مسؤول عسكري يمني لـ«العين الإخبارية»: هجمات الحوثي البحرية تفضح إرهابها عالميا
قال قائد عسكري يمني رفيع إن الهجمات البحرية للحوثيين ضد سفن الشحن "تقدم دليلا إضافيا على مدى خطورة المليشيات الحوثية الانقلابية كتهديد إقليمي وعالمي".
وفي مقابلة مع "العين الإخبارية"، أكد قائد المنطقة العسكرية الرابعة في اليمن اللواء فضل حسن العمري أن "الحوثيين حولوا شمال اليمن إلى قاعدة عسكرية تهدد الإقليم والعالم، وإن السلام معهم مضيعة للوقت".
ويستند القائد العسكري فضل حسن، في حديثه عن مليشيات الحوثي، إلى تجارب طويلة منذ كان قائدا ميدانيا في الجيش اليمني السابق خلال حروب صعدة الست (2004-2009)، ثم مشاركته في معركة تحرير عدن والعند والمحافظات الجنوبية وصولا إلى باب المندب والساحل الغربي.
ويحسب للقائد العسكري حسن، الذي يقود المنطقة العسكرية الرابعة منذ 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2016, والتي تنتشر في 5 محافظات هي (عدن، أبين، الضالع، لحج، تعز) أنه صاحب أول انتصار ميداني بدعم من التحالف العربي في معركة تحرير عدن عندما قاد الهجوم التمويهي لتحرير منطقة عمران من قبضة المليشيات في 12 و13 يوليو/تموز 2015.
فإلى نص الحوار:
* لنبدأ من تهديدات الحوثي البحرية ومدى خطورتها على عملية السلام؟
يقدم تهديد مليشيات الحوثي لخطوط الملاحة الدولية واستهداف السفن في الممر المائي دليلا إضافيا على مدى خطورة هذه المليشيات الإرهابية ليس في اليمن فحسب وإنما خطورتها على الإقليم والعالم، وبالتالي يفرض ضرورة استئصاله للانتصار للسلام في اليمن.
* ماذا عن خارطة السلام التي يدور الحديث عنها؟ هل يمكن أن يلتزم بها الحوثيون؟
نؤكد أن الحوثيين لا يريدون السلام ولا يمكن أن يقبلوا أو يلتزموا بأي سلام إلا وفق مفهوم المليشيات وهو الذي يحقق لها السيطرة الكاملة على اليمن والهيمنة على الملاحة البحرية، ثم ستبدأ برسم استراتيجية جديدة لأهداف أبعد من اليمن.
كما أن التجارب مع مليشيات الحوثي منذ مشاركتي في المعارك ضد المليشيات الحوثية منذ عام 2004, والتجارب معها كثيرة، تكشف أن هذه المليشيات تستخدم السلام أو الهدن أو الحديث عنها مجرد شماعة من أجل استثمارها والاستعداد لخوض جولة جديدة في الحرب لتتمكن أكثر.
تجاربنا مع مليشيات الحوثي تقول إنه عندما تجد هذه المليشيات نفسها مهزومة تطالب بالسلام أو الهدنة حتى تستعيد أنفاسها وتستعد لجولة حاسمة ونهائية وهكذا..!
كما أن أي سلام مع مليشيات الحوثي يعني تسهيل سيطرتها على كامل الأراضي اليمنية إن لم نقل أن هدفها أبعد من السيطرة على اليمن.
* ماذا عن الموقف العملياتي في جبهات القتال؟
بالنسبة للموقف العملياتي، فطوال عام 2023 شهدنا تصعيدا حوثيا في كل الجبهات وحشدا بشكل غير مسبوق على كل الجبهات لكن نحن جاهزون لكل الخيارات وقد تم إذاقة هذه المليشيات المر ولن تكون المناطق التي تستهدفها إلا مقبرة لعناصرها الإرهابية.
وأُذكر هنا مليشيات الحوثي بأن تعي جيدا أن أي مغامرة جديدة ستكون هي نهايتها وأعتقد أن الحوثيين يدركون جيدا هذا الدرس وسوف نلقنهم درسا أقسى من الدروس السابقة.
* متى يمكن أن نرى غرفة عمليات موحدة لكل قوات الشرعية؟
بالنسبة لغرفة العمليات المشتركة فهي جاهزة واللجنة العسكرية والأمنية وبتوجيهات من رئيس مجلس القيادة الرئاسي وأعضائه شكلت عمليات مشتركة، وكان دور كبير للجنة العسكرية والأمنية في تشكيل هذه الغرفة.
