من زيدان إلى محرز وبنزيما.. تعددت أوجه المعاناة والنجاح واحد
شهدت مسيرات العديد من نجوم كرة القدم بعض التقلبات، قبل الوصول إلى القمة باللعب في الأندية الكبرى بالدوريات العالمية.
ومن بين هؤلاء النجوم، اللاعبون أصحاب الأصول الجزائرية، والذين سافروا في وقت مبكر مع أسرهم إلى فرنسا، ليعانوا من العديد من الأمور، قبل أن ينجحوا في التغلب عليها ويصبحوا فيما بعد النجوم الأبرز في فرقهم.
أبرز هؤلاء الجزائري رياض محرز، نجم مانشستر سيتي الإنجليزي، فهو مولود في فرنسا، لكنه اختار تمثيل الجزائر، عكس كريم بنزيما وزين الدين الدين زيدان، أسطورتي ريال مدريد، حيث فضلا تمثيل منتخب فرنسا في النهاية.
كيف أثرت الجذور الجزائرية في زيدان وبنزيما؟
عانى كريم بنزيما وزين الدين زيدان في فرنسا بسبب أصولهما الجزائرية في البدايات، حيث كانا مرفوضين من قبل كثيرين، ولعل هذا مما دفع "زيزو" لوصفه بأنه الأخ الأصغر بالنسبة له.
ويقول زيدان عن بنزيما: "نحن نتحدث دوماً عن العائلة وعن الرحلة المتشابهة التي كانت لنا معاً في كرة القدم، علاقتنا علاقة إخوة فهو مثل أخ صغير لي، لقد كنت الأصغر في عائلتي".
حين كان زيدان يلعب لفريق "كان" في بداياته، تعرض للسخرية من أصوله العربية، مما جعله يعتدي على خصم استخدم معه هذا الأسلوب، وهو ما نتج عنه معاقبته.
وتكرر المشهد لاحقاً في كأس العالم مرتين حين تمت إهانته، ليس بسبب أصوله ولكن لأسباب أخرى غير معلومة، الأولى في 1998، والثانية من ماركو ماتيراتزي في نهائي 2006، وفي المرتين طُرد زيدان.
يقول زيدان: "في كل يوم أفكر في المكان الذي جئت منه، ولازلت فخوراً بأني جزائري ومن مارسيليا وبأني رجل فرنسي".
من جانبه يرى بنزيما أن أصوله كانت السبب في الهجوم الشديد عليه في عام 2016، إبان بزوغ قضية اتهامه بالابتزاز لزميله في منتخب فرنسا ماتيو فالبوينا.
يقول بنزيما: "ديشامب تأثر بالعنصرية الموجودة في فرنسا"، والمرتبطة بالهجمات التي حدثت في باريس سنة 2015.
من جانبها سخرت ماريون لوبان، برلمانية فرنسية، من بنزيما بسبب تلك التصريحات قائلة : "لست مندهشة من أن بنزيما يخفي شره وراء تهمة عنيفة يوجهها للشعب الفرنسي".
طفولة بنزيما نفسها حملت صعوبات شديدة بسبب مشاعر السخرية التي كان يجدها في الحي الذي كان يعيش فيه، والذي كان مليئاً بالأزمات، بسبب أصوله العربية.
بعدها عانى بنزيما كثيراً ولكن لأسباب أخرى، أبرزها الوزن الزائد، ثم الشخصية الانطوائية، ولكنه دوماً كان يثبت جدارته في النهاية.
رياض محرز والسير في الاتجاه المعاكس
ربما كانت قصة رياض محرز مختلفة عن زيدان وبنزيما، فرغم أنه مثلهما ولد في فرنسا، لكنه فضل اللعب للمنتخب الجزائري.
يقول رياض محرز عن سر تفضيله "الخضر" على فرنسا: "لقد قررت اللعب للجزائر بسبب والدي، الذي رحل وأنا في سن صغيرة.".
محرز تُوفي والده في سن 15 سنة بسبب معاناته من أزمة قلبية حادة، وتولت مسؤولية تربيته والدته صاحبة الأصول المغربية.
كان لتأثير الوفاة المبكرة للأب دور كبير في التحول لرياض محرز، يقول: "لقد أصبحت أكثر جدية، وكأن رأسي بها أفكار ما".
ولم تكن معاناة محرز مع الرفض الفرنسي لجذوره الجزائرية، لأنه في النهاية لم يكن فرنسياً، لكنه فضل البقاء عربياً، وهو ما جعله يعاني من أمور أخرى في فرنسا.
محرز لم يلعب على المستوى الاحترافي في فرق الصف الأول في الدوري الفرنسي، حيث بدأ مشواره مع فريق كويمبرز، ثم انضم إلى لوهافر في 2010، لكنه لم يتجاوز حدود دوري القسم الثاني "ليج 2".
وحين ذهب محرز إلى إنجلترا، كان من بوابة القسم الأول "شامبيونشيب" مع ليستر سيتي، ثم في موسم 2014-2015 لعب لأول مرة في البريميرليج، وفي الموسم التالي كان أفضل لاعب في موسم تتويجه مع "الثعالب" بالدوري الإنجليزي الممتاز.
aXA6IDMuMTQ1LjU5LjI0NCA= جزيرة ام اند امز