فاجعة تهز تعز اليمنية.. إدانات واسعة لاغتيال مسؤول أممي
فاجعة هزت تعز وأرجاء من اليمن، إثر اغتيال أيادي الإرهاب مسؤولا أمميا رفيعا في جريمة لاقت إدانات واسعة النطاق.
وجاء اغتيال المسؤول الأممي، مؤيدي حميدي، بالتزامن مع حملة أطلقتها السلطات المحلية في تعز والحكومة اليمنية عقب مرور 3 آلاف يوم على الحصار الذي تفرضه مليشيات الحوثي الإرهابية على المحافظة.
كما جاء عقب فترة وجيزة من إقرار المنظمات العالمية فتح مكتب رسمي لها في مدينة تعز، لتنظيم تدخلاتها الإنسانية، ورفع المعاناة عن هذه المحافظة المحاصرة من قبل مليشيات الحوثي الإرهابية منذ نحو 9 أعوام.
حزن عميق
بعد 18 عاما من العمل الإنساني، لفظ مدير مكتب برنامج الغذاء العالمي مؤيد حميدي أنفاسه الأخيرة بعد أن تلقى نحو 6 رصاصات أطلقها مسلح ملثم كان يستقل دراجة نارية، وذلك في مدينة التربة جنوبي محافظة تعز، جنوبي اليمن.
وقال برنامج الغذاء العالمي، في بيان، إنه يشعر بحزن "عميق"، لتأكيد "مقتل أحد الموظفين برصاص مسلحين مجهولين بعد ظهر يوم الجمعة في التربة بتعز جنوب اليمن".
وأضاف البيان أن "مؤيد حميدي تُوفي، وهو مواطن أردني، بعد وقت قصير من نقله إلى المستشفى".
ووصل حميدي إلى اليمن قبل نحو أسبوع، لتولي منصبه الجديد كرئيس لمكتب برنامج الأغذية العالمي في تعز.
وبحسب البيان، فإن حميدي يعد أحد العاملين في المجال الإنساني وقد عمل لدى برنامج الأغذية العالمي لمدة 18 عامًا، بما في ذلك مهمة سابقة في اليمن، وكذلك عمل لفترة في السودان وسوريا والعراق.
وقال ممثل برنامج الأغذية العالمي والمدير القطري في اليمن ريتشارد راجان، إن "فقدان زميلنا مأساة عميقة لمنظمتنا والمجتمع الإنساني".
وأضاف أن "أي خسارة في الأرواح في الخدمة الإنسانية هي مأساة غير مقبولة".
إدانات واسعة
أدانت قوى وأحزاب اليمن جريمة مقتل مؤيد حميدي بشدة، وأكدت أن الرصاصات التي استهدفت المسؤول الأممي إنما استهدفت قلب تعز المحاصرة ومظلوميتها الكبيرة جراء الحرب والحصار الذي تفرضه مليشيات الحوثي منذ 9 أعوام.
وندد المكتب السياسي للمقاومة الوطنية في بيان، بجريمة اغتيال الموظف الأممي حميدي وإصابة عدد من المواطنين، من قبل مسلحين بمدينة التربة، معتبرا الجريمة "عملا إرهابيا جبانا".
وطالب البيان "الأجهزة الأمنية بملاحقة العناصر المتورطة بهذا العمل المدان، وسرعة القبض على المجرمين وتقديمهم للعدالة لينالوا العقاب الرادع".
من جهته، أدان المجلس الانتقالي الجنوبي بأشد العبارات "العملية الإرهابية الجبانة التي استهدفت موظفي برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في منطقة التربة بمحافظة تعز ظهر اليوم، وأدت إلى مقتل مدير البرنامج السيد مؤيد حميدي وإصابة آخرين".