وهناك رئيس لغرفة العمليات المشتركة ممثلا باللواء صالح علي ونائبه اللواء يوسف الشراجي.
- هل لا تزال معركة التحرير خيارا واردا أم للمجتمع الدولي رأي آخر؟
نؤكد أن ما أخذ بالقوة لن يستعاد إلا بالقوة، ومؤسسات الدولة لا بد أن تعود بالقوة ونشير إلى أن السلام والحوار هو مضيعة للوقت، كون مليشيات الحوثي من المستحيل أن تسلم صنعاء أو المحافظات التي تحت سيطرتها.
وعلى الشعب اليمني ومن خلفه شعوب الإقليم والعالم والمجتمع الدولي أن يدرك جيدا أن مليشيات الحوثي خطر محدق ليس في اليمن أو الجنوب بشكل خاص وإنما خطر على الإقليم وخطر وتهديد دولي.
* بعد تنامي قوتها، هل تستطيع الحوثي تغيير المعادلة العسكرية؟
أولا، يجب أن نشير إلى أن مليشيات الحوثي لولا الدعم الإيراني لما وصلت إلى هذا المستوى خصوصا في جانب التسليح، ورغم ذلك نؤكد أنه مهما بلغت قوة الحوثي فهي لن تستطيع تغيير المعادلة العسكرية لأن إرادة شعبنا هي القوة التي نستند إليها، ونحن واثقون وقادرون على تحرير صنعاء.
وأنا أدعو المليشيات الحوثية أن تتخلى عن الارتهان للغير لأن (الغير) لا يريدون لنا الخير وإنما الدمار، فهذه الدول الذي ساعدت في تنامي قوة الحوثي حولت شمال اليمن إلى قاعدة عسكرية تهدد كل مكان، ودول العالم أجمع والشاهد تهديداتها وهجماتها على خطوط الملاحة.
كما أننا ندرك أن مليشيات الحوثي تعد حاليا نفسها لمرحلة تستهدف تجاوز الموانع التي وقفت في طريق تمددها، أما فيما يخص الحرس الثوري فهو صنع أذرعه الخاصة كمليشيات الحوثي ويسعى جاهدا للسيطرة على اليمن وتهديد الجزيرة العربية ككل.
*التفجيرات والاغتيالات التي استهدفت قادة كبار بالمناطق المحررة، من يقف خلفها؟
تقف مليشيات الحوثي خلفها، ولكن من المهم أن نشير إلى أنها لا تستطيع أن تنفذ هذه الأعمال في المناطق المحررة لولا الضعف الأمني.
*بشأن تعز، كيف تديرون الأوضاع هناك في ظل سيطرة إخوان اليمن على الجيش والأمن؟
هناك سيطرة إخوانية بالفعل، لكن القرار العسكري ممثلا بمحور تعز لا يزال متحررا نوعا ما عن هيمنة الإخوان، أنا كقائد منطقة عسكرية في حال كان هناك قرار مدعوم من القيادة السياسية والعسكرية في الشرعية وبدعم من التحالف أنا متأكد أن الجيش (محور تعز) سينفذ المهام بكل قوة كونه ليس أسير الحزبية ويتم استخدام الحزبية كشماعة فقط.
*صف لنا دور الإمارات الإنساني ودعمها للمناطق المحررة؟
أعمال دولة الإمارات العربية المتحدة على الأرض خير شاهد، وأنا لا أستطيع أن أذكر كل ما قامت به ليس في المجال العسكري ودعمها السخي للمقاومة والجيش في التحرير من قبضة الانقلاب والإرهاب وإنما قدمت عبر أذرعها الإنسانية دورا إغاثيا محوريا شمل مختلف المستويات بما فيه الجانب الصحي والغذائي.
- كلمة أخيرة؟
دعنا نتفاءل بالخير كوننا تجاوزنا المراحل الصعبة، ولديَّ رسائل أوجهها للقيادة السياسية أن ترفق بالشعب اليمني وتقوده إلى بر الأمان، لأنه شعب طيب، وهو في حاجة إلى من يقف معه، وهو شعب قادر على أن يعطي ويقدم ويحرر بلاده من شرذمة الإرهاب والانقلاب.