كيف تصلح «الغاف» الإماراتية الاقتصاد العالمي؟.. «النقد الدولي» يجيب
خلال يوم الانطلاق الأول بالقمة العالمية للحكومات بدبي
استلهمت كريستالينا غورغييفا، مدير صندوق النقد الدولي، من شجرة "الغاف" المتجذرة بأرض الإمارات وطبيعتها نموذجاً ملهماً للإشارة إلى تطلعها لسياسة مالية عالمية قوية.
وقالت غورغييفا "أتمني أن تصبح شجرة الغاف رمزاً لنشاطنا في المساهمة في إحقاق الأمن والاستقرار والسلام"، مشيرةً إلى "أن العالم يتطلع لسياسة مالية قوية مقاومة للصدمات تشبه شجرة الغاف المتجذرة بأرض الإمارات". جاء ذلك خلال كلمتها بمنتدى المالية العامة للدول العربية ضمن يوم الانطلاق التمهيدي للقمة العالمية للحكومات بدبي.
ويرجع السر وراء استلهام مديرة صندوق النقد لشجرة "الغاف" إلى أنها شجرة تتحمل الجفاف، ويمكن أن تظل خضراء حتى في البيئات الصحراوية القاسية. وهي من الأشجار المهمة للأنواع الحيوانية والنباتية على حد سواء، وتعتبر شجرة الغاف الشجرة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة ومن الرموز الثقافية، إذ تمتلك قدرة عجيبة على التأقلم المثالي مع البيئة الصحراوية.
ولهذا استعادت مديرة صندوق النقد الدولي من ذاكرتها هذا النموذج للتأكيد على ضرورة أن يكون الاقتصاد العالمي أكثر قوة وصلابة وتماسكاً.
- برعاية مستشرفي المستقبل.. انطلاق تمهيدي للقمة العالمية للحكومات
- «إنفاق تحت السيطرة».. قاعدة أوروبية جديدة لتحفيز الاستثمارات
وأضافت مدير صندوق النقد الدولي أن "الصراع في الشرق الأوسط يؤثر على السياحة في الدول المجاورة، ونراقب التأثيرات المالية عن كثب". مشيرة إلى أن تأثير الصراع في المنطقة ملحوظ في ارتفاع تكاليف الشحن وانخفاض عدد السفن العابرة في البحر الأحمر.
وأوضحت مدير صندوق النقد الدولي أن اتساع رقعة الصراع الحالي في الشرق الأوسط من شأنه أن يزيد من الضرر الاقتصادي.
وأضافت "نتوقع نمو الناتج المحلي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2.9% في 2024، وارتفاع مستويات الديون والاقتراض ومحدودية الوصول إلى التمويل الخارجي تمثل عائقا أمام اقتصادات بعض الدول العربية المستوردة للطاقة".
وذكرت غورغييفا أن صندوق النقد الدولي سينشر وثيقة غداً الإثنين تظهر أن الإلغاء التدريجي لدعم الطاقة يمكن أن يوفر 336 مليار دولار في منطقة الشرق الأوسط، ما يعادل اقتصاد العراق وليبيا مجتمعين.
وتابعت قائلة إنه بالإضافة إلى توفير هذا المبلغ فإن الإلغاء التدريجي لدعم الطاقة "يحد من التلوث ويساعد على تحسين الإنفاق الاجتماعي"، بحسب نسخة من الخطاب نشرت على موقع صندوق النقد الدولي على الإنترنت.
وفي آخر تحديث حول وضع الاقتصاد الإقليمي نشره الصندوق الشهر الماضي، عدل الصندوق توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وخفضه إلى 2.9 في المئة هذا العام، ومن أسباب ذلك تخفيضات إنتاج النفط على المدى القصير.
وقالت في كلمتها "بينما لا تزال حالة الغموض مرتفعة يمكننا أن نكون أكثر ثقة بعض الشيء بشأن التوقعات الاقتصادية، لأن الاقتصاد العالمي يتسم بالمتانة على نحو يثير الدهشة".
وعن الصراع في غزة، حذرت غورغييفا من اتساع نطاق التبعات.
وقالت: "هذه اللحظة الضبابية بشكل استثنائي تزيد التحديات أمام الاقتصادات التي لا تزال تتعافى من الصدمات السابقة، اتساع نطاق الصراع من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الضرر الاقتصادي".
aXA6IDMuMTM2LjIyLjIwNCA= جزيرة ام اند امز