هجمات الحوثي ضد السعودية.. أشواك إرهابية في طريق السلام
جرعة تطرف محشوة بالموت ومقاومة للسلام تضخها مليشيات الحوثي في جسد اليمن والجارة السعودية، في انتهاكات تعرّي فظائع أذرع إيران.
أكثر من هجوم حوثي، اعترضه تحالف دعم الشرعية باليمن، خلال أسبوع واحد، وسط إدانات عربية ودولية واسعة النطاق.
فخلال الـ24 ساعة الماضية، اعترض التحالف العربي 3 صواريخ باليستية وثلاث مسيرات مفخخة، أطلقتها المليشيات الحوثية تجاه المملكة.
وفي إعلانه، اليوم الأحد، قال المتحدث باسم التحالف العربي ووزارة الدفاع السعودية العميد الركن تركي المالكي، إن الدفاعات الجوية لبلاده اعترضت ودمرت ثلاثة صواريخ بالستية وثلاث طائرات مسيّرة مفخخة أطلقها الحوثيون باتجاه المنطقة الشرقية ونجران وجازان.
وأوضح التحالف أن عملية الاعتراض نجم عنها تناثر الشظايا على حي بضاحية الدمام، الأمر الذي أسفر عن إصابة طفلين، وتضرر منازل سكنية بأضرار خفيفة.
سلوك همجي- هكذا وصفته وزارة الدفاع السعودية- من قبل المليشيات المدعومة إيرانيا، في استهداف المدنيين والأعيان المدنية، مؤكدا أن هذا "يتنافى مع القيم السماوية والمبادئ الإنسانية".
انتهاكات حوثية تكشف واقع سير العمليات العسكرية على الأرض وتدهور موقف الميليشيات في الجبهات وفقدانها لقيادات ميدانيه مهمة، بحسب بيان الوزارة.
وأمام هذه الاعتداءات، أكدت وزارة الدفاع السعودية أنها تتخذ الإجراءات اللازمة والرادعة لحماية أراضيها ومقدراتها، من هذه الهجمات العدائية والعابرة للحدود، "من أجل حماية المدنيين والأعيان المدنية وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية".
وسبق اعتداءات الأيام الثلاثة الماضية، هجوم حوثي استهدف مطار أبها بطائرة مسيرة، أسفر عن وقوع إصابات، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
ارتفاعٌ في مستوى الإرهاب الحوثي، يرى مراقبون أنه يضع المجتمع الدولي أمام ضرورة مراجعة حساباته في التعامل مع الملف اليمني، والبحث عن آليات فعالة وبدائل جديدة وعملية لردع تلك الجماعات وداعميها.
وهو ما تطرق له مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة عبدالله المعلمي، بقوله إن "مثل هذا العمل الإرهابي الذي يستهدف البنية التحتية المدنية ويهدد المدنيين الأبرياء هو جريمة حرب شنيعة"، مشددا على ضرورة محاسبة مليشيات الحوثي وفق القانون الإنساني الدولي.
أشواك في طريق المبعوث الأممي
هجمات تبعث في توقيتها، رسائل خطيرة مفادها تحدي جهود الإرادة الإقليمية والدولية في إحلال السلام باليمن، خصوصا أنها تأتي تزامنا مع بدء المبعوث الأممي الجديد لليمن هانس غروندبرغ، مهامه، اليوم الأحد.
بدايةٌ على طريق أشواك يزرعها الحوثيون في طريق الدبلوماسي السويدي الذي يُنتظر أن يحرك فترة من الركود التي سيطرت على المشهد اليمني منذ انتهاء ولاية المبعوث الأممي السابق مارتن غريفيث، الشهر الماضي.
إصرار المليشيات الحوثية وداعمهيم على نفس النهج في استهداف السعودية والمدنيين، استدعى موجة إدانات إقليمية ودولية واسعة.
وإزاء هذا التصعيد، جدد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في اتصال هاتفي مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، التأكيد على دعم الولايات المتحدة للمملكة في الحفاظ على أمنها وأمن شعبها.
بدوره، أدان مجلس التعاون الخليجي، اليوم الأحد، الهجمات الحوثية التي استهدفت المناطق والأعيان المدنية بالسعودية.
وأكد المجس في بيان، ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي إجراءات وموقف فوري وحاسم لوقف هذه الأعمال العدوانية.
من جهتها، أعربت الإمارات عن إدانتها واستنكارها لاستمرار الهجمات الإرهابية التي تشنها مليشيات الحوثي، تجاه السعودية.
