قطع الإنترنت يشل حياة اليمن.. مصادر لـ"العين الإخبارية" تفند أكاذيب الحوثي
لليوم الثالث على التوالي يعيش اليمن في عزلة عن العالم في أعقاب استخدام مليشيات الحوثي للإنترنت كسلاح جديد في حروبها التدميرية.
ومنعت مليشيات الحوثي تدخل الفنيين والمهندسين العاملين لدى المؤسسة العامة للاتصالات الخاضعة لها من إصلاح خلل جزئي في بعض النواقل وأجهزة التوجيه للمحطات المحلية، والتي تحتاج إلى ساعات محدودة لإصلاحها، وذلك بزعم ضرورة تقديم الأمم المتحدة ضمانات بعدم تعرضهم للقصف.
- الردع ضرورة.. "التراخي الدولي" يغذي أطماع الحوثي
- "إرهاب لن يتوقف".. صرخة يمنية ضد الصمت الدولي إزاء الحوثي
وكشفت مصادر عاملة في المؤسسة الخاضعة للحوثيين لـ"العين الإخبارية"، عن عدم تعرض محطة "فالكون" الواقعة في مبنى "تيليمن" في الحديدة لأي خلل فني إثر ضربة للتحالف طالت هدفا عسكريا مشروعا.
ووفقا للمصادر، فإن مليشيات الحوثي وبتوجيهات إيرانية عمدت إلى قطع التيار الكهربائي عن كابل "فالكون" الذي يعد المزود الرئيسي لخدمات الإنترنت باليمن، ما أدى لخروج أكثر من 80% من تراب البلاد عن الخدمة، باستثناء عدن التي تملك كابل "عدن نت" ويخضع للحكومة المعترف بها دوليا.
ووقعت ضربة التحالف بين الساعة الـ9 والـ10 في الساعات الأولى من صباح الجمعة إلا أن الانقطاع شبه الكلي للإنترنت كان في الساعة 22:00 بالتوقيت الدولي، الواحدة من فجر الجمعة، بالتوقيت المحلي باليمن، بعد توجيهات حوثية عليا بقطع الخدمة عن كل البلاد لأغراض عسكرية وسياسية بحتة، وفقا للمصادر.
ولا يوجد حتى الآن تقييم واضح لوضع مبنى الاتصالات في الحديدة التي تزعم مليشيات الحوثي تعرضه للقصف المباشر، فيما تستمر في حشد المنظمات العاملة في المناطق الخاضعة لسيطرتها ووسائل الإعلام التابعة لها إلى المكان بهدف اتخاذه كورقة ضغط لابتزاز التحالف والشرعية وللمتاجرة السياسية في المحافل الدولية.
بالتزامن عمدت مليشيات الحوثي إلى إيقاف وتعطيل العديد من أبراج الاتصالات في محافظة الحديدة ضمن خطة تستهدف عزلا قسريا للسكان عن العالم بما فيه الاتصالات الهاتفية، طبقا لذات المصادر.
شلل شبه كلي
وتسبب قطع مليشيات الحوثي المتعمد للإنترنت واستخدامه كسلاح في حربها في إحداث شلل شبه كلي في المعاملات التجارية والحوالات المالية الداخلية والخارجية والأعمال الحيوية في البلاد.
ويمتلك اليمن منافذ برية مع السعودية وسلطنة عمان انقطعت بعد سيطرة المليشيات الحوثية على صنعاء فيما تملك عدة منافذ بحرية بما فيها 3 محطات إنزال للكابل البحري في عدن والغيضة والحديدة تدار من صنعاء الخاضعة للانقلابيين.
وبحسب المصادر، فإن محطة فالكون في الغيضة في محافظة المهرة (شرق) مقطوعة إثر الحرب التي فجرتها مليشيات الحوثي وذلك في مثلث الجوف- مأرب- صنعاء، فيما يمر كابل من عدن - جيبوتي أحدهم مقطوع وكابل آخر للأوروبي الآسيوي يصل إلى عدن ويخضع للحكومة المعترف بها دوليا ويغذي ما نسبته 20%.
فيما يعد كابل "فالكون" في الحديدة هو المنفذ البحري الأكبر لليمن ويغذي غالبية المحافظات قبل أن تحوله المليشيات مؤخرا لسلاح في حرب واسعة الأهداف تدار من خبراء الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني الإرهابي، طبقا للمصادر.
ومن بين 30 مليون يمني يستخدم الإنترنت حوال 26.7% من السكان، وفقا لأحدث الاحصائيات المختصة عالميا.
وسيطرت مليشيات الحوثي على الخدمة المزودة للإنترنت "يمن نت" خلال اجتياح صنعاء أواخر 2014.
الشرعية تطرح "مزودا بديلا"
وتحت سلوك الحوثيين لتوظيف الإنترنت في تحقيق أهداف سياسية وعسكرية طرحت المؤسسة العامة للاتصالات الخاضعة للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا مقترحا لحل مشكلة انقطاع الإنترنت في البلاد.
