جبهات صعدة.. عمليات عسكرية متسارعة لقطع رأس الأفعى
في وقت قياسي تمكن الجيش الوطني مسنودا بقوات التحالف من تحقيق تقدم نوعي في عقر دار الانقلابيين بصعدة.
بدأت المعارك المشتعلة في معاقل مليشيا الحوثي بمحافظة صعدة تأخذ الأنظار أكثر من أي جبهة يمنية أخرى، وتحظى بدعم كبير من الحكومة الشرعية والتحالف العربي، كونها تقترب من رأس الأفعى.
- وزير الخارجية اليمني يدعو المبعوث الأممي لزيارة عدن وتعز
- وزير الإعلام اليمني يجدد المطالبة بتحقيق دولي في حريق ميناء الحديدة
وللمرة الأولى في هذه الحرب، كانت مدفعية الجيش الوطني، تستهدف عقر دار المليشيا ومسقط رأس زعيم الانقلاب في جبال مرّان، التي شهدت بذرة التمرد على الدولة في عام 2003.
كانت جبهة " الظاهر" التي يتقدم فيها الجيش الوطني مسنودا بالتحالف، لليوم الخامس على التوالي، هي محور التحول العسكري اللافت في الشمال اليمني، نظرا لما تمتاز به من موقع استراتيجي، وقربها من معقل رأس الأفعى، عبدالملك الحوثي، في جبال مران، بقرابة 10 كيلومترات فقط، حسب تقديرات الجيش اليمني.
ـ تقدم متسارع
في غضون أيام، تمكن الجيش الوطني وبإسناد من التحالف، من تحقيق تقدم نوعي في معاقل مليشيا الحوثي بعدد من جبهات صعدة.
ففي الجبهة الشرقية، حقق الجيش الوطني تقدما في "وادي العطفين" و"الصوح" في مقابلة مركز مديرية كتاف، وفي الجبهة الشمالية تمكنت قوات الجيش من السيطرة على "التبة الحمراء" و"جناح الصقر".
وفي جبهة "الظاهر"، تتواصل المعارك صوب مركز المديرية في "سوق الملاحيظ"، كما أن جبال مرّان، المعاقل الرئيسية للانقلابيين، باتت في مرمى نيران الجيش الوطني الذي قصف بالفعل تجمعات لهم في جبل "الجميمة".
وأثنت الحكومة الشرعية على ذلك التقدم، حيث اعتبر رئيس الحكومة، أحمد عبيد بن دغر، تضييق الخناق على مليشيا الحوثي في معقلها، بأنه يشكل "بداية النهاية لمشروع إيران الطائفي الخطير" عبر أدواتها من مليشيا الحوثي.
وتدخل معارك الظاهر، أكثر الجبهات اشتعالا في معاقل المليشيا، الأربعاء، يومها السادس، وخلال الأيام الخمسة الماضية، لقي أكثر من 113 حوثيا مصرعهم في تلك الجبهة، وأصيب أكثر من 200 آخرين، وفقا لإحصائيات صادرة عن قيادة الجيش الوطني.
ـ هلع حوثي
خلافا لكل الجبهات في مختلف المحافظات اليمنية، أصابت الجبهات التي فتحها الجيش الوطني في محافظة صعدة وخصوصا في الظاهر، صفوف المليشيا بهلع غير مسبوق ما أدى لخلط أوراقها العسكرية.
ودفعت المليشيا، باثنين من أرفع قادتها الميدانيين لقيادة جبهة الظاهر، وهما "عبدالله الرزامي"، المقرب من زعيم الانقلاب، والقيادي المكنى بـ"أبو هادي الهادوي"، وذلك بهدف استعادة المواقع التي خسروها، لكن محاولاتهم باءت بالفشل خلال اليومين الماضيين.
ومن شأن جبهات صعدة أن تخلخل قوة المليشيا الانقلابية في محافظات أخرى، وأكدت مصادر قبلية لـ"العين الإخبارية"، أن أوامر حوثية صدرت لمقاتليها في جبهتي تعز والبيضاء بالعودة فورا إلى صعدة من أجل الدفاع عنها.
ويسعى الجيش الوطني لاستغلال حالة التفكك الحوثي في توجيه ضربات قاصمة على أكثر من محور، حيث بدأت، الثلاثاء، عملية عسكرية لتحرير مناطق البيضاء من اتجاه مأرب، ودفع الجيش بتعزيزات صوب "قانية"، كما كثّف من هجماته في الساحل الغربي بدعم مباشر من القوات المسلحة الإماراتية.
ـ تقطيع أوصال المليشيا
حققت المعارك الدائرة في عقر دار الانقلابيين أكثر من هدف استراتيجي في فترة قياسية، فعلاوة على حالة الاستنزاف الكبيرة في صفوف مقاتليها وتهديد معقل رأس الأفعى، تمكن الجيش الوطني من تقطيع أوصال المليشيا وخطوط إمداداتها بين المديريات الشرقية والغربية، بعد أن تمكنت من قطع خطوط الإمدادات بين صعدة والجوف عقب السيطرة على جبل "الشعير" الاستراتيجي.
وفي محور "البقع" شمالي صعدة، تمكن الجيش الوطني من قطع خط الإمداد الرئيسي للمليشيا الانقلابية الرابط بين مركز المحافظة وجبهة "المليل" الواقعة ضمن المحور، خلال المعارك التي شهدها اليومان الماضيان.
وقالت مصادر عسكرية رفيعة لـ"العين الإخبارية"، إن قوات الجيش تمكنت من السيطرة على ما يزيد على 10 كيلومترات في محور البقع ودحرت المليشيا منها.
وتوغلت قوات الجيش نحو مديرية كتاف من أمام برج السديس باتجاه جنوبي غرب تبة الوسواس الأصغر، بالتزامن مع هجوم آخر تم تنفيذه بإسناد ودعم من قوات التحالف العربي باتجاه الشرق على مواقع المليشيات.