حرض اليمنية.. خارطة مشتعلة في "المدينة التي لا تنام"
في الطريق إلى مدينة حرض شمال غربي اليمن لا شيء يوحي بالحياة، فالمكان يبدو وكأنه يجنح لصمت جنائزي لا يقطعه سوى هزيز الرياح وأزيز السلاح.
حرض؛ المدينة الحدودية مع السعودية، كانت تعتبر من أكثر مدن اليمن نشاطا وحيوية كونها تتربع على أهم منفذ مع المملكة.
لكن حرض التي كانت تُسمى "المدينة التي لا تنام" انقطعت علاقتها مع الحياة، بعد الحرب التي أشعلها الحوثيون.
فبين عشية وضحاها، عام 2015، تحول الثغر الباسم إلى ميدان مشتعل بالمواجهات بين القوات اليمنية الشرعية ومليشيات الحوثي الإرهابية، وعلى صفيح المواجهات، وُلدت مآس إنسانية ما بين تدمير الممتلكات وقتل الأرواح ونزوح الأهالي.
جغرافيا تثير الشهية
موقعها الجغرافي الكائن على بعد ستة كيلومترات من الحدود الفاصلة بين اليمن والسعودية، أثار شهية المليشيات الحوثية، كيف لا وهي المدينة التي كانت تحتضن أهم وأكبر منفذ مع السعودية، يدر مليارات الريالات في خزينة الدولة سنويا، ويوفر مئات فرص العمل لليمنيين، قبل أن توقفه الحرب.
وتُعد حرض التابعة إداريا لحجة، ثاني أكبر مديريات المحافظة بعد عبس، وتتربع على مساحة ألف كيلومتر مربع.
من الشمال تحدها الأراضي السعودية، ومن الجنوب مديرية حيران، وفي الغرب مديرية ميدي الساحلية، ومديريتا بكيل المتر ومستبا من الشرق والشرق والجنوب الشرقي.
وفي 2003، كانت الأرقام الصادرة عن المركز الوطني للمعلومات حول عدد سكان مدينة حرض، تفيد بأن العدد يتجاوز الـ100 ألف نسمة.
تنوع وخارطة مشتعلة
لا تتوقف المهن في هذه المدينة على واحدة، فالسكان كانوا يمارسون أعمالا مختلفة من التجارة والأعمال الحرة، أما في الريف فتجد الزراعة وتربية المواشي.
ومنذ عام 2015، تسيطر مليشيات الحوثي على مركز المدينة الاقتصادية وامتدادها الشرقي نحو مديرية بكيل المير، في حين تسيطر ألوية المنطقة الخامسة التابعة للحكومة الشرعية على أجزاء منها من ثلاث جبهات، هي الجنوبية باتجاه حيران، والشمالية نحو الأراضي السعودية، والغربية من مديرية ميدي.
وهي نفسها الجبهات التي توقف عندها تقدم القوات الحكومية منذ 3 أعوام تقريبا، بعد محاولات حثيثة أوقفتها حقول من الألغام الحوثية.
ألغامٌ لم تعد تعوق القوات اليمنية في هذه الأيام بعد أن أطلقت عملية عسكرية لتحرير المدينة، منذ الجمعة الماضي، كبّدت خلالها مليشيات الحوثي خسائر بشرية ومادية.
ومنذ ذلك اليوم، حققت القوات اليمنية الشرعية مكاسب عدة على الأرض، إذ سيطرت على جبل ومعسكر المحصام المطل على المدينة من الجهة الجنوبية الشرقية، وتم تطويقها بالكامل ومحاصرة مليشيات الحوثي المتمترسة في أحياء المدينة.
وفي بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، دعا اللواء الركن يحيى صلاح، من داخل المعسكر الذي كان مركزا لقيادة حرس الحدود، مليشيات الحوثي المحاصرين داخل المدينة للاستسلام بدلا من "الموت المحتوم الذي ينتظرهم في حال رفضوا تسليم المدينة المطوقة".
وفي محاولة يائسة لإعاقة عملية اقتحام المدينة، أطلقت مليشيات الحوثي ثلاثة صواريخ باليستية على أحياء مدنية في حرض التي تتقدم فيها ألوية اليمن السعيد من محورين على الخط الدولي الرابط بين عبس والمدينة جنوبا، والخط الرابط بين حرض وميدي غربا.
وتزامنت العملية مع غطاء جوي كثيف من مقاتلات تحالف دعم الشرعية، تمكنت خلالها من تحقيق انتصارات ميدانية في مدينة حرض.
aXA6IDMuMTM1LjE4NC4xOTUg
جزيرة ام اند امز