وأبدت، في بيان، استعدادها القيام بربط المحافظات التي انقطعت عنها خدمة الإنترنت والمتصلة بالبوابة الدولية محافظة الحديدة وربطها ببوابة عدن الدولية لاستئناف خدمة الإنترنت في حال كان هناك تجاوب جاد من قبل مؤسسة الاتصالات الخاضعة المليشيات الحوثية في الربط بالكابل AAE_1 الرابط بين عدن وصنعاء.
وبحسب البيان فإن نجاح تشغيل كابل AAE_1، وهو مزود دولي بحري، سوف يوفر خدمة الإنترنت بجودة أفضل وبسرعة عالية في كل المحافظات اليمنية بعموم البلاد.
كما أكدت امتلاك الكفاءات والمعدات في حال حدوث انقطاع الكابل الأرضي في الحديدة لإصلاحه خلال ساعات وكذا المولد الكهربائي الواقع على بعد أمتار من المحطة والذي يغذي محطة "فالكون" الواقعة في مبنى تيليمن في المحافظة (غرب) المطلة على البحر الأحمر.
وأشار البيان إلى "سلوك الحوثيين المعهود في استغلالهم لمعاناة الناس ومصالحهم لغرض توظيفها في تحقيق أهداف سياسية وعسكرية، بالإضافة إلى تعتيمهم وعدم وضوحهم في مثل هذه القضايا".
أداة حرب.. وتربح أموال
الخبير اليمني في الأمن الرقمي فهمي الباحث، قال إن مشكلة ربط الكابل الدولي AAE-1 تعود إلى كون المشروع كان قبل الحرب وتملكه 18 شركة بينها تيليمن، وتم الانتهاء من توصيل "الكابل" إلى سنترال المعلا (حضرموت) عقب انقلاب مليشيات الحوثي والتي استهدفت الاستحواذ عليه قبل أن تتصدى لها الشرعية.
وأشار على حسابه في "فيسبوك" إلى أن الإنترنت حق من حقوق الإنسان وينبغي تحييد قطاع الاتصالات والانترنت وعدم استخدامه كأداة في الحروب والصراعات، في إشارة للاستغلال الحوثي للإنترنت كسلاح جديد في حربها المدمرة.
من جهته، كشف الخبير اليمني في الاتصالات السلكية يسري الأثوري، عن تربح مليشيات الحوثي من قطع الانترنت وتشغيل خدمة الاتصالات الهاتفية الخاضعة لها أموالا ضخمة.
وكتب على حسابه في "فيسبوك" ورصدته "العين الإخبارية"، أن "مليشيات الحوثي سوف تتربح إيرادات ضخمة جداً إثر انقطاع خدمة الإنترنت عبر خدمات الاتصالات وسيندفع المواطنون إلى استخدام الاتصال الهاتفي بشكل مكثف وهذا ما حدث بالفعل".
وأشار إلى أن "حجم الإيرادات والأموال التي ستتدفق على الحوثيين من الاتصالات المباشرة ستجعلهم يفكرون بقطع الإنترنت إلى الأبد.. كونه حتى اللحظة لم يتم تشغيل اتصالات الطوارئ عبر الأقمار الصناعية".
ذرائع حوثية لتأخير الخدمة
المهندس اليمني المختص بالأمن الرقمي هائل عبدالرحمن أكد أن الخلل في بعض النواقل وأجهزة التوجيه الموجودة في مبنى الاتصالات بالحديدة لا يسبب أي قطع للإنترنت على مستوى المحافظات والمديريات بل يصيب الخلل أجزاء من مناطق محلية صغيرة ويمكن إصلاح ذلك خلال ساعات.
وأضاف في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن "مليشيات الحوثي شرعت بالفعل في استخدام الإنترنت كسلاح ووسيلة ابتزاز للمنظمات الدولية ضد التحالف والشرعية باعتبار الإنترنت يرتبط بعمل عشرات الشركات الاقتصادية وكذا عمل المنظمات الدولية ومصالح اليمنيين بالخارج.
وكشف أن كابل فالكون البحري يقع في غرفة محصنة ولم يتعرض لأي خلل وأن مليشيات الحوثي عمدت إلى إطفاء المولدات الكهربائية واستمرت الخدمة لساعات على البطاريات الاحتياطية.
وأشار عبدالرحمن إلى رفض المليشيات مقترحات تقدم بها الفنيون لعزل غرفة الكابل البحري وإبقائها متصلة بالتيار الكهربائي، فيما قد تؤخر ذرائع مليشيات الحوثي إعادة خدمة الإنترنت أسبوعا أو أكثر، طبقا للمختص اليمني.
aXA6IDE4LjIyNS43Mi4xNjEg جزيرة ام اند امز