المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية في مواقع الرعاية الصحية، وستعلن عن سياسات وطنية لحمايتهم من هذه الانتهاكات للأخلاق الطبية.
وبمناسبة اليوم العالمي للإيدز، يدعو المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والمجموعات المعنية بحقوق المرضى إلى المشاركة بهمة ونشاط في وضع حدٍّ للوصم والتمييز في مواقع الرعاية الصحية، وتقديم الكرامة فوق كل اعتبار.