تحليل.. مصر تواجه تحديات قبل تطبيق دوري المحترفين

تحذيرات الفيفا بشأن تطبيق دوري المحترفين تضع الجمعية العمومية لاتحاد الكرة المصري أمام اختبار تعديل اللوائح

سيكون على الجمعية العمومية للاتحاد المصري لكرة القدم الانتهاء سريعا من تعديل اللوائح من أجل بدء تطبيق دوري المحترفين من الموسم المقبل وتفادي استبعاد الأندية والمنتخبات من البطولات القارية والدولية.

وبعد أحدث تحذير يوجهه الاتحاد الدولي (الفيفا) لمصر ضمن دول أخرى من أجل الإسراع في تطبيق الاحتراف الكامل سيكون على الجمعية العمومية للاتحاد المصري في الثاني من أبريل نيسان اعتماد اللوائح الجديدة للحصول على موافقة الفيفا والاتحاد الافريقي للعبة.

وأعطى الفيفا أكثر من مهلة لمصر منذ الموعد النهائي لتطبيق دوري المحترفين في كل البطولات المحلية في العالم عام 2010 لكنها لم تتخذ أي خطوات جدية نحو إكمال العملية حتى الآن.

وقال محمود الشامي عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم إنه لا يوجد ما يمنع تحول الأندية المصرية إلى محترفة.

وأبلغ رويترز "جميع أندية الدوري الممتاز وفقت أوضاعها لكي تتحول إلى أندية محترفة بما في ذلك أسوان الصاعد في بداية الموسم الحالي."

وأضاف "الاتحاد المصري حصل على أكثر من فرصة منذ عام 2009 لكن التحذير الأخير من الفيفا يجعلنا نسرع عملية تأسيس رابطة الأندية المحترفة."

وأكد الشامي أن لوائح الاتحاد المصري الجديدة ستنص على تأسيس رابطة محترفين لكل درجة من درجات الدوري تتولى إدارة المسابقات.

* خمس نقاط

ويجب على الأندية والاتحاد المصري لكرة القدم تطبيق خمس نقاط أساسية في الجانب الرياضي وفي البنية التحتية والإدارة والشؤون القانونية والمالية من أجل التحول لأندية محترفة بشكل كامل.

وطبقا للوائح الفيفا يجب أن تملك الأندية نظاما متكاملا لتطوير فرق الناشئين وأن يكون لها فريق واحد على الأقل بين 15 و21 عاما وآخر بين عشرة و14 عاما.

وفي البنية التحتية سيكون على كل ناد أن يمتلك ملعبا خاصا أو التعاقد لموسم واحد على الأقل مع مالك الملعب الذي يخوض عليه مبارياته وتقديم خطة كاملة لتأمينه وخطة لإخلاء الجماهير في حالة حدوث كوارث أو أعمال شغب.

ويجب أيضا على الأندية توفير غرفة لاختبارات المنشطات إضافة لغرفة واحدة على الأقل للاسعافات الأولية للجماهير.

وقال محمد عبد السلام رئيس مصر للمقاصة إن ناديه حصل بالفعل على خطاب معتمد من وزارة الشباب والرياضة للعب باستاد الفيوم.

وأبلغ رويترز "قدمنا خطابا معتمدا من وزارة الشباب والرياضة باعتبار استاد الفيوم ملعبنا القانوني بناء على عقد إيجار للملعب وقام الاتحاد الافريقي لكرة القدم بمعاينته قبل المشاركة في كأس الاتحاد الافريقي ووجد أنه يطابق كل المواصفات."

وعانى الأهلي بطل افريقيا ثماني مرات وأكثر الأندية المصرية نجاحا على الصعيد المحلي ليجد ملعبا له قبل بداية الموسم وواجه صعوبات في الحصول على موافقة السلطات ليلعب باستاد الجيش في برج العرب بمدينة الاسكندرية التي تبعد بأكثر من 200 كيلومتر عن مقره في القاهرة.