وأكد المجلس الانتقالي الجنوبي على لسان متحدثه الرسمي، علي الكثيري، أن "مثل هذه الأعمال الإجرامية التي تستهدف أنبل وأسمى الأعمال الإنسانية وفرقها التابعة للأمم المتحدة، لا تنطلق إلا من فكر إرهابي متطرف سبق التحذير منه وبإشارة صريحة إلى أوكاره وغرف إدارته والتحكم به".
وأضاف أن "فداحة هذه الجريمة النكراء لتستوجب على جميع الأطراف التحرك لاتخاذ إجراءات وتدابير عاجلة وسريعة، تفضي إلى القبض على الجناة ومن يقف وراءهم، والقضاء على أوكار الإيواء لهذه العناصر الإرهابية وقطع شرايين تغذيتها الفكرية والمادية".
في السياق ذاته، أعربت الأحزاب والتنظيمات السياسية، في بيان، عن أملها في "ألا تؤثر هذه الحادثة الأليمة على برنامج الغذاء العالمي ومعه كل المنظمات الفاعلة للاستمرار في عملها الإنساني النبيل والبناء لخدمة المواطنين ومساعدتهم في تعز".
ودعت إلى "تفويت الفرصة على المتربصين بتعز وأبنائها المظلومين من إضاعة أبسط حقوقهم في الحصول على أدنى مستويات العيش الكريم وفقدان فرصهم في تلقي المساعدة اللازمة في ظل ظروف قاسية وحرب قاهرة وتجويع واستهداف تعددت أقطابه والمستفيدون منه وفي المقدمة مليشيات الحوثي التي تضرب حصارها على تعز".
منظمة ميون اليمنية هي الأخرى نددت بالجريمة ووصفتها بـ"الجريمة البشعة"، مشيرة إلى أنها تأتي ضمن "سلسلة انتهاكات راح ضحيتها موظفون أمميون وموظفون تابعون للمنظمات الإنسانية العاملة في اليمن، وهذا يؤثر بشكل سلبي على الوضع الإنساني القائم في ظل احتياج أكثر من 21 مليون إنسان للمساعدات".
وأكدت المنظمة، أهمية سلامة الطواقم الدولية العاملة من أجل المدنيين في اليمن للقيام بمهامهم الإنسانية.
تحديد هوية المنفذين
من جانبها، أكدت شرطة تعز اليمنية أنها حددت هوية المنفذين للعملية الإرهابية، مشيرة إلى أنها شرعت في استخراج أوامر ضبط قهرية بحقهم من النيابة وبدأت بملاحقتهم.
وكانت اللجنة الأمنية، برئاسة محافظ تعز نبيل شمسان، عقدت اجتماعا طارئاً للوقوف على الحادثة ومتابعة الإجراءات المتخذة.
وتابعت: "عقب توجيهات مدير عام الشرطة العميد منصور الأكحلي لإدارة شرطة مديرية الشمايتين وقيادة قوات الأمن الخاصة بمباشرة الإجراءات بالانتشار وملاحقة الجناة، واستخراج مقاطع كاميرات المراقبة، تم التعرف على هوية المنفذين للعملية، وتم استخراج أوامر ضبط قهرية بحقهم من النيابة".
وأوضحت أن الدوريات الأمنية باشرت عملية الانتشار وملاحقة الجناة وإغلاق مداخل مدينة التربة الرئيسية، مؤكدة أنها كلفت فريقا من الأجهزة الأمنية والاستخباراتية ومكافحة الإرهاب للتحقيق في الواقعة".
كما شكلت "غرفة عمليات مشتركة تبقى بحالة انعقاد دائم حتى يتم ضبط الجناة والتحقيق معهم".
وأكدت الشرطة أن الإجراءات مستمرة بكل حزم حتى يتم ضبط الجناة واتخاذ الإجراءات اللازمة لبسط السيطرة الأمنية وضبط العناصر المخلة بالأمن والاستقرار.
aXA6IDMuMTIuMTQ4LjE4MCA= جزيرة ام اند امز