اليوم العالمي لشلل الأطفال.. جهود إماراتية للقضاء على المرض حول العالم
في 24 أكتوبر/تشرين الأول من كل عام يحيي العالم اليوم العالمي لشلل الأطفال، وتحتل دولة الإمارات صدارة الجهود للقضاء على المرض حول العالم.
ودائما ما تؤكد دولة الإمارات العربية المتحدة التزامها بالتعاون مع المنظمات الصحية العالمية الرئيسية، للقضاء على شلل الأطفال بالعالم.
وتساهم دولة الإمارات بالتعاون مع شركائها في الجهود الدولية للقضاء على هذا المرض، مستفيدة من مواردها وخبراتها المميزة ميدانيا في باكستان، من خلال "حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال".
ينطلق حرص دولة الإمارات على القضاء على الأمراض من الأسس المتينة التي وضعها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الوالد المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة.
منذ عام 2011، خصص الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، أكثر من 376 مليون دولار لدعم الجهود العالمية للقضاء على شلل الأطفال. ويأتي هذا انطلاقاً من الالتزام الشخصي له بالقضاء على الأمراض التي يمكن الوقاية منها والتي تؤثر على أفقر المجتمعات وأكثرها ضعفاً في العالم، ومساعدة ملايين الأطفال والبالغين على عيش حياة صحية وكريمة.
وتسببت الرياح الموسمية -التي حطمت سرعتها الرقم القياسي في يونيو 2022- في باكستان بحدوث أزمة إنسانية حرجة، وأدت الأمطار الغزيرة التي استمرت في الهطول لعدة أشهر إلى إغراق ثلث البلاد بالمياه، ودمرت العديد من المنازل والمزارع والبنية التحتية الحيوية.
وفي ظل هذه الظروف تواصل "حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال" مواجهة العديد من التحديات لتتمكن من الوصول إلى الأطفال الباكستانيين الذين تركوا بلا مأوى، وأقرانهم من الأطفال الأفغان اللاجئين، ويواصل أبطال الخطوط الأمامية الذين يعملون في المناطق المتضررة من الفيضانات، جهود التطعيم بلا كلل أو ملل، كما يقومون بدعم بناء مخيمات صحية لتوفير الخدمات السريرية الأساسية، ومراقبة تفشي الأمراض، ومعالجة الأمراض المنقولة بالمياه وبواسطة النواقل، وتوزيع أقراص تنقية المياه، وتحديد الاحتياجات الغذائية للسكان النازحين.
يأتي كل ذلك في أعقاب التأثيرات المدمرة التي تركتها جائحة "كوفيد-19" والتي أدت إلى وقف حملات التطعيم حول العالم، حيث تم استئناف "حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال" بنجاح في شهر يوليو/تموز 2020، وقدمت أكثر من 127 مليون لقاح بفترة الجائحة.
تاريخ الإمارات مع جهود مكافحة شلل الأطفال
- في عام 2019، استضاف الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، لحظة إعلان الشراكة العالمية في منتدى بلوج الميل الأخير، والتي شهدت تعهدات بتقديم أكثر من 2.6 مليار دولار، لدعم تنفيذ استراتيجية المرحلة الأخيرة لاستئصال شلل الأطفال والتي تمتد من 2019 إلى 2023.
- في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، تم إطلاق المعهد العالمي للقضاء على الأمراض (جلايد)، ومقره أبوظبي، والذي يسعى إلى زيادة الوعي المجتمعي، والنهوض باستراتيجيات القضاء على الأمراض، واتخاذ إجراءات مستدامة وحلول طويلة الأجل، وسيركز في البداية على شلل الأطفال وغيره من الأمراض التي يمكن الوقاية منها.
- في يوليو/تموز 2021، أعلنت دولة الإمارات عن تقديم مبلغ إضافي قدره 9.5 مليون دولار أمريكي لدعم مبادرة استئصال شلل الأطفال في باكستان، لتغطية نقص التمويل، كما قدمت الدولة معدات إضافية لتوفير الحماية الشخصية للعاملين في الخطوط الأمامية الشخصية من فيروس كوفيد-19، بقيمة 376 ألف دولار.
قدم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الدعم والتقدير للعاملين الصحيين في الخطوط الأمامية ضد مرض شلل الأطفال، وشملت المبادرات التي حظيت بدعمه إطلاق الجوائز للاحتفاء بإنجازاتهم، مثل جائزة أبطال استئصال مرض شلل الأطفال "HOPE"، وجائزة محمد بن زايد للصحة العالمية "ريتش".
حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال
- تسخر دولة الإمارات مواردها وخبراتها المميزة ميدانيا في باكستان منذ عام 2014، في تنفيذ "حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال"، حيث تمكنت من إيصال اللقاح والمساعدات إلى مناطق نائية كان يتعذر الوصول إليها سابقا.
- "حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال" هي جزء من البرنامج الإماراتي لمساعدة باكستان، والذي انطلق بتوجيهات كريمة من المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان لتقديم المساعدة الإنسانية للشعب الباكستاني، ودعم المبادرات التنموية لبناء غدٍ أفضل.
- تغطي هذه الحملة 84 منطقة في باكستان، ويعمل فيها 103 آلاف عامل، منهم أطباء ومشرفون وإخصائيو تطعيم، وأكثر من 62 ألفا من أفراد الأمن، فضلا عن تدريب ودعم أكثر من 500 ألف عامل.
