جنوب اليمن في الذكرى الـ59 للثورة.. حرب ضد الإرهاب والانقلاب
في 14 أكتوبر/تشرين الأول من العام 1963، قاد محاربون يمنيون انطلاقا من جبال رفان ثورة مسلحة، بدعم مصري لتطيح بالاحتلال البريطاني.
ولعب نحو 70 محاربا بقيادة البطل التاريخي راجح لبوزة الدور الأكبر في صياغة الشرارة الأولى لهذه الثورة أمام أعظم قوة بالعالم، لتتوج بعد 3 أعوام وتحديدا في 30 من نوفمبر/تشرين الثاني 1967 بالاستقلال وبناء الدولة الوطنية بعد احتلال امتد لأكثر من 129 عاما.
وطيلة 59 عاما مرت على هذه الثورة، تحولت إلى مصدر فخر للشعب الجنوبي واليمني عامة، وترسخت كثابت وطني لا يقبل المساس بها أو بأبطالها جنوبا وشمالا الذين غرقت مواقع التواصل الاجتماعي باليمن بصورهم منذ أيام.
ويُحسب لثورة 14 أكتوبر/تشرين الأول أنها حققت معجزة لم يعرفها الجنوب من قبل، بعد أن أوجدت هوية ودولة واحدة للشعب اليمني، وذلك على أنقاض 23 سلطنة وإمارة ومشيخة.
ومر الجنوب منذ إيجاد دولته ذات النظام الشمولي بمنعطفات تاريخية كانت أشبه بـ"بحرب تلد أخرى" كان أبرزها أحداث يناير/كانون الثاني 1987 التي حاول الإخوان استدعاء ماضيها قبل أيام، إلى جانب حرب صيف 1994 والتي كانت أيضا بفتوى إخوانية، فضلا عن الحرب الحاسمة ضد الحوثي وإرهاب القاعدة وداعش والإخوان منذ 2015.
وقطع جنوب اليمن شوطا كبيرا انطلاقا من استلهام الدروس، ما يستدعي اليوم أكثر من أي وقت مضى من الأطراف اليمنية شمالا، بناء الثقة مع رافعته السياسية، المجلس الانتقالي، لاستكمال اتفاق الرياض أمنيا وعسكريا، بما يسهم في تحرير الشمال ومكافحة الإرهاب والإخوان.
عدن نقطة الانطلاق
وكما كانت دماء "راجح لبوزة" الذي استشهد في أول أيام ثورة 1963، نارا أطفأت جاثوم المستعمر البريطاني إلى الأبد، فدماء "ثابت جواس" الذي استشهد غدرا تستحق أن تشعل من أجله نارا لإخماد الإرهاب والانقلاب، ليعود جنوب وشمال هذا البلد إلى أهله من أجل تشييده وبنائه.
وهذا ما أكد عليه نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح في الذكرى الـ59 للثورة قائلا إنها "ثورة تستعيد ألقها، والجنوب يحتفل بتحرره من مشروع إيران الذي لا يزال يبسط نفوذه على عاصمتنا صنعاء"، في إشارة لوكلاء طهران من مليشيات الحوثي الإرهابية.
وأضاف أن "عدن كانت عاصمة الثورة التي حررت اليمن من الإمامة ومن الاستعمار، وهي اليوم تستعيد دورها العظيم جنوبا وشمالا"، لافتا إلى الدور التاريخي التي لعبته عدن وما زالت تلعبه في استعادة وتحرير كامل اليمن.
مطامع متطرفة
من جهته، قال نائب رئيس المجلس الرئاسي، عيدروس الزبيدي إن شعب الجنوب وقواته يخوضون اليوم حربًا مفتوحة مع قوى وتنظيمات إرهابية ذات مطامع متطرفة وتستهدف مصالح الشعب.
واعتبر الزبيدي أن الحرب مع الإرهاب والانقلاب هي حرب مفتوحة، لن تتوقف إلا باستئصال هذه التنظيمات، ووقف اعتداءاتها.
ودعا إلى الرد بقوة وحزم في مختلف الجبهات ضد مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا، وضد تنظيمات القاعدة وداعش وأنصار الشريعة والإخوان.
كما أعرب عن تطلعه لتطهير وادي حضرموت والمهرة من الإرهاب، وأن تعيد القوات العسكرية في هاتين المحافظتين تمركزها في جبهات التصدي لعدوان مليشيات الحوثي، وفقًا لـ"اتفاق الرياض" وتسليم أمن المحافظتين وإدارتها لأبنائها.
وأشار إلى موقفه الداعم لجهود إحلال السلام ووقف الحرب وفق عملية سياسية ترعاها الأمم المتحدة، وتضمن للجنوب حضورًا وتمثيلًا عادلًا، مؤكدا أهمية وضع إطار تفاوضي خاص لقضية شعب الجنوب في مفاوضات وقف الحرب ترجمة لمشاورات الرياض.
ردفان الثورة
من ردفان، صدح الجنوبيون بأصواتهم عاليا مجددين العهد باستمرار ثورتهم حتى استعادة الدولة وقهر المشروع الإيراني ووكلائه الحوثيين وتنظيمات الإرهاب بشقيه القاعدة والإخوان.
وفي كلمته أمام حشود الجنوبيين، قال رئيس الجمعة الوطنية في المجلس الانتقالي اللواء أحمد بن بريك إن "ردفان كانت معقل الأبطال الذين لبوا نداء الوطن في كل لحظة وكل دقيقة، للدفاع عنه في كافة المحافظات، وسيكون لهم دور في تحرير الوادي والمهرة قريباً".
ووجه بن بريك رسالة إلى أبناء حضرموت ساحلاً ووادياً للوقوف والاحتشاد في مدينة سيئون اليوم الجمعة، والمشاركة في مليونية الخلاص والمطالبة بإخراج قوات الإخوان في المنطقة العسكرية الأولى بموجب اتفاق ومشاورات الرياض.
من جهته، قال رئيس الانتقالي في محافظة الضالع العميد عبدالله مهدي -في بيان تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه- إن "القضية الجنوبية اليوم أصبحت رقما صعبًا ولا يمكن تجاوزها بأي شكل من الأشكال، خاصة أن أبناء الجنوب قدموا تضحيات جساما ودفعوا فاتورة كبيرة وسيلا من الدماء من أجل تحقيق تطلعاتهم وأحلامهم وآمالهم".
وأكد أن الشعب الجنوبي ناضل كثيرًا لعقود من الزمن رغم الظلم الذي تعرض له والصعوبات والتحديات والمعوقات التي كانت تواجهه، إلا أنه أثبت جدارته وتفوقه أمام كل المؤامرات الخبيثة التي كانت تحاك ضده.
aXA6IDE4LjIxNi4xNDUuMzcg جزيرة ام اند امز