جدران عدن تنزف فناً يوثّق جرائم الحوثي (صور)
تجده وسط أكوام الدمار، يُنقّب عن جدران آيلة للسقوط، ويمنحها -قبل أن تنهار- شرف حمل جزءٍ من ذاكرة مدينة عدن المتضررة نتيجة حرب الحوثيين عليها.
علاء روبيل، فنان تشكيلي من أبناء عدن، نذر نفسه لصناعة نصبٍ تذكارية برسوماته، توثق للخراب الذي خلفته مليشيات الحوثي في المدينة، عبر تحويل جدرانها المدمرة إلى شواهد فاضحة على ما لحق بعدن من دمار.
يختار روبيل مواقع مدمرة ومباني مُلئت قبل الحرب حياةً وضجيجاً، وباتت اليوم خاوية على عروشها بسبب استهدافها من آلة الحرب الحوثية التي لم تُبق ولم تُذر، ويضفي برسوماته على تلك الجدران "أكسير الحياة" باعثاً فيها الروح من جديد، لتبوح بمعاناة عدن.
"العين الإخبارية" حاورت الفنان الشاب علاء روبيل، الذي تحدث عن بداياته مع الرسم بشكل عام، وغاياته الأساسية من الرسم على الجدران تحديداً، والتحديات التي واجهها في سبيل ما يؤمن به.
غايات جمالية وإنسانية
يقول روبيل "إن بداياتي كانت في عام 2009، من خلال توجهي للرسم الجمالي وتزيين جدران مدينة عدن، بما يتضمنه هذا النشاط من تحسين مظهر الشوارع والمدينة، ضمن مبادرات شبابية وذاتية".
ويضيف: "عقب ذلك، فكّرت في الخروج من هذا الإطار الجمالي، والتوجه للرسم في مجال خدمة قضايا إنسانية وتوعوية تحاكي الواقع، وعرض المشكلات التي تعاني منها مدينة عدن على وجه التحديد".
كانت مدينة عدن هي الغاية التي من أجلها سخّر علاء روبيل ريشته وموهبته في مجال الرسم لخدمتها، خصوصاً في ظل ما مرّت به المدينة من دمار نتيجة الحرب.
رسالتي
تميّز الشاب العدني باختيار الأماكن المدمّرة في عدن، وتحويلها إلى مراسم حرة ومفتوحة، تتنقل فيها أنامله بكل سلاسة، تروي حكاية الخراب الذي لحق بالمدينة، ويؤكد أن الحوثيين مرّوا من هنا.
يقول روبيل: "اختياري للرسم في الأماكن المدمّرة من عدن، يهدف إلى بعث رسالة للعالم بتفاصيل وحجم المعاناة الحاصلة في المدينة المتضررة نتيجة الحرب، خصوصاً أن الرسومات جميعها تتحدث عن الدمار ومعاناة الناس".
ويواصل: "كما أني اخترت الأماكن المدمّرة لأنها تحكي عن قضية إنسانية لم يلتفت إليها أحد من قبل، ففكرت في رسم أفكاري على هذه الجدران، لكي تصل رسالتي إلى كل الدنيا".
عدم تقبل وصعوبات
لا يخلو أي عمل إبداعي من صعوبات وتحديات، وهو بالفعل ما واجهه الفنان الشاب علاء روبيل، الذي تحدث عن عدم تقبل أعماله في بداياتها من قبل البعض، لكنه استمر في رسالته إلى أن نجح فيها.
ويؤكد: "في بداية نشاطي للرسم على الجدران المدمّرة لم أجد أي تقبل، لكن بعدها بفترة، وبسبب استمراري حصلت على الدعم المعنوي من أهلي، وعدد من الناشطين المجتمعيين والإعلاميين الذين ساندوني".
”كما أن هناك صعوبات مررت بها، من خلال عدم حصولي على الدعم، وكانت كل جهودي بمبادرات شخصية مني"، يقول روبيل.
علاء لم يُخف المخاطر التي واجهها أيضا عند زيارته للمواقع المدمّرة، والتي أشار إلى أن معظمها كان آيلةً للسقوط، فكان يضطر للرسم بحذر حتى لا تنهار عليه الجدران المتهالكة.
وفي ختام حديثه مع "العين الإخبارية" دعا روبيل الدولة إلى تنشيط الفن التشكيلي والاهتمام به، لأن هذا المجال الفني يعاني من الإهمال، مطالبا الدولة بأن تمنح الفنانين فرصة للمشاركات الدولية لكي يظهروا رسالتهم ومواهبهم للعالم.