آمال اليمنيين في 2022.. "الخلاص من الحوثيين"
لا يحلم اليمنيون في 2022 بأكثر من الخلاص من الحوثي، إذ إن جرائمه بالسنوات الماضية جعلت سقف أحلامهم عند حدود هزيمة تلك المليشيات.
ويبدو أن المسار العام للأزمة الطاحنة التي تفتك باليمنيين منذ نحو سبع سنوات آخذة في التلاشي بشكل تدريجي خلال عام 2022، وهو محطة أمل وترقب للعديد من أبناء هذا البلد العربي.
مر ذلك التفائل الذي منح اليمنيين بصيص أمل في التخلص أخيرا من مليشيات الحوثي، إلى التغيرات التي حدثت على مستوى خارطة إعادة توزيع محاور القتال، بإعادة القوات المشتركة في الساحل الغربي تموضعها، بما يمنحها حق التخلص من قيود اتفاق ستوكهولم، وتوجه جزء من تلك القوات إلى محافظة شبوة الواقعة بجنوب البلاد.
وعزز من ذلك الأمل التوجهات التي تفرضها المرحلة الجديدة بضرورة تحرير مديريات محافظة شبوة التي سقطت منتصف سبتمبر/أيلول الماضي دون قتال، وبطريقة أثارت كثيرا من الشكوك، وكأنها تمت وفق اتفاق مسبق بين مليشيات الحوثي وتنظيم الإخوان الإرهابي، لابتزاز التحالف العربي.
تحرير شبوة من الحوثي وحزب الإصلاح سيتيح فرصة تخفيف الضغط على محافظة مأرب، التي تواجه أعتى الهجمات الحوثية منذ بداية عام 2021، بل قد يسهم في دحر المليشيات المدعومة إيرانيا من تلك المحافظة الغنية بالنفط، وتوجه القوات نحو العاصمة صنعاء، وهو ما يعيد بوصلة الحرب إلى اتجاهها الصحيح.
ويقول الصحفي اليمني هائل سعيد لـ"العين الإخبارية": إن إعادة التموضع للقوات المشتركة وانتقال ألويتها إلى محافظة شبوة خلق حالة من التفائل بالخلاص من مليشيات الحوثي، إذ إن تحرك تلك القوات مع حلول عام 2022 منح الأمل للعديد من المواطنين بأن العام الجديد يحمل في بداياته بشائر الخلاص من المشروع الإيراني في اليمن.
ويرى أن هذا التفاؤل كان واضحا في لقاءات الناس وأحاديثهم التي سيطر عليها شعور بالرضى العام، بأن 2022 لن يكون سوى محطة الخلاص الأبدي من مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا.
ويرى زميله محمد الشارحي، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن المسار العام للمعركة الوطنية يبدو واضحا هذه المرة، خصوصا أن قوات العمالقة لديها خبرة واضحة في التعامل مع الحوثي، كما أنها قوات موصوفة بالشكيمة وقدرتها على تحقيق النصر.
كما أن تلك الثقة التي يبديها اليمنيون تجاه قوات العمالقة، بحسب الشارحي، نابع من أنه لم يسبق لها أن منيت بأي هزيمة أمام مليشيات الحوثي، كما لم يثبت أنها سلمت مواقعها وانسحبت منها مقابل أن يسيطر عليها الانقلاب، مثلما يحدث في محافظات أخرى، في إشارة إلى محاور قتالية تدير عملياتها "الإخوان".
خارطة طريق
ويرى الناشط اليمني إسماعيل القاضي أن خارطة طريق الخلاص من مليشيات الحوثي بدت واضحة، وأن عام 2022 سيكون مفعما بالآمال وحاملا معه بشائر النصر على المليشيات المدعومة من إيران والإخوان.
ويبني قناعاته بالاختراقات الكبيرة التي تمكن خلالها التحالف الغربي من الوصول إلى هرم القيادة في حركة الحوثي الإرهابية، ومصرع القائد الفعلي للحرس الثوري الإيراني في اليمن "حسين إيرلو"، والذي يعمل تحت يافطة باهتة، وهو منصب سفير.
ويرى أن كل المعطيات تبشر بأن التوجه العام للمعركة الوطنية القاضية بالتخلص من مليشيات الحوثي بدأت تلوح في الأفق وهو عام النصر وعام الاحتفال بانتهاء المشروع الإيراني والإخواني على حد سواء في اليمن،" الخناق على الحوثي والإخوان بدأ يضيق من شبوة، وملامح النصر يرتسم خفاقا من صحاري مدينة العسل الحضارات القديمة".
ويوافقه الرأي في ذلك الصحفي اليمني عمر حسن، أن معطيات الواقع تُشير إلى أن العام الجديد باليمن سيكون حافلا بالكثير من المتغيرات السياسية والعسكرية، وأن مكامن الفشل وبؤر الفساد التي ظهرت خلال الأعوام الماضية يتم اليوم معالجتها بجهود مكثفة من التحالف العربي.
ويرى حسن، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن ما يحصل اليوم في محافظة شبوة (جنوب) بقدوم ألوية العمالقة إليها يعد مؤشرا على أن مسار المعركة يتجه نحو مكاسب إضافية تُنتزع من الحوثيين، خاصة أن ما هو معروف عن ألوية العمالقة أن تاريخها العسكري حافل بالمكاسب والانتصارات العسكرية، وهي قوة فاعلة ومؤهلة لخوض معركة ناجزة.
ويختم حديثه بالقول، إن تعيين محافظ جديد لشبوة هو جزء من الشق السياسي لاتفاق الرياض، وهناك جهود من التحالف تُبذل لحلحلة هذا الملف المعقد وإيصال اتفاق الرياض إلى بر الأمان.
وهذه الخطوة ستعقبها خطوات أخرى وتغيير محافظين آخرين، كما ينص الاتفاق، وكل هذا بالنهاية يصب في خدمة المعركة ضد الحوثيين التي يبدو مؤشراتها واضحة باقتلاع جذور الإرهاب الإيراني في اليمن.
aXA6IDE4LjIyMy40My4xMDYg
جزيرة ام اند امز