وقال الشامي "يجب على الأهلي والزمالك تقديم عقود الاتفاق (مع مالكي الملاعب) لاستضافة مباريات الفريقين في الموسم المقبل."

* إدارات مستقلة

وضمن اشتراطات الفيفا أن يحصل مدرب الفريق الأول على أعلى رخصة تدريبية للاتحاد المحلي أو رخصة معادلة من اتحاد آخر أو أن يقدم ما يثبت أنه في طريقة للحصول على هذه الرخصة أو يمنحه الاتحاد المحلي "شهادة تدريبية" إذا كان يملك خبرة لا تقل عن خمس سنوات في أي من الدرجتين الأعلى.

ويتعين على الأندية أن تملك أيضا أفراد أمن تابعين لها أو تقدم ما يثبت تعاقدها مع إدارة الملعب الذي يستضيف مبارياتها من أجل توفير الأمن أو تتعاقد مع شركة أمن.

وقال عبد السلام - وهو نائب رئيس لجنة أندية الدوري الممتاز - إن اللجنة وضعت تصورا للاستعانة بشركة أمن خاصة لتأمين المباريات في خطوة تهدف إلى اعادة الجماهير للمدرجات في بلد تقام فيه المباريات بدون مشجعين منذ كارثة استاد بورسعيد في 2012 وبعدها حادث تدافع في استاد الدفاع الجوي في ضاحية القاهرة الجديدة بالعاصمة المصرية.

وأضاف رئيس المقاصة "اتخذنا خطوات مهمة بالتنسيق مع الأمن."

وأحد البنود التي تمثل تحديا أمام الأندية المصرية من أجل تطبيق دوري المحترفين هي التي تنص على أن يقدم كل ناد وصفا مفصلا لكيفية إدارته وكيفية تحوله لشركة "ويحظر على أي شخص داخل الإدارة أو حاملي الأسهم أن يكون عضوا أو يملك أسهما أو تكون له أغلبية الأسهم أو يحق له تعيين أو إقالة المديرين... في أي ناد آخر في نفس المسابقة."

ويتكون الدوري المصري الممتاز من 18 ناديا أغلبها تابعة لشركات وتحمل اسمها أو تتبع القوات المسلحة ووزارة الداخلية.

وينافس في المسابقة حرس الحدود وطلائع الجيش والانتاج الحربي وهي أندية تتبع جميعا القوات المسلحة إضافة لفريقي الداخلية واتحاد الشرطة المملوكين لوزارة الداخلية.

وتضم المسابقة أيضا إنبي وبتروجيت وهما ناديان يتبعان شركات مملوكة للدولة ومرتبطة بوزارة البترول. وتملك شركة إنبي 2 بالمئة من أسهم بتروجيت.

لكن الشامي قال إن أندية إنبي وبتروجيت والمقاولون العرب قدمت بالفعل ما يثبت تحولها لشركات خاصة لكرة القدم. ولم يخض عضو الاتحاد المصري في المزيد من التفاصيل.

ويقول عبد السلام رئيس المقاصة - وهو ناد مملوك لشركة مصر للمقاصة لتسوية المعاملات المالية - إن كل أندية الدوري الممتاز استكملت أوراقها "فيما يتعلق باعتمادها كأندية محترفة".

ومن أجل التحول للاحتراف سيتعين على كل ناد أن يقدم تقريرا مفصلا عن وضعه المالي ويشمل ذلك الإيرادات والمدفوعات والقروض وعقود اللاعبين والأرباح والخسائر.

وقال الشامي "بعد موافقة الفيفا سيرسل الاتحاد الافريقي لجانا للتفتيش والتأكد من تطبيق الشروط على الأندية."

وأضاف "مع بداية الموسم الجديد ستكون جميع الأندية بالدوري الممتاز محترفة ومع تأسيس رابطة دوري المحترفين سينتهي دور اتحاد الكرة (في تنظيم البطولة)."