وفي بيان لها، قالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، أمس السبت، إن " استمرار هذه الهجمات الإرهابية لجماعة الحوثي المدعومة من إيران يعكس تحديها السافر للمجتمع الدولي، واستخفافها بجميع القوانين والأعراف الدولية.
وجددت الإمارات تضامنها الكامل مع السعودية إزاء هذه الهجمات الإرهابية، والوقوف معها في صف واحد ضد كل تهديد يطول أمنها واستقرارها، ودعمها في كل ما تتخذه من إجراءات لحفظ أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها.
مصر من جانبها، أدانت بأشد العبارات الهجمات الحوثية التي استهدفت المنطقتين الشرقية والجنوبية بالسعودية.
وأكدت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية "وقوفها بجانب السعودية في مواجهة هذه الأعمال العدائية الخسيسة"، مشددة على "الارتباط الوثيق بين الأمن القومي بالبلدين الشقيقين".
كما أعربت مصر عن "مساندتها لما تتخذه السعودية من تدابير لصون أمنها واستقرارها وسلامة أراضيها إزاء هذه الهجمات الإرهابية التي تمثل تهديدًا جسيمًا للأمن والاستقرار في المنطقة".
كذلك، كما أدانت مملكة البحرين بشدة استمرار مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران إطلاق طائرات مسيرة مفخخة تجاه المملكة، معتبرة أن ذلك "انتهاكا صارخا للأعراف والقوانين الدولية.
وفيما أكدت البحرين على موقفها الراسخ المتضامن مع السعودية في كل ما يستهدف أمنها واستقرارها وسلامة أراضيها، أشادت بكفاءة ويقظة قوات الدفاعات الجوية السعودية التي تمكنت اليوم الأحد، من اعتراض أربع طائرات مسيرة وتدميرها.
منظمة التعاون الإسلامي هي الأخرى وعلى لسان أمينها العام يوسف بن أحمد العثيمين، أعربت عن إدانتها الشديدة لهجمات الحوثيين ضد السعودية.
وأكد العثيمين دعم وتأييد منظمة التعاون الإسلامي لجميع الإجراءات التي تتخذها المملكة لحماية أراضيها وأمنها.
الخيار العسكري
وفي تصريحات سابقة، أكد أكثر من محلل سياسي يمني لـ"العين الإخبارية" أن مليشيات الحوثي "مجرد وكيل ينفذ أوامر الحرس الثوري الإيراني"، مؤكدا أن قرارها يصدر من طهران.
وتعتاش المليشيات الانقلابية على الحرب طوال السنوات الـ7 الماضية وهو ما جعلها تهدر فرصة تلو أخرى لتحقيق السلام كان أبرزها المبادرة السعودية.
وهو ما تحدث عنه عضو اللجنة المركزية للتنظيم الناصري اليمني خالد طربوش، في حديث سابق مع "العين الإخبارية".
ووصف السياسي اليمني، الحوثي بـ"تاجر حرب محترف"، توفر له طهران غطاء إقليميا لتستثمره في ضغطها على المجتمع الدولي الذي يحاصرها وهي تخوض مفاوضات معه حول ملفها النووي.
وأكد طربوش خسارة مليشيات الحوثي كل الخيارات المحلية والإقليمية والدولية سياسيا وعسكريا، فيما يعزز هدف الحكومة المعترف بها دوليا بدعم تحالف دعم الشرعية باليمن الرامي إنهاء الانقلاب وذلك بتفعيل الحسم العسكري مع حراك واسع لحشد الضغط السياسي للمجتمع الدولي.
حلٌ "عسكري" ليس فقط بعيون مراقبين، بل يبدو أنه قناعة لدى المؤسسة العسكرية اليمنية، وهو ما جاء على لسان رئيس هيئة الأركان العامة بالجيش الفريق الركن صغير حمود بن عزيز.
المسؤول اليمني قال إن استهداف مليشيات الحوثي لقاعدة "العند" الجوية بلحج، الأسبوع الماضي، "يقدم دليلا إضافيا على نهج المليشيات الإرهابي.
وأكد ابن عزيز أن مثل هذه الجرائم تثبت لليمنيين والعالم أن المليشيات الحوثية الإيرانية الإرهابية لا تؤمن بالسلام ولا بالحوار ولا يمكنها التعايش مع اليمنيين بأي حال من الأحوال.
ورأى أن "السلام في اليمن لن يتحقق إلا بإخضاع هذه العصابة الإرهابية بالقوّة العسكرية وبتوحّد اليمنيين خلف القيادة السياسية الشرعية"، حتى إنهاء الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة اليمنية وتحقيق الأمن والسلام في عموم الوطن".
aXA6IDE4LjExOC4xNDQuMTA5IA== جزيرة ام اند امز