- قدمت الحملة منذ انطلاقها قبل 8 سنوات أكثر من 647 مليون لقاح ضد شلل الأطفال، ووصلت إلى أكثر من 119 مليون طفل.
- تسببت جائحة كوفيد-19 في توقف حملات التطعيم حول العالم، لكن حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال تجاوزت التحديات المستجدة، وكانت أول برنامج في العالم يستأنف عمليات التطعيم، وتمكنت الحملة خلال الجائحة، من يوليو/تموز 2020 إلى سبتمبر/أيلول 2021، من توزيع أكثر من 127 مليون لقاح.
- خصصت الحملة فرق تطعيم خاصة لتوفير اللقاحات لأكثر من 597 ألف طفل لاجئ أفغاني، ينتشرون في 22 مخيما للاجئين.
- تمكنت الحملة من الوصول إلى نحو 17 مليون طفل في باكستان خلال هذا العام فقط.
- يلعب العاملون الصحيون من أبطال الخطوط الأمامية دوراً محورياً في مراقبة الأمراض والتوعية المجتمعية.
رسائل رئيسية
- باكستان وأفغانستان هما البلدان الوحيدان في العالم، اللذان يوجد بهما مرض شلل الأطفال البري، وتعد عودة ظهور مرض شلل الأطفال مؤخرا في بلدان أخرى مجرد حالات لفيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاح (cVDPV)، ويتوفر لقاح أكثر أماناً تم إصداره في عام 2021 للسيطرة على تفشي المرض.
- يبرز وجود خطر حقيقي لعودة هذا المرض بإصابات كبيرة إذا لم نتوخى اليقظة والحذر، وذلك رغم تراجع عدد حالات الإصابة بشلل الأطفال في العالم بنسبة 99% منذ عام 1988، وشهدت باكستان زيادة طفيفة مع تسجيل 20 حالة إصابة جديدة في 2022، وذلك بعد انخفاض تاريخي بلغ حالة واحدة عام 2021، و84 حالة عام 2020 و147 حالة في 2019.
- جميع الدول معرضة لخطر وصول فيروس شلل الأطفال إليها من الخارج، إلى أن يتوقف انتشاره.
- تساعد حملة التطعيم ضد شلل الأطفال، في إثراء وتعزيز الجهود الجارية للقضاء على المزيد من الأمراض في المستقبل.
- تجري الجهود الدولية للقضاء على هذا المرض بقيادة المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال (GPEI)، وهي عبارة عن شراكة بين القطاعين العام والخاص، بقيادة حكومات محلية و5 شركاء أساسيين، هي منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الروتاري الدولية، والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، ومؤسسة بيل وميليندا جيتس.
- أطلقت المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال آخر تعهداتها في 18 أكتوبر 2022 خلال قمة الصحة العالمية في برلين، حيث تعهد قادة العالم بتخصيص 2.6 مليار دولار، لدعم تنفيذ استراتيجية المبادرة للأعوام 2022- 2026، وسيدعم هذا التمويل الجهود العالمية للتغلب على العقبات الأخيرة أمام القضاء على شلل الأطفال، وتطعيم 370 مليون طفل سنوياً على مدى السنوات الخمس المقبلة ومواصلة مراقبة الأمراض في 50 دولة.
تحديات أساسية
- تفرض المخاوف المتعلقة بسلامة العاملين الصحيين وجود عامل أمن واحد لكل اثنين من العاملين الصحيين، ورغم إدراك هؤلاء العاملين الصحيين حجم التهديدات المحتملة، إلا أن تفانيهم في عملهم يشكل عاملاً رئيسياً في نجاح حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال.
- أثرت الفيضانات على نحو 10 آلاف عضو في فرق التطعيم منذ يونيو 2022، مما ترك ملايين الأطفال عرضة للخطر، ومع ذلك، فإن التأثير الكامل للفيضانات المدمرة على الحملة لن يتضح سوى في الأشهر المقبلة.
- قد يكون من الصعب تتبع العائلات التي ليس لها عنوان رسمي، وكذلك المجتمعات البدوية التي لا يوجد لها مكان إقامة ثابت، ويتم استخدام برامج كمبيوتر جديدة لتجميع قاعدة بيانات أكثر دقة، مما يسمح بتحديد المناطق التي تضم أطفالاً غير محصنين ضد المرض والوصول إليها.
- انخفضت معدلات رفض اللقاحات بشكل كبير، حيث تعمل الحملات بشكل وثيق مع الزعماء الدينيين والقبليين والمسؤولين في تلك المجتمعات. ومع ذلك، لا تزال المعلومات الخاطئة عن اللقاح تشكل مصدر قلق دائم للسكان. وقد استثمرت حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال في إطلاق حملات توعية اجتماعية باللغات المحلية لتشجيع الأهالي على تطعيم أطفالهم.
- تعمل الحملة على الوصول إلى المناطق المحافظة في باكستان، والتي يقتصر تواصل النساء فيها على الذكور داخل أسرهن، عبر فرق تطعيم مؤلفة بالكامل من النساء. ويتم تدريب هذه الفرق النسائية على استخدام طرق تواصل إيجابية ومقنعة مع الأمهات لتعزيز ثقتهم باللقاحات.
aXA6IDMuMTQyLjEzMC4yNDIg جزيرة ام اند امز