المخطط القطري.. رياح "الربيع العربي" تنشر وباء الحوثي بربوع اليمن
قطر أدت منذ حراك 11 فبراير دورا تخريبيا لتعبيد الطريق أمام الحوثيين وتهيئةً الأجواء للتمدد الإيراني.
من مجرد مليشيا طائفية في كهف مران إلى وباء نشرته رياح ما سمي بـ"الربيع العربي" لتجتاح محافظة صعدة ثم عمران، انقلب الحوثيون على الدولة وتكشفت أطماعهم التوسعية نحو جنوب اليمن في مسعى للسيطرة على تعز وعدن، ومن ثم كامل البلاد.
سكنت أصوات آلاف الشباب اليمنيين الذين كانوا يحلمون بالإصلاحات، مع انطلاق آلة الحرب الحوثية، لكن بعد 8 أعوام من الأزمة بدأوا يتنبهون إلى أن المخطط القطري التخريبي الذي أدى الدور الأبرز منذ 2011 لتعبيد الطريق أمام الحوثيين وتهيئة الأجواء للتمدد الإيراني بالمنطقة.
ومع تسارع الأحداث في اليمن وتصدع التحالفات العسكرية والسياسية والقبلية للنظام نتيجة التخريب القطري الممنهج، فضلا عن بنيته الهشة أصلا، مثلت الذكرى الثامنة لشرارة ما عرف بـ"ثورة الربيع العربي" محطة جديدة لترميم ما تبقى من البيت اليمني واستعادة البلد المختطف من قبل حلفاء طهران.
حصان طروادة
مروان الشرعبي، وهو كاتب يمني، قال إن قطر بذلت كل جهودها لتأجيج الاحتجاجات الشعبية ضد الحكومات العربية لحرفها عن مسارها السلمي مستغلة الاندفاع الجارف للشباب في الأقطار المختلفة.
وأضاف أن الدوحة نجحت ولو مؤقتا من خلال الآلة الإعلامية التحريضية الضخمة التي امتلكتها وعبر أذرعها المتمثلة في جماعة الإخوان من تحقيق مبتغاها، لتتحول الاحتجاجات إلى فوضى تهيئ بذلك الأجواء للتمدد الإيراني بالمنطقة.
وذكر الشرعبي أنه ليس من المصادفة أن يكون عام 2011 الذي كشفت فيه قطر عن الوجه القبيح لمخططها، هو العام نفسه الذي شهد أهم نقطة تحول في تاريخ الجماعة الحوثية، حيث ظهرت المليشيا -بمساندة الأموال القطرية وساحات الاحتجاج- ككيان سياسي يتطلع إلى اعتراف إقليمي ودولي.
وأردف قائلا إنه "وبعد مرور 8 سنوات، يكاد يكون هناك إجماع شعبي على أن خيمة 11 فبراير (بدء الاحتجاجات الشعبية في اليمن) لم تكن سوى حصان طروادة لتمرير الأجندة الإيرانية التوسعية في البلاد".
قطر تعبد طريق الحوثيين
طاهر بشير، شاب يمني، شارك في الحراك اليمني كواحد بين آلاف الشباب الذين نزلوا للشارع للمطالبة بالإصلاحات، قال إن طليعة الاحتجاجات عبرت فعلا عن تطلعات الشعب لكنها اختطفت من قبل تنظيم الحمدين ولم يصنع أكثر من تعبيد الطريق لحلفاء إيران.
وأضاف أن تيارات سياسية تتخفى بخطاب ديني وتحت رعاية قطرية إيرانية سعت لتسير الجماهير واستخدام ساحات الاعتصامات جسر عبور لمخطط الحوثيين القابعين أقصى شمال اليمن، ومنحوا بعد إدماجهم كمكون سياسي مساحة كبيرة للتفكير باستثمار فجوة صراعات بناء الدولة.
ولفت إلى أن الدعم القطري اللامحدود لجماعة الإخوان منحها هيمنة لاستغلال طاقات الشباب في فرض أجندتها الخاصة، وهو ما تنبه له الحوثيون وذهبوا بسرية تامة بتوجيهات من حزب الله لتفكيك الدولة وقص أجنحة النظام واحدا تلو الآخر.
وأردف أن المال القطري اخترق الساحات ودفع بمكونات شبابية للواجهة لتأجيج الفوضى وتخوين الأصدقاء ونسف أي مبادرات وقنوات تواصل قدمها نظام الرئيس الراحل علي عبدالله صالح والذي عادة ما تعثرت حلوله بين صخب المظاهرات.
مقابل ذلك، لم يفعل الحوثيون أكثر من إخفاء المخطط الإيراني والاقتراب من الجميع حتى إنهم فتحوا قنوات خلفية للاقتراب من شركاء حكم دام قرابة 33 عاما، حيث اعترف تنظيم الإخوان وسط الحشود باستحقاقهم "مظلومية ستة حروب في صعدة"، على حد زعمهم، أضاف بشير.
وأوضح أن قطر وإيران ظلتا قاتلين مجهولين يزهقان أرواح الشباب من صنعاء إلى تعز إلى عدن من أجل تأجيج وتمزيق المجتمع بالفوضى وللتمهيد للحوثيين.
وفي الذكرى الثامنة لشرارة الأزمة اليمنية يؤكد طاهر أنه لم يعد لليمنيين عدو أكثر من الحوثي، وبمساعدة التحالف العربي لدعم الشرعية في البلاد من الضروري العمل على ترميم فجوة الأحقاد والدفع بالجميع لمعركة هزيمة آلة الموت الحوثية.
aXA6IDE4LjE5MS44Ny4xNTcg جزيرة ام اند امز