ختام مشاورات الرياض.. مخرجات في خارطة إنقاذ اليمن
حزمة من النتائج الهامة تنبثق عن المشاورات اليمنية بالرياض وترسم خارطة طريق للمستقبل والانتقال من حالة الحرب والتفكك إلى السلام.
وتضمن البيان الختامي -الذي تلاه رئيس مجلس الوزراء اليمني معين عبدالملك وتابعته "العين الإخبارية"- جملة من المخرجات والتوصيات أهمها تشكيل مجلس رئاسي وهيئة استشارية موسّعة، واستمرار الشراكة بين اليمن ومجلس التعاون الخليجي.
وعلى مدى 10 أيام، انخرطت 6 فرق يمنية ضمن مشاورات الرياض في مناقشة الوضع الراهن والتحديات وطرح الحلول وآليات التنفيذ في محاور ستة، تشمل السياسة والاقتصاد والأمن ومكافحة الإرهاب، علاوة على المحاور الاجتماعية والإعلامية.
وانعقدت المشاورات بهدف رسم خارطة طريق لمستقبل اليمن، للانتقال من حالة الحرب إلى السلام والأمن في ربوعه والوفاق بين أبنائه ومحيطه العربي والخليجي، بما يمكنه من استعادة استقراره ويلبي تطلعات الشعب اليمني.
تعزيز مؤسسات الدولة
وفق البيان الختامي للمشاورات، أوصى المشاركون بتعزيز مؤسسات الدولة ووحدة الصف، وتمكينها من أداء واجباتها الدستورية على الأراضي اليمنية، ومواجهة تحديات المرحلة الآنية وتشكيل مجلس رئاسي وهيئة استشارية موسعة.
ورُحب بقرار الرئيس اليمني بشأن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي لإدارة الدولة سياسيا وأمنيا وعسكريا خلال الفترة الانتقالية واستكمال تنفيذ الفترة الانتقالية وتفويضه بكامل الصلاحيات، وكذلك الترحيب بالكيانات المساندة له ودعوة مجلس القيادة إلى البدء بالتفاوض مع مليشيات الحوثي تحت إشراف الأمم المتحدة للتوصل لحل نهائي وشامل.
ودعا البيان الختامي مجلسي النواب والشورى للانعقاد بصفة منتظمة حضوريا أو افتراضيا، لممارسة مهامهما الدستورية، كما أوصى بتعزيز استقلال القضاء والنيابة العامة.
ثاني التوصيات، أكدت على أولوية الحل السياسي، حيث أكد البيان على التخلي عن الخيار العسكري وحث "هيئة التشاور والمصالحة" إضافة إلى ما يرونه مناسبا بشكل غير رسمي على المصالحة والتشاور وتقريب وجهات النظر وتقليص نقاط الخلاف بين الأطراف اليمنية دون استثناء والجلوس على طاولة المفاوضات لمناقشة نقاط الخلاف والتخلي عن الحلول العسكرية، بدءا بتعزيز الهدنة الحالية والدخول في مشاورات سلام تحت رعاية الأمم المتحدة.
وأوصى المشاركون باستكمال تنفيذ اتفاق الرياض وتشكيل فريق لاستكمال تحقيق ذلك، كما تم الاتفاق على إدراج قضية شعب الجنوب في أجندة المفاوضات ووقف الحرب لوضع إطار تفاوضي للسلام الشامل.
مكافحة الإرهاب
رابع التوصيات أكدت على الحفاظ على الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب، حيث رحب المشاركون بتشكيل اللجنة الأمنية العسكرية المشتركة لتحقيق الأمن والاستقرار من خلال اعتماد سياسات من شأنها تهيئة الظروف لتحقيق تكامل القوات المسلحة في إطار سيادة القانون وإنهاء الانقسام وجميع النزاعات المسلحة.
كما أكدوا رفع التوصيات للجنة الأمنية العسكرية المشكلة والعمل على تنفيذها.
وفي المحور الاقتصادي والتنموي، وهو خامس المخرجات، أشار البيان إلى "التعافي والاستقرار الاقتصادي وحوكمة الموارد المالية للدولة وإدارة الموارد الطبيعية للبلاد وتعزيز استقلالية البنك المركزي".
وفيما رحب المشاركون في المشاورات بتشكيل الفريق الاقتصادي، أشادوا بتقديم 2 مليار دولار بالمناصفة بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات دعما للبنك المركزي اليمني، وكذلك تقديم مليار درلار أخرى من المملكة، منها 600 مليون دولار لدعم المشتقات النفطية و400 مليون دولار مشاريع تنموية و300 مليون دولار لدعم خطة الاستجابة الإنسانية.
ونصت المخرجات في بنديها السادس والسابع على تطوير آليات المساءلة والشفافية ومكافحة الفساد ومعالجة الآثار الاجتماعية للحرب، حيث أكدت ضرورة تسريع فتح المعابر بين المدن والمحافظات ومعالجة آثار الحرب على الصحة والتعليم وإعادة تأهيل البنية التحتية وشبكات الحماية والأمان الاجتماعية والمصالحة الوطنية وجبر الضرر من أجل وحدة الصف الوطني.
شراكة تاريخية مع مجلس التعاون الخليجي
أما المخرجات الثامنة فتمحورت حول الشراكة بين اليمن ومجلس التعاون الخليجي الذي يشكل الامتداد الطبيعي والعمق الاستراتيجي للبلاد.
ونص البيان على أن مجلس التعاون الخليجي كان شريك اليمن الاستثماري والتجاري قبل انقلاب مليشيات الحوثي، والشريك السياسي والأمني، ما يعني أن مستقبل اليمن أيضا مرتبط بمستقبل مجلس التعاون.
وأوصى المشاركون بالاستفادة من القرارات التي تم اتخاذها في إطار مجلس التعاون بما في ذلك اتفاق صنعاء وتوصيات اللجنة اليمنية الخليجية المشتركة التي تعمل منذ 2006.
كما أكد المحافظة على موقف متصالح مع المجتمع الدولي واستمرار المشاورات بالتنسيق مع مجلس التعاون.
وبعثت المشاورات اليمنية في الرياض أملا جديدا نحو إرساء سفن السلام في هذا البلد المنكوي بانقلاب الحوثي، بدءا من إعلان هدنة إنسانية برعاية الأمم المتحدة وحتى تشكيل مجلس قيادة رئاسي.
وفتحت المشاورات التي انطلقت الأربعاء الماضي، نافذة أمل في جدار حرب حوثية دخلت عامها الثامن، لتمنح فرقاء اليمن وقواها فرصة إذابة جليد خلافاتهم وتصويب مسار المعركة المقبلة للسلم أو للحرب في حال استمر الانقلابيون برفض مساعي السلام.
aXA6IDMuMTM1LjIwNi4yNSA=
جزيرة ام اند امز