النازحون يفرون من قذائف الحوثي إلى "مآسي المخيمات" (صور)
تتوقف أحلام النازحين اليمنيين في العام الجديد 2022، عند حدود الحصول على وسائل الدفء وحصص غذائية منتظمة.
وأظهرت جولة ميدانية لـ"العين الإخبارية" في مخيمات النازحين في مناطق الساحل الغربي لليمن، مدى البؤس الذي يبدو عليه النازحون، إذ يعيشون في خيم متهالكة تمّ تبطينها بأقمشة ممزقة، لا تحميهم من الطقس السيئ، في ظل شكاوى النازحين من قلة الحصول على مواد غذائية كافية لأسرهم.
يقول النازح عبدالله الهتيل لـ"العين الإخبارية" إن أسرته المكونة من خمسة أفراد لا تتمنى في العام الجديد، سوى الحصول على وسائل الدفء من "أغطية وبطانيات" وأن الوضع المادي الذي يعانيه، لا يتيح له شرائها بنفسه.
ويرى أن المنظمات الإنسانية لم تحقق للنازحين أحلامهم في الاستجابة إلى احتياجاتهم الضرورية في مثل هذه الأوقات من السنة، حيث تشتد برودة الجو داخل تلك المخيمات المصنوعة من البلاستيك، فيما يشتد الطلب على الوجبات الغذائية ذات السعرات الحرارية، لمواجهة تلك الأجواء الباردة.
بؤس وفقر
في المخيمات المنتشرة على طول مناطق الساحل الغربي لليمن، عمدت عائلات عدة إلى فرش الأرض بقطع الكرتون، فيما ظهر أثاث نازحين في مخيمات أخرى في حالة بالية.
يشكو النازحين من أن استجابة المنظمات الإنسانية، لا تلبي احتياجاتهم إلا في حالات نادرة، وهو ما يجعلهم دوماً يتطلعون للحصول على وسائل الدفء والطعام.
ويقول ناجي الدرموش لـ"العين الإخبارية" إن سكان المخيمات يعيشون أوضاعاً عصيبة للغاية، إذ لا تتوفر حصص الغذاء بشكل منتظم، ويسكنون في خيم متهالكة عفا عليها الزمن، أن ما نتمناه، هو العيش بكرامة في العام الجديد.
ويقول رب أسرة نازحة يدعى سعد الحيسي إنه لا يتمنى شيئاً من العام الجديد، سوى تحقيق أمنيته في الحصول على وجبات غذائية منتظمة، ووسائل إيواء تبعد عن أطفاله مساوئ الإصابة بالأمراض الناجمة عن البرد.
منظمات لا تقدم الكثير
في مخيم "زخيم" للنازحين في مديرية حيس الواقعة جنوب الحديدة اليمنية يقول أحد النازحين في تسجيل مرئي وصل إلى "العين الإخبارية" إن المنظمات الإنسانية لم تزر المخيم منذ شهرين لتقييم الوضع الإنساني فيه.
"لم يحصل أن زارته أي من المنظمات الإنسانية"، يضيف الرجل قائلاً إن ساكني المخيم وجميعهم فروا من المناطق، التي أخلتها القوات المشتركة جنوب الحديدة، في نوفمبر الماضي، لم يحصلوا على أي مساعدات تذكر.
ويرى أن "العام الجديد يفترض أن يكون مليئاً بتطلعات النازحين بالعودة إلى منازلهم، لكن أمنياتهم تبقى عند حدود الحصول على ما يستر أحوالهم".
ويقول صادق يجاش، رئيس اللجنة المجتمعية في المجلس المحلي في حيس، لـ"العين الإخبارية" إنه شاهد نازحين ينامون على أرضية المخيم المتربة، بدون فرش أو بطانيات، لكنه عاد وأكد أن الوحدة التنفيذية للنازحين في الحديدة، وهي الجهة المعنية بأوضاع النازحين، قدمت وعودا بتوفير وسائل المأوى خلال الساعات القادمة.
ويأوي مخيم "زخيم" نحو 30 أسرة، فيما يصل عدد الأسر النازحة في مديرية حيس إلى 4 آلاف أسرة،
ارتفاع حجم الاحتياجات
وارتفعت حجم احتياجات النازحين في مناطق الساحل الغربي، مع موجات النزوح الجديدة خلال الشهرين الأخيرين من العام الماضي، إذ تبيت العديد من الأسر تحت ظلال الأشجار وبطون الأودية، في ظروف غاية في الصعوبة.
وأدى عدم الاستقرار الناجم عن هجمات مليشيات الحوثي بالقذائف على أحياء سكنية في مديرية مقبنة الواقعة غرب محافظة تعز ومديريتي الجراحي وجبل رأس، بمحافظة الحديدة إلى نزوح 1500 أسرة خلال شهري نوفمبر وديسمبر الماضيين.
وبحسب تقديرات عاملين في المجال الإنساني، فإن عدد النازحين وصل خلال نوفمبر وديسمبر إلى أكثر من 14 ألف شخص، من المناطق التي أخلتها القوات المشتركة.
وأمام التدفقات غير المتوقعة عجزت المنظمات الإنسانية التي تقول إنها تفتقر إلى التمويلات المالية في الحالات الطارئة، في توفير احتياجاتهم.
وفي مقابل تلك الاتهامات، يقول محمد المساوى، مدير الوحدة التنفيذية في مخيمات النزوح في المخا الواقعة غرب اليمن، لـ"العين الإخبارية"، إن تحقيق أمنيات النازحين فيما يتعلق بالاحتياجات المنزلية من البطانيات والفرش وأدوات الطبخ ستبدأ قريبا، لكنه لم يشر إلى تاريخ محدد يمكن البناء عليه.
المسؤول اليمني أقر أن الهجمات الحوثية على السكان في مناطق جنوب الحديدة الواقعة غرب اليمن، ومناطق غرب محافظة تعز، أدت إلى خلق فوضى نزوح كبيرة، ما يفوق حجم التدخلات الإنسانية، لا سيما وأن موجات النزوح التي شهدتها مديريات الساحل الغربي لليمن خلال شهري نوفمبر وديسمبر من العام الماضي، كانت أكبر من المتوقع.
وأكد أن أكثر ما يقلق الوحدة التنفيذية للنازحين هو استمرار احتياجاتهم في ظل صعوبة تلبيتها من قبل المنظمات الإنسانية المانحة، جراء نقص التمويل.
aXA6IDE4LjIyMS41OS4xMjEg جزيرة ام اند امز